وفاة خديجة أم المؤمنين
دخل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على خديجة ، وهي تجود بنفسها ، فوقف ينظر اليها ، والألم يعصر قلبه الشريف ثم قال لها : ـ بالكره مني ما أرى ـ.
ولما توفيت خديجة (رضي الله عنها) جعلت فاطمة ابنتها تتعلق بابيها الرسول (صلّى الله عليه وآله) وهي تبكي وتقول : أين امي ... ؟ أين امي ... ؟ فنزل جبريل فقال للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : قل لفاطمة ان الله بنى لامك بيتاً في الجنة من قصب لا نصب فيه ولا صخب
وبعد خروج بني هاشم من الشعب بثمانية أعوام ، ماتت خديجة (رضي الله عنها) وكانت وفاتها ووفاة أبو طالب في عام واحد فحزن النبي (صلّى الله عليه وآله) عليهما حزناً عظيماً.
وقد سمى النبي ذلك العام ـ عام الأحزان ـ وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين.
عظمت المصيبة على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بفقد عمه الكفيل أبي طالب (رضي الله عنها) وزوجته الوفية المخلصة المساعدة. وقال عليه الصلاة السلام ما نالت قريش مني شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب.
ودفنت خديجة رضوان الله عليها بالحجون ، ونزل صلىاللهعليهوآلهوسلم في حفرتها. وكان لها من العمر خمس وستون سنة.
لزم الرسول صلوات الله عليه بيته حزناً عليها ، وكانت مدة إقامتها معه خمساً وعشرين سنة قضتها في كفاح وجهاد مستمر.
وفي ختام المطاف لا باس من ذكر قول الرسول الأعظم في حقها ، دلالة على عظمتها : قال عليه الصلاة والسلام :
« كمل من الرجال كثير ـ وكمل من النساء أربع ـ آسية بنت مزاحم ومريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله وسلم ».