تعالَ أيّّها البحرُ لأهمُسَ لك …
أسراري و أسمح لي أيّها البحرُ …
بالغوصِ في داخلك ...
لأجعلَ من محارُكَ صناديقُ أسراري ..
فأنّي أخشى يا بحرُ…
بأن يعرفوا أنّ غيابُها عنّي…
سببُ نحولي و أوجاعي…
و أن ألتقوا بها يوماً…
سيجعلون في رقبتِها أوزاري…
رقيقةٌ هي كالورقةِ…
و أخفُ من النسائمُ…
ما إنّ داعبتها سقطتْ من الأشجاري..
تعشقُ السماء…
وتشتهي أنّ تلتقي بالنجم في المساء…
كُنّا نركضُ معاً حيناً …
و حيناً نتمايلُ كسنابلِ القمح ِ…
تنقلنا الرياحُ إلى هناك ...
حيثُ الجداول ...
فنداعبُ مائهُ بأقدامنا…
و نستلقي في فناءِ الداري…
أهمسُ لها عن شيئاً ينمو بداخلي ..
فتغمضُ عيناها و كأنها تخبرُني ..
أن بداخلُها نصفهُ الثاني ..
كَبُرنا فتاه أحدُنا عنِ الآخر…
أ تعلمُ يا بحرُ ؟؟
سأنتظرُها هناك…
في أول مرةٍ ألتقينا…
لِعَلّها يا بحرُ تتذكر…
وتَمُرُ بداري…
عامر الرفاعي .