جرّبْ بأنك لا تأتي على البالِ
وذقْ بنفسك طعمَ المحتوى الخالي
سيختفي ألمي المخمور وهو دمي
وسوف أخجل من طيني وصلصالي
وربما هاجسي المجنون ينكرني
ويترك القفص المهجور في الحالِ
ويدّعي طائرا لا شكل يشبهه
من أين آتيه – كي يهوي – بأشكالِ
ستدرك الآن أني خنجرٌ ورقٌ
ما ذاق طعنا ولم يحفل بإيغالِ
وأنني عقدةٌ تقتات من عقد
ولن أعيش طويلا دون إشكالِ
وسيرتي أنني قبّلت سيدة
كانت عجوزا ، وهذي كل أعمالي
والشعر كان عقابا كنت أجرعه
مذ كنت أفعلها طفلا ببنطالي
فكيف أكتب خوفي ثم أقرأه
على المقيمين لفظا دون تدلالِ
في زحمة الدور وحدي كنت منتظرا
لذاك ما قال قبلي من هو التالي
أريد أجهض ألقابي أنا خجل
كيف انجررت وراء الميم والدالِ ؟
كأنما الموت لم يعرف لكثرته
سواي حيا فضاقت فيّ آجالي
ما زلت فيها طبيعيا وينقصني
كل الجنون لأنهي فرض إكمالي
ألفُّ حزني وأنفاسي له تَبِغٌ
لأطفئ الليل مأخوذا بإشعالي
كزوجة القصب المنسي ذات ضحى
تكسّرت قطعا حبلى بموّالِ
كصبية الحي لم تدرك مدارسهم
معنى الحقائب سيرا دون إيصالِ
فاعبث كما شئت واحرص أن تكسرني
كما يليق بمن عاثوا بأمثالي
وقل لأمّيَ ، أن تبقى بوحدتها
فقد بقيتُ وحيدا مثل أطفالي
خرجت منهم فراغا دامغا كيدي
وما استطاعوا لضيق فهمَ إشغالي
أقم قيامة أيامي أنا جثث
تحن للنشر والسكنى بأهوالِ
وألقني موقنا لم يتعظ أبدا
وسط النعيم بسلسال وأغلالِ
لكي أكونك نصّا ميتا ولها
مل النضوج بلا نقص وإخلالِ
فاقصر بمعناي يا حمّال أوجهه
وكن ثقيلا فحضني خير حمّالِ
أفسدتَ مجراي نهرا صرت أتبعه
كقطرة لعبت في عقل شلالِ
أخفضت لي صوته حتى صرخت به
صعّر بخصرك وانسف كل مختال
وقيل نهداك ضجا حد أنهما
ضاقا علي كضيق العيش والحالِ
ألم أقل لك يا بن القلب مبتدئا
جرّب بأنك لا تأتي على البالِ