أم إسحاق بنت طلحة
كانت أم إسحاق قبل أن يتزوجها الإمام الحسين عند أخيه الإمام الحسن عليه السلام فلما حضرته الوفاة أوصى أخاه الإمام الحسين أن يتزوجها، وقد ولدت له فاطمة وعبد الله[19].
إذن: يكون عدد أزواجه ثلاثاً وهن: ليلى الثقفية، والرباب بنت امرئ القيس، وأم إسحاق. أما شاه زنان فهي أم الإمام زين العابدين عليه السلام وهي فارسية وتكون بنت شرويه بن كسرى ملك الفرس إلا أنها لم تكن حاضرة في يوم عاشوراء، وذلك لأنها توفيت في أثناء ولادتها للإمام زين العابدين عليه السلام.
أما كيف تزوج بها الإمام الحسين عليه السلام فقد قيل: إن حريث بن جابر الحنفي حينما ولاه الإمام علي عليه السلام خراسان بعث إليه ببنتي يزدجر، فنحل ابنه الحسين عليه السلام شاه زنان فأولدها زين العابدين عليه السلام، ونحل الثانية محمد بن أبي بكر فولدت له القاسم بن محمد بن أبي بكر فهما إبنا خالة
وقيل: (لما ورد سبي الفرس إلى المدينة أراد عمر بن الخطاب بيع النساء وأن يجعل الرجال عبيدا، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: «إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أكرموا كريم كل قوم». فقال عمر: قد سمعته يقول: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه وإن خالفكم، فقال له أمير المؤمنين: «هؤلاء قوم قد ألقوا إليكم السلام ورغبوا في الإسلام ولا بد أن يكون لهم فيهم ذرية وأنا أشهد الله وأشهدكم أني قد أعتقت نصيبي منهم لوجه الله تعالى».
فقال جميع بني هاشم: قد وهبنا حقنا أيضا لك، فقال: «اللهم اشهد أني قد أعتقت ما وهبوا لي لوجه الله». قال المهاجرون والأنصار: وقد وهبنا حقنا لك يا أخا رسول الله، فقال: «اللهم اشهد أنهم قد وهبوا لي حقهم وقبلته، وأشهدك أني قد أعتقتهم لوجهك». فقال عمر: لم نقضت علي عزمي في الأعاجم وما الذي رغبك عن رأيي فيهم؟ فأعاد عليه ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله في إكرام الكرماء، فقال عمر: قد وهبت لله ولك يا أبا الحسن ما يخصني وسائر ما لم يوهب لك، فقال أمير المؤمنين: «اللهم اشهد على ما قالوه وعلى عتقي إياهم».
فرغب جماعة من قريش في أن يستنكحوا النساء فقال أمير المؤمنين: «هن لا يكرهن على ذلك ولكن يخيرن، ما اخترنه عمل به». فأشار جماعة إلى شهربانويه بنت كسرى فخيرت وخوطبت من وراء الحجاب والجمع حضور فقيل لها: من تختارين من خطابك؟ وهل أنت ممن تريدين بعلا؟ فسكتت، فقال أمير المؤمنين: «قد أرادت وبقي الاختيار».
فقال عمر: وما علمك بإرادتها البعل؟ فقال أمير المؤمنين: «إن رسول الله كان إذا أتته كريمة قوم لا ولي لها وقد خطبت يأمر أن يقال لها: أنت راضية بالبعل؟ فإن استحيت وسكتت جعلت أذنها صماتها وأمر بتزويجها، وإن قالت: لا، لم يكره على ما تختاره، وإن شهربانويه أريت الخطاب فأومأت بيدها واختارت الحسين بن علي عليهما السلام».
فأعيد القول عليها في التخيير فأشارت بيدها وقالت: هذا، إن كنت مخيرة، وجعلت أمير المؤمنين وليها وتكلم حذيفة بالخطبة، فقال أمير المؤمنين: «ما اسمك؟». فقالت: شاه زنان بنت كسرى، قال أمير المؤمنين: «أنت شهربانويه وأختك مرواريد بنت كسرى؟». قالت: آريه)