من هو صاحب النفس المطمئنة ؟
... اذا مرض و لم يفلح الطب في علاجه .. قال في نفسه .. هو خير ..
و اذا احترقت زراعته من الجفاف و لم تنجح وسائله في تجنب الكارثة .. فهي خير ..
و سوف يعوضه الله خيرا منها ..
و اذا فشل في حبه .. قال في نفسه حب فاشل خير من زيجة فاشلة..
فاذا فشل زواجه.. قال في نفسه الحمد لله أخذت الشر و راحت ..
و الوحدة خير لصاحبها من جليس السوء ..
و اذا أفلست تجارته قال الحمد لله لعل الله قد علم أن الغنى سوف يفسدني
و أن مكاسب الدنيا ستكون خسارة علي في الآخرة ..
و اذا مات له عزيز.. قال الحمدلله .. فالله أولى بنا من أنفسنا و هو الوحيد الذي
يعلم متى تكون الزيادة في أعمارنا خيرا لنا و متى تكون شرا علينا ..
سبحانه لا يسأل عما فعل .
و هذه النفس المؤمنة لا تعرف داء الاكتئاب ، فهي على العكس نفس متفائلة
تؤمن بأنه لا وجود للكرب ما دام هناك رب ..
و أن العدل في متناولنا ما دام هناك عادل ..
و أن باب الرجاء مفتوح على مصراعيه ما دام المرتجى و القادر حيا لا يموت .
و النفس المؤمنة في دهشة طفولية دائمة من آيات القدرة حولها
و هي في نشوة من الجمال الذي تراه في كل شيء ..
و من ابداع البديع الذي ترى آثاره في العوالم من المجرات الكبرى
الى الذرات الصغرى.. الى الالكترونات المتناهية في الصغر ..
و كلما اتسعت مساحة العلم اتسع أمامها مجال الادهاش و تضاعفت النشوة ..
فهي لهذا لا تعرف الملل و لا تعرف البلادة أو الكآبة.
وشعارها دائماً:
{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ عَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} البقرة: 216 ..