......... ( المقدمة ).......
كفانا فخرا بهذا القائد الذي عرف العالم وكافة شعوب الدنيا بهوية شعبنا القومية وهو على قيد الحياة وكان إسمه تدق الرعب والخوف في نفوس أعدائنا ,
وسيظل البارزاني الخالد يعيش في ضمائر ووجدان كل الكورد الشرفاء الأحرار جيل بعد جيل أبد الدهر وسيظل هو أب الكورد وكوردستان ورمز نضالهم ومعلم الكوردايتى لذا علينا نحن الكورد في أرجاء كوردستان المجزئه وبالأخص أقليم كوردستان أن نسير على نهج وخطا الأب الروحي البارزاني الخالد وعلينا جميعا أن نناضل ونكافح من أجل تحقيق أماني وطموحات شعبنا الكوردي الذي طالما ناضل من أجل تحقيقها وكان كل اُمنيته في الحياة هو أن يحقق لبني جلدته كيانا قوميا وسياسيا اُسوة بكل شعوب الأرض ,لقد كان البارزاني الخالد يحارب الظالمين والطغات من اجل الديمقراطية لجميع العراقيين كردا وعربا وجميع الاطيا ف الدينية والمذهبية وكان يحترم الجميع وكان يريد ان يزدهر الاخوة العربية الكوردية وكان يريد الخير والمحبة والالفة لاخوتنا العرب اينما كاموا وخاصة العراقيين .
فالف والف تحيه على روح البارزاني الخالد وعلى أرواح شهداء كوردستان الأبرار الذين قدموا أرواحهم الغالية على طريق تحرير كوردستان العراق وكذالك الحرية والديمقراطية لجميع العراقيين ..
من هو البارزاني الخالد
البارزاني:
هو مصطفى ابن محمد ابن عبدالسلام و لقب في شبابه ب (الملا مصطفى البارزاني) لدراسته وتعلمه العلوم الدينية على أيدي علماء عصره حينما كان في ريعان شبابه في قصبة بارزان و السليمانية إلا أنه وفيما بعد ذاع صيته فاشتهر ب (البارزاني) اَختصارا .
ولد مصطفى يوم 14/3/1903 في قصبة بارزان الواقعة على سفح جبل شيرين الشامخ و الذى تحول منذُ بداية القرن العشرين و لحد ألان إلى قلعة حصينة للكلوردايتى .
* طفولته ورعايته:.
توفي والده عام 1903 فتولى رعايته وتربيته أولا شقيقه الشيخ عبدالسلام البارزاني من عام (1903- 1914 ) و ثانيا شقيقه الشيخ أحمد البارزاني من عام( 1914 – 1930) حيث بعدها عاد الملا مصطفى البارزاني شابا قادرا على الاعتماد على نفسه و على قيادة و توجيه الآخرين .
من هو الشيخ عبدا لسلام البارزاني ؟؟ .
هو الشقيق الأكبر للبارزاني مصطفى الذي تولى زعامة مشيخة بارزان بعد و فاة والده محمد عام 1903 الذي خلف وراءه خمسة ابناء هم .
1. عبدالسلام 2. احمد 3. محمد صديق 4. بابو محمد
5. مصطفى وهو الذي عرف فيما بعد بالملا مصطفى البارزاني .
البارزاني والطفل الأسير:.
من الطريف بل والظريف أيضا إن الطفل مصطفى إي (الملا مصطفى البارزاني) وقع مع والدته البطلة وآخرين من الناس العزل في بارزان أسرى بأيدي الأعداء في إحدى المعارك الخالدة التي
وقعت عام 1906 و كان عمره آنذاك (3 سنوات) فأودعوهم جميعا في سجن الموصل و بعد ذلك اُطلق سراحهم بضغط من الشيخ عبدالسلام.
الشيخ احمد و رعايته للطفل مصطفى :.
بعد استشهاد عبدا لسلام تولى شقيقه الشيخ احمد البارزاني زعامة بارزان فتولى رعاية أشقائه ومن بينهم الطفل مصطفى ، و قد سار الشيخ احمد على نهج شقيقه الراحل عبدالسلام ولم يحد قيد شعره عنه فقد حافظ أولا على كل إصلاحاته الاجتماعية و بذلك حافظ على وحدة وتماسك أبناء عشائر بارزان و ثانيا استمر أيضا في مقارعة الأعداء وسانده ثورة شعب كوردستان و زعمائهم الابطال في إرجاء كوردستان والمطالبة بحقوق الكورد . في هذا المجال نذكر :
1. أرسل الشيخ احمد شقيقه الملا مصطفى البارزاني إلى كوردستان تركيا فالتقى بزعماء الكورد هناك أمثال عبدالقادر النهري و الشيخ سعيد بيران وذلك خلال الفترة من 1917 – 1919 فتشاوَر معهم في شؤون ثورة الشعب الكوردي .
2. كذلك أرسل الشيخ احمد شقيقه الشاب الملا مصطفى البارزاني على رأس قوة إلى مدينة السليمانية مدينة التضحية والفداء والكوردايتي و ذلك عام 1919 لتمد ثورة الشيخ محمود الحفيد إلا ان القوة وصلت هنالك بعدما أخمدت الثورة من قبل الأعداء .
3. لم يَرق للانكليز و لحكومة العراق الملكية النهج القومي الوطني الذي سار عليه الشيخ احمد فوجهوا قواتهم للقضاء على نفوذه فاندلعت انتفاضة بارزان عام (1931 – 1932) و وقعت عدة معارك شرسة بين الطرفين غير المتكافئين عدة و عتادا و رجالا تكبد فيها العدو خسائر فادحة فى هذه المعارك الخالدة منها (دولاظاذى) حيت ابلي فيها الثوار بلاءً حسنا بقيادة القائد الشاب الملا مصطفى البارزاني فذاعت شهرته كقائد و مقاتل جسور و لقى كل التشجيع من لدن الشيخ احمد ,هكذا (بعد إن ولد مصطفى البارزاني) في بارزان ونشأ و ترعرع في أحضان اُسرة كوردية دينية قيادية وطنية مناضلة قارعت الظلم والاستبداد و أصبح شابا مليئا بالحيوية و الرجولة والفطنة مدركا تمام الإدراك ما يعانيه شعب كوردستان من الظلم و الجور على يد الغزاة و الطغاة .
دخل البارزانى ساحة الشرف والنضال والكوردايتى شاهرا سيفه بوجه الأعداء و بدأ يشق طريقه في ما بعد في الحياة العملية و السياسية بنجاح باهر وهو يدافع بأمان و تفان عن حياض الوطن ذاع صيته ليس في كوردستان العراق فحسب بل في إرجاء العالم .
اِندلاع ثورة بارزان 1943.
أدرك البارزاني بان العدو لايعرف سوى منطق القوة لذا لابد من توجيه ضربة له وتلقنه درسا بليغا ليفيء من غيه و يعود لرشده فقرر احتلال كافة المخافر الحكومية في المنطقة فاندلعت ثورة بارزان 1943 وحاولت الحكومة و بكل ما اُوتيت من قوة للقضاء على البارزاني و ثورة بارزان فوقعت عدة معارك ضارية بين الطرفين غير المتكافئين منها معارك (خيرزوك و مه زنة) حقق فيها الثوار انتصار تلو الانتصار فارتفعت معنوياتهم و قد طلب القائد العسكري من البارزاني الثائِر موافقة نقل جثث قتلاه فوافق على ذلك و حقنا للدماء وحل المشكلة القائمة سلميا بعث سيادته برسالة الى الحكومة عرض من خلالها الحوار والتفاهم لابد هنا أن نذكر بان حزب هيوا الكوردي لعب دورا هاما في دعم ثورة بارزان من خلال المناشير التي وزعها مناضلوه في بغداد وبقية المدن العراقية أيد الحزب فيها الثورة و ندد بسياسة الحكومة العراقية الملكية العميلة تجاه الشعب الكوردي .
اِخماد ثورة بارزان :.
أخيرا أخمدت انتفاضة بارزان وتمكن العدو أيضا بالغدر من حجز الشيخ أحمد و إخوته وآخرين و نفيهم إلى بغداد فالديوانية فالتون كوبري فكفري فالسليمانية و ظلوا هناك تحت المراقبة حتى عام 1943 حيث تمكن الملا مصطفى البارزاني من الرحيل الى السليمانية بمساعدة حزب هيوا في يوم 12/7/1943 فتوجه نحو كوردستان ايران بزي رجل ديني .
المكافأة الثمينة:
حينما علمت الحكومة العراقية بهروب البارزاني من السليمانية خصصت جائزة ثمينة مقدارها (50,000) خمسين ألف دينار لمن يلقي القبض عليه ويقدمه حيا أو ميتا للحكومة العراقية ومن الظريف في هذه الإثناء وصل البارزاني إلى كورستان إيران و كان ضيفا عند المدعو (مامند آغا) وجالسا في الديوان و حين جاء احد الاشخاص و لم يعرف شخص البارزاني فطلب مــــــــــــــــن ( مامند أغا ) أن لا تفوته فرصة ألقاء القبض على البارزاني لنيل الجائزة فغضب (مامند) ورد عليه قائلا (اِنه لعار على من يفكر بهذا النطق المغزي واِن الذي يلقي القبض عل البارزاني لم تلده أمه بعد) .
العودة إلى بارازان:
قرر الملا مصطفى البارزاني العودة إلى الوطن ومعه البارزانيون المشردون حيث شجعه (مامند آغا) على ذلك و تكفل إعالة عوائلهم كما أهدى بندقية برنو وكانت حين ذاك هدية غالية وصل البارزني و رفاقه منطقة بارزان فرحب بهم الأهالي ونشرالخبرالساركالبرق حيث كانوا مشتاقين لرؤية القائد بعد غيبه طويلة و في الحال بعث سيادته برسالة إلى الحكومة العراقية حذرها من مغبة القيام بأي عمل ضد السكان العزل فقامت السلطة بتعزيز مخافرها في المنطقة أولا ونقل البارزانيين إلى السليمانية و الى جنوب العراق ثانيا .
جولته في المنطقة:.
قام البارزاني بجولة تفقدية في معضم قرى المنطقة و عقد ندوة في كل قرية فالتفت حوله آلاف الشباب معلنين الولاء المطلق له ولنهجه القومي فشكل منهم جيشا لا بأس به مطالبا قواته طاعة المسؤول والالتزام بالاوامر الصادرة من القيادة و معاملة الأسرى معاملة حسنة و عدم الاستحواذ على أموال الناس بالقوة ....الخ .
بعد ذلك بعث برسالة إلى الحكومة العراقية تضمنت اِستعداده التام للحوار والتفاهم معها ولكن انكشف له فيما بعد نواياها الخبيثة .
المفـــــــــاوضـــــــــ ات
وافقت الحكومة العراقية على إجراء المفواضات مع القائد الثائرالملا مصطفى البارزاني وأُرسلت فعلا و فداً برئاسة المدعو ماجد مصطفى الوزير الكوردي في بغداد والتقى بالبارزاني و جرى حوار طويل بين الجانبين خلالها قدم البارزاني مطاليب الشعب الكوردي إلى الحكومة منها .
1. تشكيل ولاية كوردستان تضم كركوك و سليمانية و اربيل و أقضية خانقين و مندلي من محافظة ديالى و أقضية دهوك و زاخو و عمادية وسنجار و شيخان و عقرة من الموصل و يقوم وزير كوردي بإدارة شؤونها .
2. تعيين معاون وزير لكل وزارة عراقية .
3. اعتبار اللغة الكوردية لغة رسمية في الولاية .
4. فتح المدارس والمستشفيات و محاسبة الموظفين المقصرين .... الخ .
5. و بعد عودة ماجد مصطفى إلى بغداد عرض المطاليب المذكورة على الحكومة و فعلا أقدمت السلطة على خطوات ايجابية تبشر بالخير منها السماح للشيخ احمد و رفاقه بالعودة الى برزان يوم 12/12/1944 و فتح المخافر و إصدار عفو عام .......الخ .
البـــــارزاني يعـــود إلى بغـــداد:
في يوم 22/2/1944 زار البارزانى الخالد العاصمة بغداد بتعزيز الثقة بين الطرفين و التوقيع على ما تم الاتفاق عليه مع (ماجد مصطفى) ممثل الحكومة في المفاوضات السابقة فالتقى بالوصي (نوري سعيد) الشخصية السياسية المعروفة الحكومة العراقية الملكية و قد تعهدت الحكومة بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه و خلال هذه الفترة أصبحت بارزان مركز إشعاع للحركة التحررية الكوردية .
(( تـــراجع الحكـــومة عن وعـودهــــا ))
بعد فترة و جيزة تراجعت الحكومة الملكية عن و عودها و تنصلت عن تطبيق الاتفاقية المذكورة آنفا وأدارت لها ظهر المحن و بدأت تستعد علنا لشن هجوم غادر على بارزان .
(( جـــولات البــــارزانــــي ))
حاول البارزاني أن يكسب ود وتعاطف رؤساء العشائر الكوردية قبل اِقدام الحكومة على شن الهجوم على بارزان و فعلا زار والتقى بمعظم رؤساء العشائر و حصل على وعود منهم بالتكاتف والتضامن مع ثورة بارزان وفي هذه الإثناء بذل البارزاني جهوده لتحاشي الاصتطدامات بقوات الحكومة العراقية .
في 15/1/1945 و بعد مداولات ومناقشات جرت بين البارزاني و الشيخ أحمد والضباط المتواجدين في بارزان تقرر تشكيل (لجنة الحرية) برئاسة البارزاني ويتضمن منهاجها عدة أمور مهمة تخص القضية الكوردية والحركة التحررية الكوردية و منها تشكيل فصائل مسلحة للدفاع من كوردستان وإيصال صوت الشعب الكوردى إلى الرأي العام العالمي والعراقي وفضح سياسة الحكومة المعادية للكورد وإنقاذ الكورد من الظلم .....الخ . وقد لقيت هذه الخطوة السياسية والوطنية كل التأييد ولاسيما من قبل الطلاب والشباب الكورد , قررت الحكومة العراقية شن الحرب على بارزان العطاء والنضال والصمود والشموخ فاندلعت ثورة بارزان عام (1945) بقيادة ابن الشعب الكوردي البار مصطفى البارزاني وقد وقعت معارك شرسة منها معركة ميدان موريك وأخيرا والمقتضيات مصلحة الثورة والمنطقة قرر البارزاني الثائر الانسحاب إلى كوردستان ايران وفي يوم 11/10/1945 وصل مع قواته هنالك وبذلك انتهت ثورة بارزان عام 1945 .
(( مقولة البارزاني الخالد ))
أنا لست برئيس لأحد ولا أريد أن أكون رئيسا لأحد ولكن ابغي أن أكون أخا لكم أخدمكم وان تكونوا إخوانا و ظهيرا لي ونكون سويا أبناء لهذا الشعب و نخدمه .
البارزاني ورفاقه في خدمة جمهورية كوردستان مهاباد: .
في 22/1/1946 أعلن عن قيام أول جمهورية كوردية في التاريخ في مها باد برئاسة الشهيد الخالد قاضي محمد و طلب من المناضل مصطفى البارزاني أن يحضر حفل تأسيسها فحضرها واتفق مع القاضي محمد ان ياخد البارزاني ورفاقه دورهم الفعال للدفاع عن هذا الوليد الكوردي العزيز وفي آدار عام 1946 استدعى كل البارزانيين المتواجدين في ايران ممن يستطيعون حمل السلاح من الرجال الى مهاباد للدفاع عن هذا الكيان الكوردي العظيم وتم تنظيم ثلات أفواج عسكرية من هؤلاء الكورد الإبطال ,بالإضافة إلى قوة بارزان البطلة هذه فقد أضوت تحت علم جمهورية كوردستان الفتية ايضا معظم أبناء العشائر الكوردية في إيران ولعب البارزاني وقواته دورا فعالا مشهودا في الدفاع عن هذه الجمهورية حين تقدمت القوات الايرانية لسحقها وقد سقط منهم شهداء وأبرار قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن هذا الكيان القومي .
تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني (البارتي) :.
بعد قيام إنتفاضة بارزان عام 1931 ومن ثم ثورة بارزان عام (1943-1945) بعدها تأسس (الحزب الديمقراطي الكوردستاني) في كوردستان إيران أدرك كل الكورد بالأخص العاملين في مجال السياسة بضرورة تأسيس حزب طليعي في كوردستان العراق يقود شعب كوردستان العراق وبعد مداولات و مناقشات مستفيضة تم الاتفاق على تأسيس ( الحزب الديمقراطي الكوردستاني) .
وعقد المؤتمر الأول يوم 16/8/1946 في بغداد وأنتخب البطل القومي البارزانى الخالد رئيسا له كما وأُنتخب لجنته المركزية ووضع نظامه الداخلي و عرف فيما بعد ولحد ألان ((البارتي)) وهو يقود نضال شعبنا بجداره بزعامة البارزاني الخالد ومن ثم بزعامة نجله المناضل كاك مسعود البارزاني رجل السلام في كوردستان والعراق والمنطقة
الاجتماع الأخير بين الزعيمين الخالدين :.
جرى آخر إجتماع ولقاء بين المناضلين الخالدين قاضي محمد و البارزاني يوم 16/12/1946 والقوات الايرانية في هذه الإثناء مستمرة في زحفها نحو العاصمة مهاباد ، وقد اخبر القاضي محمد رفيقه الحميم مصطفى البارزاني بأنه ينوي إلقاء السلاح وأنه سوف يضحي بنفسه من اجل حقن الدماء وعدم تدمير مدينة مهاباد ، إما البارزاني فقد اخبر القاضي بأنه ينوي إقناع الحكومة العراقية بقبول عودته ورفاقه للعراق بدون قيد أو شرط و بعكسه سوف يتوجهون الى الاتحاد السوفيتي .
القاضي يسلم الراية للبارزاني :.
في اللقاء الأخير بين القاضي والبارزاني نهض القاضي من مكانه والدموع تسيل من عينيه فقبل البارزاني قبلة الأبطال والوداع واللقاء الاخير واخرج من جيبه علم جمهورية كوردستان و سلمه للبارزاني الخالد قائلا :.
هذا هو (( رمز كوردستان اُسلمه لك أمانة في عنقك لأنك في رأيي خيرٌ من يحفظه ))....
عــــودة البارزانيين للعـــــراق :
بعد سقوط جمهورية مهاباد قرر البارزاني الاتصال بالحكومة العراقية لإقناعها بعودته ورفاقه للعراق فوافقه بدون قيد وشرط فعبر الشيخ أحمد ومعه الكثير من البارزانيين الحدود و دخلوا الأراضي العراقية وكان في استقبالهم مدير الشرطة العام العراقي و بقي هنالك البارزاني ومعه مجموعة كبيرة من المقاتلين الابطال , بالنسبة إلى الشيخ أحمد ورفاقه العائدين إلى الوطن تم نفيهم إلى جنوب العراق ومن ثم أطلق سراح بعضهم والسماح لهم بالعودة إلى بارزان بين عامي 1950-1953 إما الشيخ أحمد فقد ظل في السجن حتى قيام ثورة 14/تموز الوطنية في العراق عام 1958 حيث أطلق سراحه وعاد معززا مكرما إلى بارزان .
إعدام الضـــباط الكـــــورد:
حاول البارزاني أن يقنع الضباط الكورد الملتحقين بثورة بارزان بعدم العودة إلى العراق خوفا على أرواحهم فوافق البعض وقرر آخرون الاستفادة من العفو العام إلا إن الحكومة العراقية نكثت بوعودها وأقدمت غدرا على إعدام الضباط الكورد الأربعة المدونه أسمائهم أدناه يوم 19/6/1947 وهم الشهداء الإبرار
1. عزت عبدالعزيز .
2. مصطفى خوشناو .
3. خيرالله عبدالكريم .
4. محمد محمود قدسي .
وقد أصبح يوم استشهادهم يوم الشهيد الخالد في كوردستان وقدم هؤلاء أرواحهم فداءا على طريق تحرير كوردسان .
· من كتابة النقيب زرنجت :
في 3حزيران كان جمع من البارزانيين يسيرون ليلا بين قوتين من الجيش الإيراني في شمال (قوتور) حتى البارزاني كان ماشيا على الأقدام ، وفي ذلك الوقت كان شاه إيران في مدينة أربيل وقد اصيب بالقشعريرة خوفا من البارزاني ، أصدر أمرا بشد الخناق عليهم وأن القادة المدججين بالسلاح تتعقب اثر البارزانيين في (خوي) وماكو (مادكيوم) ولكن عندما وصلوا الى نهر آراس في 18حزيران سنة1947 حينها كان البارزانيين قد اجتازوا النهر قبل يومين من وصول الجيش الإيراني وقد دخلوا الأراضي السوفيتية ، تاركين بعض من أسلحتهم واعتدتهم للجيش الإيراني ، وهذا المكان بالضبط مقابل (ساراجلو) مقر الحراسة السوفيتية، وأن البارزاني ورفاقه بعد ذلك ب (12)عام عادوا الى أرض الوطن .
جعفر باقروف:
مأدبة غداء كبرى على شرف الرئيس البارزاني وعندما تفقد البارزاني أصحابه ورفاقه ولم يجدهم ، لذلك فانه يشرب قنينة سفن آب ولم يتناول الأكل ، يترك المكان خارجا ، أما رئيس جمهورية أرمينستان يترجى البارزاني للعدول عن رأيه ، ألا ان البارزاني يتفضل قائلا (بدون أصحابي لا تنزل اللقمة من بلعومي) ، لأني وقعت في المهجر لأجل حرية الكورد و كوردستان و بدون أصحابي لا استطيع تناول الغداء ، وان (باقروف) يحمل حقدا و كرها للبارزاني لذلك قام بإبعاد البارزاني لمده ثلاث سنوات الى (قرقالياق) بالقرب من بحيرة (آرال) في جمهورية أوزبكستان ويقع تحت رحمة الحاقدين ولكن بعد وفاة ستالين ، وفي عهد (خروشوف) يستدعي البارزاني ورفاقه وتدخل الفرحة في قلوبهم ، وفي مدينة , (مسكه) يرسل عدد (225) منهم لغرض التعليم الى مدن (وروينر ، ساراتوف ، كوركى ، تامبوف ، وباشكير) وفي باكو يدخل البارزانيين لمدة (18) شهر في دورات القتال .
القــــرار الحــــاسم والمســـيرة التــــاريخـــية
دخل البارزاني ورفاقه المثلث الحدودي من كوردستان العراق وبعد أن فشلت كل مساعيه لعودته ورفاقه للعراق بدون قيد أو شرط من جانب السلطة ، جمع قواته و خطب فيهم يوم 6/5/1947 وابلغهم بقراره الحاسم باللجوء إلى الاتحاد السوفيتي و بذلك بدأه المسيرة التاريخية للبارزانيين إلى الاتحاد السوفيتي و قد بدأت القوات العراقية بقصف المنطقة من الجو فتوجه البارزاني ورفاقه نحو كوردستان إيران عبر الأراضي التركية وقد حاولت القوات التركية ملاحقتهم دون جدوى حيث دخلوا كوردستان إيران يوم 27/5/1947 فحشدت إيران قواتها لمقاتلتهم فتصدوا إلى الجيش الإيراني ببسالة و كبدوه خسائر فادحه وهم في العراق الى الاتحاد السوفيتي في يوم 16/6/1947 حصلت موافقة الاتحاد السوفيتي على السماح لهم باللجوء هناك ،فبدئوا يعبرون نهر آراس والجيش الإيراني يلاحقهم ,وفي يوم 18/6/1947 عبرت النهر آخر مجموعة و معها البارزاني ومنذ ذلك الحين أصبح اسم هذا النهر العظيم (آراس) إسما خالدا وعزيزا ومعروفا يسمى به الكورد في أرجاء كوردستان المجزأة أولادهم و مدارسهم و شوارعهم و محالهم التجارية .
(( مقــــولــــة البــــارزاني الخـــالـــد ))
للرجولة والأداء المتقن فقد نحقق آمالنا , وتلك الرجولة والقوة لا تأتي إلا باستخدام العقل المقترن بالعمل . البارزاني الخالد ورفاقه في الاتحاد السوفيتي السابق 12عاما بعد عبور البارزاني ورفاقه نهر آراس عام 1947 عاش في الاتحاد السوفيتي حتى قيام ثورة 14/تموز الوطنية في العراق عام 1958 أي ظلوا حوالي (12) اثنى عشر عاما في ضيافة هذه الدولة العظمى والقطب الثاني في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية في تلك الفترة . نقل البارزاني إلى إحدى مدن أرمينيا ورفاقه إلى معسكر محاط بالأسلاك ثم نقلوا إلى جمهورية أذربيجان السوفيتية ووزعوا الى عدة مناطق و عانى الجميع عذاب و معاناة دامت تقريبا حتى نهاية عام 1947 .
البارزاني يلتقي بالمسؤولين السوفييت :
في أيلول عام 1947 نقل البارزاني إلى العاصمة باكو وهناك حظي سيادته لمقابلة السادة المسوؤلين و على رأسهم باقروف فقدم البارزاني عدة رسائل و مذكرات للقادة السوفيت شرح فيها أسباب لجوئهم إلى هنالك مطالبا من الزعماء الروس و على رأسهم القائد المعروف (ستالين) بتقديم الدعم والمساندة للحركة التحررية الكوردية .
تطــورات لصــالح الكــــــورد في المهجر :
حصلت تطورات لصالح الحركة التحررية الكوردية في هذه الفترة فيها :
1. نقل البارزانيين إلى معسكر مرتب في باكو حيث زارهم البارزاني وشكل منهم فوجا عسكريا وبدئوا يتدربون تحت إشراف ضباط سوفيت .
2. .عقد الكونفرانس: عقد في باكو في 19/1/1948 كونفرانسا كورديا حضره معظم اللاجئين الكورد من العراق وإيران وألقى سيادة البارزاني خطابا قوميا و سياسيا هاما وفي هذا الاجتماع الموسع تم إنتخاب قيادة سياسية للحركة التحررية الكوردية بزعامة المناضل البارزانى الخالد .
3. البث باللغة الكوردية : خصص فترة في إذاعة باكو للبث باللغة الكوردية لتوعية الشعب الكوردي ضد الاستعمار والرجعية المحلية .
4. تقرر إصدار جريدة باللغة الكوردية .
المطلب الإيراني :
التطورات السابقة والتي ذكرناها آنفا في الحقيقة إنها رفعت من معنويات الكورد عموما واللاجئين بخاصة و نغمت فيهم روح التضحية والفداء هذا من طرف و من طرف أخر فإنها زادت من مخاوف أعداء الشعب الكوردي و خاصة حكومة إيران الفارسية فطلبت بكل و وقاحة من القيادة السوفيتية تسليم البارزاني ورفاقه إياها إلا أن المطلب الإيراني جوبه بالرفض القاطع .
البارزاني ورفاقه في أوزباكستان:
بسبب موقف (باقروف) وتخلصا من شره قدم البارزاني طلبا بنقلهم إلى جمهورية اُخرى وتقرر نقلهم إلى جمهورية اُوزباكستان السوفيتية فسكن البارزاني في طاشقند و خصص له دار سكن لائق ومعلم يعلمه اللغة الروسية أما رفاقه فقد سكنوا في معسكر قرب طاشقند و هنالك قابل سيادته السادة المسوؤلين فوعدوه بالدعم والمساعدة .
المعـــاناة والعـــــذاب :
بقي باقروف يكيد للبارزاني ورفاقه الكائد وهم بعيدون عنه حيث وصل جنرال روسي إلى طاشقند يوم 19/3/1949 فاخذ البارزاني ومعه آخرين بطائرة خاصة إلى مدينة جمباي ، اما رفاقه فقد وزعوا عنوة على عدة مناطق ، و بذالك شتت شملهم وانقطع الاتصال فيما بينهم و كما انقطعت أخبارهم عن العالم الخارجي ، فعانى هؤلاء الابطال العذاب فوق العذاب وهم في بلاد الغربة .
((البـــارزاني ومســـعاه في المــهجر ))
أما البارزاني فقد منع في منفاه من الاتصال بالمسوؤلين و برفاقه أيضا ورغم كل ذلك فان اليأس لم يدخل في نفسه و قلبه الجريء ولم يفقد الإيمان بقدرة الله فقد ظل يرسل المذكرات والرسائل للقيادة السوفيتية دون جدوى ألا انه و ذات مرة بعث برسالة باليد مع احد الأشخاص الذاهبين الى موسكو العاصمة وطلب منه أن يدعها في البريد وهي طبعا موجهه الى القيادة السوفيتية في قصر الكرملين ولحسن الحظ فان الرسالة وصلت هنالك وتم دراستها ومن ثم تشكيل لجنة لتفقد الحقائق وقد باشره ,اللجنة بعملها وزارت كل البارزانيين و تبين لهم الحقيقة الساطعة فعادت و بعدها قررت القيادة السوفيتية جمع شمل البارزانيين والاهتمام بهم ورفع الغبن عنهم .
جمــــــــع الشــــــمل :
في أيلول عام 1951 نقل البارزاني الى طاشقند وخصص له دار وسكن لائق به وجمع شمل رفاقه الأبطال في مدينة قرب طاشقند و هنالك وفر لهم الدولة كل أسباب وسائل العيش الكريم وتحسن أحوالهم كثيرا وتحولت فترة العذاب والاحتجاج والإضراب الى ذكريات خالدة و قصص حلوة يرونها لأولادهم و فيما بينهم .
البـــارزاني يزور موســـــــــكو:
ظل البارزاني يحلم بزيارة موسكو والالتقاء بالزعماء والقادة السوفييت لطرح قضية الشعب الكردي العادلة عليهم لكسب ودهم ومساندتهم لها . بعد وفاة ستالين الذي حكم روسيا بالحديد والنار وتقليل دور البوليس اعتزم سيادة البارزاني زيارة موسكو فوصل هنالك وتوجه رأسا وبجرأة كوردية معروفة نحو قصر الكرملين حيث مقر القادة والزعماء السوفييت فدخل الاستعلامات وحال دخوله كشف فورا عن هويته قائلا ((إنا الملا مصطفى البارزاني جئت لأعرف قضية شعب مظلوم على شعب و حزب
لينين ))
تـــــــراث البــــــــارزاني الخــالـــــــــد
أو نهج البارزاني الخالد
بالرغم من وجود إختلاف بسيط بين التراث و النهج لكنهما يلتقيان ويتقاربان مع بعضهما في نقاط عدة بفضل مجموعة عوامل عدة مشتركة .
التراث (Culture) هو ما يتركه الإنسان بعد حياته من آثار مادية أو معنوية تراث البارزاني الخالد واسع ومتعدد الجوانب بحيث لا نستطيع تعدد او إحصاء نماذجه الكثيرة .
بعض النقاط الهامة حول التراث الفكري للبارزاني الخالد :
1. ينتمي البارزاني الى عائلة دينية ، تقلد الطريقة النقشبندية حيث تجسد فيهم بعض الصفات القبائلية والعشائرية في ذالك الوقت وكلهم كانوا يمتلكون الأفكار العصرية الخاصة بهم وبعد ذالك وبالتحديد في بدايات القرن العشرين تكونت لديهم الأفكار السياسية وعملوا بهذه الأفكار .
2. كان البارزاني الخالد يتحدث بلغة عامة الشعب ولهجاتهم المختلفة سواء من البارزانيين أو من غيرهم حيث كان يتحدث مع الجماهير الكوردستانية باللهجة الكورمانجية الشمالية ومع جماهير جنوب كوردستان باللهجة السورانية اي كان يتحدث باللهجة المحلية للجماهير التي كان يلتقيه .
3. كان البارزاني ثيَشمةرطة و بطل قومي وشعبي لأنه شارك في تشكيل جمهورية (مهاباد) الكوردية في كوردستان إيران والدفاع عنها وكان قائدا عاما في قوات الجمهورية ولعب بيشمركته دورا نضاليا و بطوليا في هذه الفترة .
4. مع مجموعة من الضباط والمثقفين كان صاحب الفكرة الأساسية لتأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني عندما كان في جمهورية مهاباد ، حيث كان هو المصدر الأساسي للبارتي من كافة الجوانب (الثورية والتقدمية والاجتماعية والفدائية) .
5. تجسدت في شخصيته الأخلاق الاجتماعية والسياسية العليا ، اي كان البارزاني الخالد من الرجال الذين لم يقوموا بعمل مخالف للدين او تقاليد الكوردايتى ولهذا اكتسب مكانه اجتماعية عليا في المجتمع الكوردي فكان دائما خطبه وأحاديثه يؤكد عل الأخلاق والمثل العليا .
6. روح المقاومة والتحدي والشجاعة التي كان يتمتع بها البارزاني الخالد كان لدرجة بحيث أشاد بها أعدائه قبل غيرهم لم يسلم البارزاني الخالد نفسه الى اي من أعدائه بل اختار الصعاب وفضلها على الاستسلام . ان نضال البارزاني الخالد الأكثر من (50)عاما كان عبارة عن تشرد و ترحيل و تبعيث وسجن و بيشمركايتى في كافة مناطق كوردستان لا توجد لدى الأعداء أدنا وثيقة حول تنازل البارزاني الخالد لأعدائه بل كان يواجه الأعداء بصلابة تامة .
7. كان عنيدا أمام الأعداء رحيما و عفوا لكوردستان ولو أستمعت الى أحاديثه لشعرت بذلك بوضوح.
8. كان طيبا ورحيما مع بيشمركته او مقاتليه ، حيث يقول ((لو كان أحد من رفاقي جائعا لأعطيته الطعام والخبز من حصتي ولن أقبل أن يكون هو جائعا وأنا شبعان)).
9. عدالة البارزاني الخالد (أثناء ممارسة سلطاته وخاصة أبان ثورة أيلول المجيدة ظهرت وبشكل واضح محاولاته الجدية في تحقيق العدالة الاجتماعية)) .
10. علاقات البارزاني الخالد الاجتماعية مع الجماهير وكافة الشرائح و طبقات المجتمع الكوردستاني كانت قوية جدا , كان مقره دائما ممتلئا بالناس وخاصة أثناء الليل .
11. كان له دور بارز في حل المشاكل الاجتماعية وكان يحضر مشاكل ومعوقات إجتماعية معينة و يحلها بنفسه أو كان يشكل لجان معينه بهذا الصدد أو كان يطلع الفروع وقوات البيشمركة حول ذلك كل مثل هذه المشاكل .
12. كان البارزاني الخالد سخيا جدا وعندما كان يقابل شخصا محتاجا أو فقيرا لم يكن يخيب أمله كان يؤمن حاجته ويساعده في الظروف التي كانت يتطلب ذلك وكان ذلك واضحا للجميع كالشمس في وضح النهار .
13. البارزاني الخالد ينتمي الى عائلة دينية وكان يمتلك معلومات وخبرة دينية ولذلك لقب ب الملا مصطفى البارزاني ,وكان يحترم المتدينين ويعرض المشاكل والمسائل الى القضاة الشرعيين الذين بدورهم كانوا يقرون قلم الشريعة الإسلامية كذلك كان البارزاني الخالد يحترم ويساعد جميع الأديان دون استثناء , وكان الجميع يطمئنون للبارزاني الخالد ويكنون له كل الاحترام .
14. أثناء فترة وجوده في الاتحاد السوفيتي السابق أعوام 1947-1958 لعب دور السفير الواعي والمقتدر لشعبه وكانت لديه علاقات متينة مع العالم في ذلك الوقت من زعماء العالمين الاشتراكي والثالث مثل (احمد سوكارنو و الجنرال تيتو القائد اليوغسلافي الشهير و جاوجبسكو الروماني و جمال عبد الناصر قادة ثورة 1952 في مصر والزعيم الهندي جواهر لال نهرو و شخصيات عدة في ذلك الوقت .
15. أبان ثورة أيلول المجيدة وعندما كانت تحدث المشاكل والعداوات بين العشائر ، كان البارزاني الخالد يعقد الصلح بينهم حتى وإن كانت بين العشائر البارزانية و غيرها من العشائر فعلى سبيل المثال استطاع حل الخلافات بين البارزانيين و عشيرة البرادوستية بحيث استطاع إحلال السلام وتحقيق التآخي .
16. خلاصة القول استطاع البارزاني الخالد أن يعلم الكورد بحيث يعرفون من هم و يدافعون عن أنفسهم ولا يقبلوا الذل والأهانه من الأعداء .
17. كان البارزاني الخالد ينظر الى جميع أهالي أجزاء كوردستان بعين واحدة من زاخو الى خانقين ، وفي الحقيقة كان البارزاني الخالد يفعل كل ذلك عمليا .
18. حتى انه استطاع عقد روابط و أواصر ألنسابه لبعض أولاده مع أهالي مناطق السليمانية و كان ذلك من الناحية الاجتماعية عمل كبير من أجل توحيد كل مناطق كوردستان ولأجل إزالة التفرقة .
20. البارزاني كسر طوق الحدود وأتجه الى كوردستان الشرقية لأجل مساعدة دولة كوردستان الفتيه في مهاباد .
وفي 31/آذار/1946 كلف بقيادة الجيش الكوردستاني وفي شهر نيسان استعرض قوة من البيشمركة و الضباط و طاف شوارع مدينة مهاباد وأثبت بأنه جدير بهذا المنصب ، وفي 16/آب/1946 أسس (الحزب الديمقراطي الكوردستاني) في كوردستان الجنوبية ، و بالإجماع اُنتخب رئيسا للحزب ،وفي 14/تموز/1958 وبعد سن القوانين الجديدة للاعتراف ببعض الحقوق من قبل الحكومة العراقية الجديدة منها حقوق المساواة بين العرب والاكراد ، وجاء الدستور العراقي الجديد الصادر في 27/تموز/1958 ليعترف بان (العرب والاكراد) شركاء في هذا الوطن ، وفي تلك الفترة بعث البارزاني الى الرئيس( عبد الكريم قاسم ) ببرقية وعبر عن إستعداده للعودة الى الوطن ، وكذلك عبر قاسم عن فرصته بعودته ، وفعلا عاد البارزاني على متن طائرة في 6/10/1958 الى العراق و لكن قبل العودة الى العراق زار مصر و تباحث مع الرئيس جمال عبد الناصر . ولكن للأسف الشديد انحرف قاسم عن الطريق ، و خلق المشاكل مما حدا بالبارزاني الى إعلان الثورة في أيلول/1961 ، و بدأت المعارك بينهما.
انتفض البارزاني مره ثانية ضد هجمات الجيش العراقي ، و دحر كالصاعقة القوات العارفية المتمركزة في جبل هندرين و زوزك واستطاع سحقهم ، لذا أُجبر عبد الرحمن عارف والبزاز على طلب المفاوضة والاعتراف بحقوق الكورد و بما فيها .
اللغة والقومية وحرروا (12)بندا لهذه لحقوق في بيان 29/حزيران/1964 وكذلك ان الضربات المتلاحقة للجيش العراقي أجبرت حكومة أحمد حسن البكر و صدام حسين ,على الاعتراف رسميا بالحقوق القومية للشعب الكوردي وابرم اتفاقا مع الحركة الكوردية وأعلن في 11/اذر/1970
مع أن الحكومة العراقية لم تثنى عن مؤامراتها ضد القيادة الكوردية ، ومنها مؤامرة إختيال الرئيس البارزاني في 29/9/1971 وهدفهم من وراء ذلك إستشهاد البارزاني ،لأن لم يتنازل عن مدينة كركوك قلب كوردستان و طلب إحصاء سكان مدينة كركوك لإثبات هويتة كوردية المدينة وفي حديث له بهذا الصدد قال (إحدى قلوب كوردستان كركوك والأخرى (ورمى) وأنا لا أستطيع أن أتنازل عن كركوك لأنه لا يمكن فصل كركوك عن أرض كوردستان ، وبهذا خرقت الحكومة إتفاقية آذار ، وفي سنة 1974 هاجمت بغداد بقواتها أرض كوردستان و بداء القتال من جديد .
وفي 6 آذار 1975 اُبرمت إتفاقية الجزائر بين صدام حسين المخلوع و شاه إيران وبوساطة
(هواري بوميدين )، وهي اتفاقية خيانية بحق الكورد ، وإن هواري بوميدين مات وقد أصابه مرض فتاك ، وإن شاه إيران قد طرد من قبل الشعب الإيراني ومات في المهجر ( وإن صداما الذي لم يرحم الشعب الكوردي سقط من السلطة الطغيانية وجبروته وإعدام من قبل المحكمة العراقية الفيدرالية جراء جرائمه ضد الإنسانية وبعد الخيانة مع البارزاني والشعب الكوردي ) انسحب البارزاني الى داخل إيران وبعد ذلك رحل الى أمريكا ، ورأى بأم عينيه سقوط محمد رضا شاه إيران ، ولكن مع كل الأسف وافاه الأجل في 1/3/1979 في مستشفى بواشنطن ، وبناء على وصيته نقل جثمانه الطاهرة في 5/آذار/1979 الى مدينة شنو ، وقد استقبل استقبال الأبطال الشهداء من قبل جمع غفير من أبناء الشعب الكوردي ،وألقيت خطابات وإشعار بمقدم جثمانه كأنه يوم الحشر والحساب ، وكان يوم دفنه الى مثواه الأخير يوم توحيد الأمة الكوردية و رأب الصدع في حركته .
وفي 31/1/1987 توفي الخالد إدريس البارزاني و دفن بجوار والده وفي 6/10/1993 ودع جثمان البارزاني العظيم والناضل إدريس البارزاني لنقلهم الى أرض الأجداد في كردستان الجنوبية ، ليوار الثرى في بارزان المقدسة
إن الشعب الكوردي يبقى فخورا بنضال وإخلاص البارزاني الخالد الى الأبد .وإننا جميعا مدينون لهذا القائد والأب الروحي العظيم أبد الدهر
حزب هيــــوا
وثورة بارزان
من المعلوم أن الملا مصطفى البارزانى الخالد كان محجوزا في السليمانية وبمساعدة من عضو حزب هيوا الشيخ لطيف الشيخ محمود وبمساعدة رئيس حزب هيوا رفيق حلمي تمكن عبور كوردستان إيران الوصول الى بارزان وكان البارزانيون على علم بخطة ملا مصطفى , فمنذ ثورة بارزان عام 1931 أخفوا بعض الأسلحة في الكهوف والتي كانت عبارة عن ( 300) بندقية قديمة عثمانية وعراقية ومن مختلف الأنواع وبعض البنادق الإيرانية من نوع برنو (9) بنادق , في رسالة للبارزانى الخالد بتاريخ 11/10/1943 كتبها لآمر فوج ميرطةسور بين فيها بأنه كيف أحاط مسؤولى قضاء زيبار وناحية ميرطة سور وقضاء راوندوز علما بأنه مستعد للحل القضية بشكل سلمي كما أبلغه بالمخالفات التي تجري في المنطقة وقد طلب منه إرسال معتمد حكومي الى المنطقة لحل القضية معا بطرق سلمية , ولكن آمر الفوج لم يكتفي بعدم الرد على الرسالة فحسب إنما كان يقوم بتعزيز وتحصين مراكز وقلاع الشرطة في المنطقة وزيادة عدد المسلحين فيها, وعندما علم الملا مصطفى بالنوايا السيئة للحكومة ولا تريد حل , المشاكل بالطرق السلمية اضطر أن يشن الهجوم على قلاع ومراكز الشرطة في تلك المنطقة والاستيلاء عليها في 25/10/1943 أرسل متصرف لواء الموصل عن طريق ( احمد فخري بك والملا طاهر أفندي) رسالة الى الملا مصطفى طالبا فيها أن يسلم نفسه للسلطات الحكومية وهو بدوره يضمن له قرار العفو عنه كما أن الحكومة مستعدة لحل مشكلة البارزانين المبعدين, في 28/10/1943 أجاب الملا مصطفى عن هذه الرسالة وأبدى استعداده للتعاون مع الحكومة شريطة ان تدعه الحكومة وشانه ليعيش في المنطقة بسلام واطمئنان . ولنفس الغرض كتب ( سى . جى . ادمونس ) الذي كان آنذاك مستشارا لوزارة الداخلية العراقية رسالة في 2/11/1943 الى الملا مصطفى طالبا منه تنفيذ شروط الحكومة العراقية وتسليم نفسه وأسلحته الى الحكومة وقد رد الملا مصطفى على رسالة ادمونس في 6/11/1943 رافضا من خلالها شروط الحكومة العراقية وقد اظهر في سياق جواب الرسالة بأنه لا يثق بتعهدات الحكومة , لان الحكومة بعد إنتفاضة بارزان 1931 – 1932 وتسليم البارزانين أنفسهم قامت بإجراءات لا إنسانية بحقهم . إن هذا الموقف حدا الحكومة أن تصدر بيانا في 9/11/1943 قررت فيه تخصيص مبلغ (....) لكل شخص يسلم الملا مصطفى حيا او ميتا للحكومة و( 50) دينار لكل من يسلم شخصا من رجال الملا مصطفى , كما إن الحكومة شنت هجوما واسعا في 10/11/1943 على المنطقة ولكن انتهى الهجوم بتطويق البارزانين معسكر ميركه سور . ولهذا فان الحكومة وبهدف رفع هذا الحصار شرعت بالتفاوض وقد أرسلت لهذا الغرض ( وهاب أغا الجندياني ) الى الملا مصطفى لتكون على علم الى أي مدى يبدي إستعداده لاستقبال مندوب حكومي , وهو أي الملا مصطفى عبر عن موافقته لـ ( وهاب أغا ) الأمر الذي حدا بالحكومة إن ترسل في 29/11/1943 (نوري باويل اغا الراوندوزي ) الى الملا مصطفى فهو بدوره أبدا استعداده لمعالجة المشكلة بالطرق السلمية , وحين عاد نوري باويل آغا الى بغداد , وطلبت الحكومة العراقية من الملا مصطفى بان أول خطوة يجب أن يخطوها تكون رفع الحصار الذي فرضه البارزانيون حول معسكر ميرطةسور , لكن الملا مصطفى رفض المقترح الحكومي , وقد اقترح أن تكون أول خطوة من جانب الحكومة لأنه لم يبادر هو الى القتال . وكان حزب هيوا في ذلك العهد إضافة الى حضوره بين جميع طبقات الشعب كان حتى بين صفوف الجيش العراقي عدد كبير من الضباط
والجنود الكورد منتمين له . كما إن كونه في بغداد ارتباطا مع الضباط الكورد من أمثال الزعيم : نورد الدين محمود الذي كان مديرا للحركات في وزارة الدفاع والرئيس الركن عزت عبد العزيز والرئيس فؤاد عارف ومحمد باجلاني وعدد كبير أخر . وكان حزب هيوا في الفرقة الثانية متنفذا جدا , منهم حتى أمر الفوج أمين الراوندوزي ومسئولي السرية الرئيس مصطفى خوشناو والرئيس مجيد علي والرئيس الشيخ معروف الشيخ غريب والرئيس خير الله عبد الكريم , الملازم محمد قدسي , الرئيس الشيخ محمود الشيخ طه ... الخ . وعدد كبير من الضباط الصغار وطلاب الكلية العسكرية وأئمة الطوابير والجنود على الرغم من ان لم يكن يساهم في القتال بشكل مباشر , لكنه ابلغ أعضائه من ( الضباط والجنود ) في عدم القتال مع البارزانين ولهذا ظلت خنادق وقلاع الشرطة في تلك المنطقة دون دعم الجيش , وقد تمكن البارزانيون بسهولة إخلاء تلك الخنادق والحصون واحدة تلو الأخرى و الاستيلاء عليها . لم تشرف الحرب العالمية على النهاية حين عاد الانكليز بعد أحداث رشيد عالي الكيلاني عام 1941 باحتلال العراق مرة أخرى ولهذا أخذوا يستخدمون سلطة الحكم . فقد نشروا بيانا حسمو الحرب في كوردستان باسم ( المشاور السياسي للقوة البريطانية ) دعوا فيه الكورد إلى إيقاف القتال لان إشعال نار الحرب في هذا الظرف تلحق الأضرار بقدرة حرب ( دول الحلفاء ) ضد هتلر وان الحكومة البريطانية تنظر بعد الحرب العالمية الثانية إلى حقوق وشكاوي الكورد نظرة إنسانية ولهذا ترجوا تناول المشكلات بالطرق السلمية . كما أن السفارة البريطانية أرسلت في 21/12/1943 رسالة الى الملا مصطفى تنذره بإيقاف القتال والتخلي عن الثورة لان ثورته تلحق الضرر بدول التحالف وبالأخص العراق الذي وضع كل إمكانياته البرية والجوية وموارده تحت تصرف بريطانيا . وإلا فانه يعد مسؤولا أمام دول التحالف والعراق والانكليز . ان هذه الوثيقة في نظرنا لها أهمية كبيرة جدا للرد على السياسيين الذين كانوا يتصورون بان هروب الملا مصطفى من السليمانية إلى بارزان وإشعال الثورة في المنطقة كان بإيعاز من ضباط الاستخبارات البريطانية في السليمانية ( شورتر ) ومسؤولين إنكليز آخرين لتخويف تركيا التي كانت آنذاك ضمن جبهة ( المحور ) ومهما تكن فان هذا التحدي من قبل البارزانين وبيان المستشار السياسي للانكليز والأحزاب وأكثرية الضباط وجنود الفرقة الثانية المنتمين الى هيوا
وضح للحكومة بان عليها دعوة الملا مصطفى إلى التفاوض . وكان حزب هيوا آنذاك قد دعا في بيان له الى معالجة مشاكل كوردستان معبرا عن احتجاجه إزاء الاعمال والممارسات اللامشروعة من قبل الهيئة الإدارية لهذه المنطقة . ولم تكن تلك المطاليب عن إطار لامركزية والحقوق الثقافية وتكافؤ الكورد والعرب . وكان غرض هيوا من ذلك هو ان لا يكون التفاوض من الملا مصطفى في اطار ضيق للبرزانين , إنما هذه الثورة للشعب الكوردي تطالب بحقوق أوسع . لقد اطلع نوري سعيد الذي كان وزيرا للدفاع , فان نوري سعيد اجتمع بالضباط في النادي العسكري بكركوك والقى كلمة قال فيها : ( لا فرق بين العرب والكورد , إن الكوردي الذي يعيش في جنوب العراق عربي وأن العربي الذي يعيش في شمال العراق كوردي ...) لقد امتلأت آذان الكورد منذ فترة طويلة من هذه الأقوال والتهديدات , كانوا يدركون جيدا ان التكافؤ والمساواة في ظل ضرر لأثقل له هراء , ومن المحتمل أن الأكراد العائشين في جنوب العراق يصبحون عربا ولكن في ظل حكومة عربية وثقافة عربية لن يصبح العرب في كوردستان أكرادا , ولهذا فان حزب هيوا أصر على المطالبة بالحقوق الثقافية الكوردية ومعالجة مشاكل كوردستان . لقد كلف المقدم أمين الراوندوزي الذي كان آمرا للفوج بان يرد في هذا الاجتماع عليه ويعرض المطاليب , وقال في رده : ( يا باشا .. إننا سمعنا كثيرا مثل هذه الوعود والتهديدات , سواء كنا في جنوب العراق أو في شمال العراق , ولكننا نعتز بكورديتنا , ولكن لا يستطيع أحد أن ينكر إضطهاد الشعب الكوردي وإفتقاره من قبل الموظفين المرتشين واللصوص الحكوميين في الوقت الذي تبحث النساء وأطفال الكورد متضورين جوعا وعريا في الجبال عن البلوط فان الموظفين اللصوص المرتشين يسرقون سكر وبضاعة هؤلاء المنكوبين , ويهربونها بقوافل التهريب ليبيعوها للمهربين .لم يطالب الكورد بالانفصال , إنما يريد أن ينظر إليه بعين التكافؤ الحقيقي ... أين المدارس ؟ أين المستشفيات ؟ فبدلا من تلك يشيدون لنا فوق قمم الجبال حصون الشرطة القساة واللصوص وقطاع الطرق . فان الكورد كجميع الناس لهم عيون وأذان ويرى ما حوله . ولا يمكن بناء , أساس الوحدة العراقية بهذا الشكل , إنما يشيد على أساس معالجة مشاكل كوردستان والقضاء على التميز بين العرب والكورد , فهل ثمة كوردي قادر حماية مثل هذا النظام ويضحي من أجله , نفذوا أنتم هذه المطاليب ونحن أيضا بدورنا نضحي بقلوبنا وأرواحنا لتقدم البلاد ونكون مستعدين لأي أمر ... ) .
في الحقيقة ما كان الإنكليز يرغبون من أن يكون الملا مصطفى قويا ولهذا كانوا يمارسون ضغطا شديدا على الحكومة العراقية لكي لا تتطور هذه القوة بشكل تكتيكي وتشمل مناطق كوردستان الأخرى حيث ممكن أن تدعم من قبل السوفيتين , في 25/12/1943 شكل نوري السعيد وزارة جديدة شارك فيها ثلاثة وزراء كورد كان أحدهم ماجد مصطفى الذي عين وزيرا للدولة وكلف بمعالجة القضية الكوردية . في البداية ُبلغ ماجد الملا مصطفى بالمهمة المناط به وطلب منه أن يساعده في ذلك , ولهذا الغرض زار ماجد الشيخ أحمد البارزاني في ( الحلة ) طالبا منه أن يرسل إبنه الشيخ محمد خالد الى بارزان لحثه على الاتفاق مع الحكومة وبعد عودة الشيخ محمد خالد الى بغداد , فان ماجد مصطفى توجه الى بارزان للتفاوض مع الملا مصطفى . لقد وصل ماجد الى ميرطةسور ثم التقى في قرية ( سبيندار) الملا مصطفى حيث أنه عرض عن طريق ماجد المطاليب الآتية للشعب الكوردي على مسؤولي ذلك العهد :
1. تشكيل ولاية كوردستانية من كركوك والسليمانية وأربيل وأقضية لواء الموصل ( زاخو , عمادية , دهوك , عقرة , شيخان , سنجار ) وكذلك أقضية ديالا (خانقين ومندلي) .
2. أن تكون اللغة الكوردية لغة رسمية في الولاية .
3. تعين وكيل كوردي في كل وزارة .
4. تشكيل وزارة جديدة بشرط ان يكون وزيرها كورديا للإشراف على شؤون ولاية كوردستان المقترحة .
5. تعمير المنطقة بفتح المدارس والمستشفيات والطرق ... والخ .
6. تعويض الذين تضرروا بسبب الثورة .
7. نقل وإبعاد الموظفين المعروفين بالارتشاء والممارسين سلطاتهم في المنطقة بشكل سيء .
8. إعادة المبعدين الى منطقة كوردستان وإطلاق سراح المعتقلين .
في 18/1/1944 عاد ماجد الى أربيل وفي ليلة 10/11/1944 وجه رسالة هاتفية الى وزارة الداخلية العراقية بين فيها بان الملا مصطفى سلم نفسه للحكومة دون أي شرط وانه مستعد أن يتوجه الى أي مكان تريده الحكومة , كما انه وجد من لضروري تعين ضباط كورد بصفة ضباط إرتباط في بعض مناطق كوردستان .لقد عقد مجلس الوزراء أثر ذلك إجتماعا في 25/1/1944 واصدر قرارات كتعين ضباط بصفة ضباط ارتباط , حيث اُنيطت بهم فيما بعد وفق كتاب قيادة أركان الجيش المرقم ج/أ /58 في 27/1/1944 هذه المهمة , وأطلقت سراح الشيخ احمد والبارزانين ايضا (الذين كانوا محجوزين في جنوب العراق ) وإعادته الى منطقة بارزان والشروع في عمل قلاع الشرطة وإبعاد الملا مصطفى من منطقة بارزان وتسليم الأسلحة والاعتدة ... الخ , والتي لم تكن كلها مرتبطة بالمطاليب التي عرضها الملا مصطفى على ماجد مصطفى .
هنا غامر الملا مصطفى الشك فأرسل في طلب ماجد مصطفى وبناءا على طلبه جاء الى بارزان وكفلم درامي فان ماجد نظم مؤامرة تقضي بان يأتي الملا مصطفى الى بغداد وللتفاوض والتوقيع على الاتفاق في حين أن الحكومة حال وصول الملا مصطفى الى بغداد في 22/2/1944 أعلن بأنه جاء متثبتا بالوصي (عبداله ) وهو بدوره قد عفا عنه .وبعد هذا الإعلان زاد الملا مصطفى شكا ولتقيم هذا الوضع عقد اجتماعات مع مسؤولي هيوا وعدد من الوطنيين الكورد , وهم بالإجماع رأوا من المستحسن أن يعود الملا مصطفى الى بارزان , وهو ايضا اقر ذلك , واتخذ مباشرة قرار العودة . وبعد ذلك بدأت العلاقة بين الحكومة والملا مصطفى تسير يوما بعد أخر من سيء الى اسوأ , وفي الوقت نفسه أي في شهر نيسان 1944 أعادت الحكومة أمين الراوندوزي الى القاعدة العسكرية وأرسلت السيد عزيز الى دورة عسكرية , وهذا بحد ذاته كان خطوة أخرى لتعقيد الأوضاع أكثر فأكثر في 3/حزيران /1944 قدمت وزارة نوري السعيد الاستقالة وشكل حمدي الباجه جي وزارة جديدة كان ماجد مصطفى من بين الوزراء , وكانت هذه الوزارة تهجم على القضية الكوردية علنا وكان إحدى خطواتها بهذا الصدد هي إعادة ضباط الارتباط الى قواعدهم العسكرية . بعد إصدار هذا القرار فان الملا مصطفى قيم الوضع بشكل مستفيض مع مسؤولي هيوا فوجدوا من المستحسن حصول الإجازة لكل من عزت عبد العزيز ومصطفى خوشناو ومير حاج للعودة إلى قواعدهم العسكرية في الواقع كان الانكليز حيث تولوا زمام الحكم في العراق قد اتخذوا قرارا بان يهيئوا أنفسهم بعد . الحرب العالمية الثانية للقضية الكوردية , وإذا ما اقتضت الضرورة أن يستخدموا القوة العسكرية , ولم تكن القضية الكوردية في ذلك العهد مجرد قضية عرضت المصالح البريطانية للخطر وبالأخص في الشرق الأوسط , وذلك بسبب انتعاش حركة التحرر الكوردي في كوردستان إيران ووجود السوفيت في كوردستان إيران واحتمال مساعدتهم للكورد العراقيين , حيث ان هذا بحد ذاته كان يدخل خطرا كبيرا في نفوس الإنكليز , لذلك اتخذوا قرارا بان يعدوا أنفسهم لهذه القضية كما اتخذوا قرارا بشن هجوم عسكري واسع على الملا مصطفى ويظهر ذلك جليا من التقارير التي كان يرسلها العسكريون المنتمون الى حزب هيوا للملا مصطفى , وما نريد أن نؤكد عليه هنا هل ان الانكليز كانوا في ذلك العهد يبغون أن يكون لحركة الملا مصطفى طابع قومي ويسمح لحزب هيوا الذي كان يظم ألاف الشباب الوطنيين , وقد توجد فيه من النوع الثقافي والأفكار السياسية والاجتماعية .
ولهذا فان مخطط تعويق نشاطات هيوا او تخريبهم بهدف إضعاف الملا مصطفى كان أكثر ملائمة للحكومة , ولم يجدوا للقيام بهذه المهمة أذكى من ماجد مصطفى في البداية حاول ماجد ان يعين مجموعة من مثقفي هيوا مدراء نواحي كوردستان , ومجموعة من ضباط هيوا ضباط إرتباط في كوردستان ورئيس حزب هيوا مديرا لمعارف كوردستان , لربط جميع صفوف أعضاء هيوا بنفسه وقد كان لماجد دور كبير في اختيار مجموعة الضباط الذين عينوا ( ضباط ارتباط ) في مدن كوردستان , من ضمنهم اللواء الركن بهاء الدين نوري في السليمانية , والمقدم امين الراوندوزي المفتش العام في منطقة راوندوز وزيبار الرئيس الاول الركن عزت عبد العزيز في زيبار والسيد عزيز في راوندوز ... الخ , وهم نفذوا أوامر ماجد وقد ضعفت علاقتهم بحزب هيوا . كما ان ماجد بدل من تنفيذ أغراض الحكومة وإضعاف الملا مصطفى , فانه بهدف شخصي قوى الملا مصطفى أكثر وعزز علاقته معه بشكل أكثر لم يحفل الانكليز من ان يتقوى الملا مصطفى وكانوا على علم تام بمحاولات ماجد للقضاء على العداء بين البارزانيين والزيباريين الذي بدا بقرابة محمود آغا الزيباري والملا مصطفى البارزاني , كما انه بواسطة الأعمال الرسمية عزز علاقاته مع ضباط الارتباط أكثر . كان ماجد مصطفى يدرك انه حصل على الوزارة بسبب تلك الأوضاع وكان يريد أن يعطي قيمة أكثر لهذه الأوضاع ويسحب كرسي الوزارة بكل قوة وكان يدرك بان هذا لا يتحقق دون هيوا فلهذا كان واقعا في خندق التقرب من هيوا رئيسه, ما كان ماجد يمتلك ثروة سياسية غير ذكائه بحيث يرجح كفة الجانب الحكومي على رجال الكورد الآخرين . ولكنه ليثبت مكانه بهذا وحده , ولهذا كان يراهن على واحد من هذين الاثنين ( هيوا ) والملا مصطفى وإن كان الانكليز في ذلك العهد قد سيطروا على شؤون العراق , إضافة الى أن الحكام الكبار في العراق كانوا موالين للانكليز , وقد مد هم أنفسهم أيديهم الى جميع شؤون البلاد ولكنهم كانوا غافلين عن الأنشطة السرية الخارجية للملا مصطفى وهيوا , من جهة كون هيوا ارتباطا مع المجموعات الكوردية في إيران , ان ضابطين ينتميان لهيوا مصطفى خوشناو ومير حاج احمد قد أرسلا الى القاضي محمد للمباحثات معه والمنظمات الكوردستانية الإيرانية , وقد تباحثوا حول تعاون كورد العراق وإيران , وكان ذلك بعلم من الملا مصطفى وهيوا , وكان القاضي محمد يرسل الى الملا مصطفى رسالة تلو الأخرى , وقد كان الملا مصطفى معبرا عن تعاون معه . كان ( كورنيل لاين ) مستشار القوة البريطانية في كوردستان مستشارا أيضا للحكومة.وكان معظم رؤساء العشائر الكوردية لا يقومون بأي شيء دون استشارته .
وفي الجيش العراقي كان الجنرال ( رينتن ) لا يفعل أي شيء دون أوامره وحين شعر الانكليز بالعلاقة القائمة بين كورد العراق وكورد إيران اخذوا يراقبون حركة الملا مصطفى . وقد نبهوا الملا مصطفى مرارا بهذه العلاقة , وقد تكاشفا كليا بعد اعتقال مير حاج وهروب مصطفى عندئذ أصبح مخططا للملا مصطفى والبارزانين قائما وفي حوار بين (ينتن) والملا مصطفى قال انه مهدد ( إنني فقدت يدا في حرب ضد هتلر , لا تجعلني ان افقد يدي الأخرى في كوردستان ) وكان رد الملا مصطفى ( أن تفقد يدك او راسك في كوردستان ناجم عن عملك ) فكان إندلاع القتال متوقفا على ( الزناد ) وكان في ذلك الوقت ولأسباب سياسية وعسكرية شكل الملا مصطفى في 15/1/1945 هيئة باسم (هيئة الحرية ) ضمت الضباط الكورد .. عزت عبد العزيز ومصطفى خوشناو وخير الله عبد الكريم ومحمد قدسي ومير حاج واحمد وجلال امين وعبد الأمير باقر وامين راوندوزي وسيد عزيز الشمزيني الذين كانت آنذاك ولبعض الأسباب
علاقتهم مع هيوا ضعيفة وكانوا يستبعدون خدمة الشعب الكوردي عن طريق هيوا ومهما كانت أهداف هذه الهيئة تتضمن ما يأتي :
1. تحرير كوردستان .
2. تشكيل قوة عسكرية للدفاع عن كوردستان .
3. الاتصال مع جميع المنظمات والأحزاب الوطنية والتحررية الكوردية في جميع أجزاء كوردستان .
4. إيصال صوت الكورد الى الرأي العام العراقي والدولي .
5. الطلب من الحكومة تنفيذ اتفاقية عام 1943 .
في البداية قدمت هذه الهيئة مذكرة الى الحكومة العراقية طلبت فيها تنفيذ اتفاقية عام 1943 وأعطيت نسخة منها الى السفارات ومسؤولي هيوا وطلبة الكليات .. الخ .
وقد أتصل هيوا في ذلك الوقت بهيئة الحرية طالبا منها الاهتمام ببرنامج مستقبل هيوا واطلاع كل طرف على نشاطات وتحركات الطرف الأخر كما ان رئيس هيوا في رسالة بعثها الى الملا مصطفى في 20/1/1945 دعا فيها الى توحيد التنظيمين (هيوا) و ( هيئة الحرية ) وأقترح ان يكون مركزه في بارزان .
ولكن الملا مصطفى في رده على الرسالة التي وجهها الى هيوا في 15/2/1945 قد وجد من الضروري بقاء مركز ( هيوا ) في بغداد و القيام بدوره القومي في جمع التبرعات لهيئة الحرية و توجيه مذكرات الى الوطنيين العراقيين وفي أثناء الشروع بالقتال بنشر المنشورات و نشر أخبار الثورة في المدن والقصبات والقرى بكوردستان و جميع أنحاء العراق وان تنظيم مظاهرات لهذا الغرض . وفي نهاية شباط عقد الملا مصطفى اجتماعا مع أعضاء هيئة الحرية وعين من خلاله مصطفى خوشناو لجنة ميركه سور و راوندز و عزت عبد العزيز لجبهة عمادية والشيخ سليمان لجبهة عقرة ، لقد تسلمت هيئة الحرية في بداية شهر آذار رسالة من هيوا أحاطت الملا مصطفى ورفاقه علما بتحركات القوات العسكرية الحكومية .
في 3/3/1945 وجهت هيئة الحرية رسالة الى هيوا طلبت خلالها منه:.
1. يصدر منشورات وبيانات وفق الوضع الضروري .
2. يأتي ممثلون عن هيوا الى بارزان .
3. تكوين العلاقات مع الدول الأجنبية لتوضيح القضية الكوردية .
4. في حالة الشروع بالقتال توزع بيانات هيئة الحرية في جميع مناطق العراق .
5. ترسم خطة لتحرير مدينة كركوك .
6. إيصال أخبار الثورة للناس وبالأخص الطلبة .
تنظيم الظاهرات .
في الحقيقة لم يكن البارزاني ينبغي البدء بالقتال و يعقد الأوضاع أكثر أنما كان يريد ان يهيأ قوته ضد أي عملية مفاجئه و مباغته للحكومة , إن هذا الأستعداد حمل الحكومة على الشروع بالمباحثات و الأمر الذي حدا لممثل السفارة البريطانية (لكابتن ستوكى) أن يجتمع في 25/3/1945 في قرية (شاوراو ) مع الملا مصطفى و بلغة بأن الجيش العراقي سيولي القيام بالتدريبات تحت إشراف ضباط البريطانيين في المنطقة و ان هذه التدريبات ليست لها أهداف سياسيه و عسكريه أخرى .فعلى الملا مصطفى الانصياع لأوامر الحكومة العراقية ويعود الضباط الكورد الى مواقعهم العسكرية .
(( الحكومات العراقية التي حاربت ثورة أيلول المباركة والحركة التحررية الكوردية))
أولا: حكومة عبد الكريم قاسم من (11)أيلول عام 1961ـ8 شباط 1963 0
ثانيا:حكومة البعث من 8 شباط 1963ـتشرين الثاني من العام نفسه0
ثالثا: حكومة عبد السلام عارف من تشرين الثاني عام 1963-نيسان عام 1966
رابعاً: حكومة عبد الرحمن عارف من نيسان 1966 – تموز عام 1968
خامسا: حكومة البعث برئاسة أحمد حسن البكر من عام 1968 –عام 1979
سادساً: حكومة البعث برئاسة صدام حسين من عام 1979
………………………………………… …………………………….
مقولة البارزاني الخالد :
(( يجب أن نضع ما نملكه من مال و حياة و عقل و علم و كل ما لدينا في خدمة هذا الشعب ...الى أن نحرره و نقطع يد الظلم و الغدر التي تطال ))
السلطة الفاشية تغزو كوردستان :ـ
بعد 11 آذار عام 1974 بدأت القوات الحكومة بمهاجمة قوات ثورة أيلول و في محاور عديدة و التركيز على محور كلى علي بك – راوندوز –ديانا – حاج عمران مستخدمة كل ما لديها من قوة و سلاح فتاك أملاً في الوصول الى حاج عمران للسيطره على مقر قيادة ثورة أيلول المتواجد هنالك إلا أن البيشمركة الأبطال تصدوا للغزاة و جعلوا من أرض كوردستان مقبرة للغزاة فمن منا لا يتذكر معارك كوره ك و بيخال و هندرين و زوزك و سه رى حه سه ن بك …..الخ التي لقن فيها العدو درساً بليغاً .
اتفاقية الجزائر الخيانية 1975:
عندما فشل العدو في ميادين القتال لجأ كعادته الى أساليب الغدر والخيانه والخبث حيث نجحت مساعي الحكومة العراقية في الوصول الى إتفاقية الجزائر الخيانية يوم 6/آذار/1975 مع شاه إيران بموجبها تنازلت الحكومة العراقية عن نصف شط العرب للحكومة الإيرانية مع بعض المساحات الحدودية المهمة مقابل قطع الإمدادات عن ثورة أيلول وبذلك سدت كل الطرق بوجه قيادة الثورة الكوردية وخوفا من إبادة الشعب الكوردي المظلوم على يد الأعداء من جراء هذه المؤامرة الدولية الدنيئة ، ولكنها كانت اقوى بكثير وطاقات وامكانيات ثورة ايلول وقيادتها الحكيمة،فقد قرر البارزاني وقف إطلاق النار ومن ثم وقف نشاط الثورة لبعض الوقت ولحين حصول تغيير في الظروف الدولية والمحلية وقد أثبتت الايام فيما بعد بان قرار البارزاني كان قرارا جريئا و صائبا للغاية بالرغم من كل ما وجه له من انتقادات غير منطقية من قبل البعض .
الانتكاسة والفترة المظلمة :
من جراء إتفاقية الجزائر الخيانية وجه طعنة غادرة بخنجر مسموم نحو ظهر الحركة التحررية الكوردية في كوردستان العراق فاصيبت بالشلل والانتكاسة حيث توقفت عجلة ثورة أيلول و دخل الشعب الكوردي المسكين الذي لا حول و لا قوة له في فترة مظلمة طويلة لم يشهد له تاريخ الكورد مثيلا منذ قيام الحرب العالمية الأولى ،فقد تعرض الكورد على يد السلطة الفاشية الى القصر والتعذيب والتعريب والتبعيث والترحيل القسري و سيق آلاف الشباب الكورد الى المشانق لا ذنب لهم سوى لكونهم كوردا و تم تدمير كل قرية جميلة وتسويتها مع الأرض و حرق كل البساتين الزاهية و فرشت الاسمنت في الينابيع العذبة واخلت الجبال من سكانها العزل وتم تجميعهم في مجمعات قسرية وكنتيجة حتمية و كرد فعل لما تعرض له الكورد على يد الأعداء فقد اندلعت ثورة كولان الوطنية في 26/مايس/1976 إمتدادا لثورة ايلول المجيدة .
ماذا قال لرئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري السعيد؟
قال بوقار وبنفس مليئة بالثقة والاطمئنان، هذه القصة الرائعة:
قال البارزاني الخالد طيب الله ثراه: ‘‘طلب مني رئيس الوزراء العراقي الأسبق في العهد البائد نوري السعيد أن أكف عن النضال من أجل حقوق شعبي، وعرض علي وعلى أبنائي المال الكثير والقصور والوظائف العالية، فرفضتُ ذلك قطعا.
واستغرب الرجل نوري السعيد متسائلا لماذا يا بارزاني؟ فجاوبته بلا تردد وبشكل حاسم: للإنسان شيئان عزيزان، الشرف والحياة. فإماّ أن يضحي الإنسان بحياته من أجل شرفه أو يضحي بشرفه من أجل حياته. وأنا أضحي بحياتي من أجل شرفي، لأنه لا حياة بلا شرف، فالشرف باق والحياة فانية، وشرفي هو كرامة الشعب الكردي‘‘.
ماذا قال في كلمته أمام أمراء القيادات العسكرية للبيشمركة الكرد ومسؤولي الحزب الديمقراطي الكردستاتني بتاريخ 15 أبريل/ نيسان 1967؟
مقتطافات من الكلمة:
‘‘إنَّ كل ثورة وحركة في العالم لصالح الشعب، وعليه يجب على كل المسؤولين في الثورة أن يضعوا مصلحة الشعب أمام أعينهم، وينسوا الأنانية والمصلحة الشخصية. وإن أي عمل لمصلحة الشعب يجب أن ينفذ حتى إذا لم يكن لصالح الشخص المنفذ‘‘.
وقال: ‘‘إن المليونير الكردي الذي لم يساعد الثورة، يظهر أمام أبناء الشعب إنسان ذو سمعة سيئة، ولا يحظى باحتلرام الآخرين، لأن الغنى لا تخلق الشرف. إن الأموال إذا لم تصرف لمصلحة الشعب يعني أنها تؤدي إلى الرذالة. إننا لم نسمع في التاريخ مدح إنسان كان يتعاطى الأكلات الطيبة أو ينام على أفرشة ناعمة. إن الذين يُذكّر أسماءهم في سجل الشرفاء هم أولئك الذين تحملوا المشاق وناضلوا من أجل مصلحة الشعب‘‘.
وقال: ‘‘لقد أخبرتكم آلاف المرات بأنني أخدم أصغرنا، إنني لست رئيس أحد، ولا أريد رئاسة أحد، بل أريد ان أكون أخا لكم وأخدمكم، وأريد أن تكونوا إخواني وتتعاونوا معي لنصبح أبناء الشعب وفي خدمة الشعب، ونبتعد عن حب الذات والطمع والأنانية. ونكون حذرين من العدو، ولا ننسى واقعنا بورقة أو كلمة أو أكذوبة‘‘.
وقال: ‘‘إذا لم يكن هناك تعاون وتضحية بيننا، فلن نستطيع خدمة شعبنا. يجب أن تعلموا إننا لن ننتصر بالسلاح فقط، ولا بالأموال، ولا بالنهب والسلب، ولا بسلب حقوق الآخرين وقتلهم، بل ننتصر حين تكون قلوبنا صافية مع بعضنا البعض، الكبير والصغير يحترمان بعضهما البعض. كل كردي يجعل مصلحة أخيه مصلحته، وضرر أخيه ضرره‘‘.
وقال: ‘‘إنني لم أخن صديقي أبدا ولم اطمع لشئ لذاتي ولم يكن لدي حب الذات تجاه رفيقي. قدمت له خبزي وتحملت الجوع، وأعطيته ملابسي وتحملت البرد، حتى أنني شاركت في الجبهة مع إخواني وذهبت إلى المكان الذي كان يقصف بالطائرات والمدافع، والمكان الذي لم يعش فيه أحد. وكنت في مقدمة البيشمركه الذين تعرضوا للهجوم أكثر من مرة إلى أن وصلت إلى هذه الحالة‘‘.
وقال: ‘‘يجب أن لا ننسى، كل من يعمل ضمن هذه الثورة، ابتداءً بشخصي ثم المسؤولين ومرورا بالبيشمركه والعضو الحزبي. إن جرح شعور قروي أو راعي أو كاسب أو إمرأة أو طفل، أو الطعن بكرامة الآخرين، أو أخذ بيضة أو دجاجة أو أي شئ آخر من أبناء الشعب بالغدر والظلم، يعني أننا أعداء الشعب وأعداء أنفسنا. إذا كانت قلوب الشعب معنا فإن العدو لن ينال منا حتى إذا كان أقوى مما هو عليه الآن ألف مرة. أما إذا لم تكن قلوب الشعب معنا فوالله إننا نخسر ونفشل حتى إذا كنا أقوى مما نحن عليه الآن ألف مرة‘‘.
وقال: ‘‘ نحن لا نريد مخالفة الحكومة العراقية إذا لم تكن السلطة بأيدي حكومة سارقة أو لا أخلاقية تخدم أعداء العرب والكرد. إننا نريد مصلحة العراق في ثورتنا هذه. أولا للعرب، وثانيا للكرد وكل الأقليات، تركمان وآشوريون وأرمن وغيرهم من العراقيين الشرفاء. نريد حكومة ديمقراطية عادلة بالانتخابات الحرة النزيهة بدون ضغوطات وظلم واعتداء. ويوضع قانون عادل من قبل الشعب. لا أن ينادي عسكري كل يوم: قررنا ما يلي ليحكم الشعب بأنانيته ومصلحته الشخصية دون أن يتجرأ الشعب محاسبته. نحن لم نشن الهجوم على أحد ولن نفعله. نحن ندافع عن حقوقنا الشرعية وعن شرفنا وأموالنا وحياة شعبنا الكردي ... عليهم أن يرحموا بالشعب العراقي وأن يكفوا عن الظلم ضد الشعب الكردي حتى نستطيع نحن الشعب العراقي ككل أن نعيش بسعادة وأخوة وسلام وعدالة‘‘.
(ملاحظة: الكلمة طويلة جدا ألقاها البارزاني الأب مصطفى باللغة الكردية، واقتبست مقتطفات منها.
سبق لكاتب هذه السطور أن ترجم نص الكلمة إلى اللغة العربية عام 1980 ووزعت على أعضاء جمعية الطلبة الأكراد في أوربا في حينه).
•- ماذا قال للصحفي الأمريكي دانا آدمز شمدت؟
‘‘ إنَّ هدفي هو الأخذ بيد الشعب الكردي إلى عيشة مستقرة وآمنة، وكان الله في عوننا‘‘ (ينظر: شمدت، رحلة إلى رجال شجعان، ص 281).
وقال جوابا على سؤال طرحه الصحفي شمدت حين سماه جنرالا: أجاب البارزاني ببساطته المعهودة وثقته بنفسه وحبه لشعبه مايلي:
إني لست جنرالا، إني مصطفى لاغير. قل لصحيفتك إني لا أهتم قلامة ظفر بالألقاب. وإني لست إلاّ فردا من الشعب الكردي‘‘ (ص 283).
وقال: ‘‘لا أريد القول بأني فعلت كذا وعملت كذا. لكني استطيع القول بأني حائز ثقة الشعب الكردي وأعتقد أنهم يثق بي‘‘ (ص 293).
وقال: ‘‘ إني لست ضد الشعب العربي، إني أطالب بحقوق شعبي فحسب، إني لا أطلب أراضي منهم‘‘. (ص345).
ولكن ماذا قال دانا آدمز شمدت بدهشة عن البارزاني؟
قال لدهشتي ‘‘أن الطعام في مقر البارزاني قد يكون أسوء من طعام أية قرية صادفناها في الطريق. إنه لا يخص نفسه ولا هم حوله بالأطايب‘‘. (ص282).
•- ماذا قال للصحفي السويدي تورد فالستروم؟
نحن ندافع عن وطننا، وكل ما نطلبه هو حقنا في الحياة الكريمة. لكننا مجبرون أن نواجه عدوا يفتقد للمشاعر الأنسانية، وعدوا لا يعرف الرحمة ولا يراعي حقوقنا.
•- ماذا قال لنا في زيارتنا له بعد مؤامرة الجزائر الخيانية عام 1975؟
نحن أقوى من الجبال، سنرجع ونثور ونصمد مع صمود جبال كردستان.
•- عن الطلبة؟
الطلبة رأس الرمح في كل المعارك والثورات
•- عن العلم والمعرفة؟
عليكم بالعلم والمعرفة لأنهما مفتاح التحرر والتقدم
•- عن نابليون بونابرت؟
كان بونابرت مصابا بداء العظمة
•- عن الاعتزاز والثقة بالنفس؟
أنا فلاح مع الفلاح وعامل مع العامل،
ولكني في مرتبة أعلى من الذي يريد أن يسلط نفسه على الشعب فأقاومه
•- عن القيادة والثقة بالشعب؟
أستمد قوتي من شعبي. لا أحب الزعامة ولكن الشعب يريدني رئيسا.
البارزاني في الولايات المتحدة الأمريكية :ـ
عاش البارزاني في إيران فتره من الزمن تحت المراقبة ثم غادرها متوجهاً الى الولايات المتحدة الأمريكية للمعالجة و ظل هناك في الغربة بعيداً عن شعب كوردستان الى أن وافاه الأجل المحتوم يوم 1/3/1979 .
التشييع :.
نقل جثمان زعيم الحركة التحررية الكوردية و شعب كوردستان و قائد ثورة أيلول الوطنية العظيمة (( 1961 – 1975 )) المناضل مصطفى البارزاني الطاهر الى كوردستان ايران حسب وصيته و قد اهتمت كل وسائل الإعلام العالمية بنقل أخبار وفاته و مراسيم تشييعه . ورى الثرى جثمانه الطاهرأرض كوردستان بحضور الآلاف المؤلفة من الكورد الأوفياء الذي جاؤا من كل فجٍ عميق و من شتى أرجاء كوردستان و المعمورة للمشاركة في مراسيم تشييع جثمان الزعيم الراحل و الخالد مصطفى البارزاني و لألقاء النظرة الاخيره على ليث الجبال و عاشق الكوردايتى البارزاني الخالد الذي بوقته دخل الحزن والحداد والعزاء في كل منزل من منازل الكورد حيثما كانوا .
نقل جثمانه الطاهر للوطن :
بعد الانتفاضة العارمة والمسيرة المليونية الخالدة لشعبنا الكوردي المقدام عام 1991 و بإلحاح من أبناء شعبنا الأوفياء للبارزاني و لنهجه الخالد فقد تقرر نقل جثمانه الطاهر من كوردستان إيران الى مسقط رأسه في بارزان و جرى ذلك يوم 6/10/1993 واستقبل نعشه من قبل جماهير كوردستان العراق إستقبالا رائعا قل نظيره و وري الثرى الطاهر في بارزان الشموخ و بمشاركة الآلاف المؤلفة من الكورد و غيرهم .
(( مقولة البارزاني الخالد ))
إخوتي الأعزاء :.
يجب ان تعرفوا أن لدنيا زائلة و حتى لوملكنا الوف القصور الذهبية فإننا نتركها ونواري الثرى وقد ذكر الله تعالى ذلك في القران الكريم حين قال (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) وان ماله قيمة في الوجود البشري هو الشرف وإحياء والإنسانية .
.....((( الخــــــاتمة ))).....
هكذا ودع (زعيم شعب كوردستان وقائد ثورة بارزان وايلول والمدافع الأمين عن جمهورية كوردستان ومؤسس الحزب الديمقراطي الكوردستاني ((البارتي))وبطل المسيرة التاريخية للبارزانيين الأبطال الى الاتحاد لسوفيتي و قائد الحركة التحررية الكوردية زهاء نصف قرن من الزمان البارزانى الخالد شعبه الأبي واستقر للأبد مطمئن البال والضمير والوجدان في مسقط رأسه بارزان الكوردايتى بعد أن نذر روحه و كرس كل حياته من عام (1930 – 1979) وهو يناضل بل يجاهد بدون كلل وملل من إجل نيل حقوق شعب كوردستان المضطهد...
واخيرا ودعنا هذا القائد الفذ وهو لم ولن يترك وراءه القصور والأملاك والسيارات والملايين في البنوك بل ترك وراءه ثروة أغلى من كل ذلك الا وهي النضالات التاريخية المليئة بالمفاخر والأمجاد والانتصارات و مدرسة عظيمة خالدة يتعلم فيها الأجيال الكوردية الحالية والقادمة الأخلاق الكوردية والإسلامية الفاضلة والروح القومية الكوردية (الكوردايتى) ، وقد دخل البارزاني الخالد التاريخ من أوسع أبوابه فدون له دوره ونضاله وسيرته بمداد من الذهب الخالص وأحرف من النور الساطع .
سيظل البارزاني الخالد يعيش ذكراه في بطون كتب التاريخ وفي ضمائر ووجدان كل الكورد الشرفاء الأحرار جيل بعد جيل ابد الدهر وسيظل هو أب الكورد ورمز نضالهم ومعلم الكوردايتي وعلينا نحن الكورد في ارجاء كوردستان المجزئة والمظلومة أن نسير على نهج و خطاه لتحقيق أماني و طموحات شعبنا الكوردي الذي طالما ناضل هو من أجل تحقيقها فقد كان كل حلمه في الحياة هو أن يحقق لبني جلدته كيانا قوميا وسياسيا اُسوتا بكل شعوب لأرض .
ملاحظة لقد أعددت الموضوع منذ شهرين وليس منقولا من أي موقع أو منتدى
ولكن من كتب و مصادر متعدد ة كوردية وغير ها ..
ولكم جزيل الشكر إذا قرأتم الموضوع .