لا يلتقيان ..
كل منهما يقف على ضفة حلم آخر
يسيران محاذاة نهر الوجع
هي تقطف زهور حلمها ..
تُـتَـمـتِـم بلغة عشق علّه يصل لمسامعه
وهو يحاول جمع قطرات بحرٍ من مدمعه
علّها تعي وجعه ..
هما وجهان لعملة وجع واحدة
لا يلتقيان .. ليلٌ مع نهار
كل منهما يسير ألف خطوة ب الدقيقة الواحدة
هي متعبة برسم خارطة مدينته
تفتش عن طريق يؤدي إليه
وهو مُنهك لآخر رمق يبحث عن ذات الطريق
لا يلتقيان مهما حاولا ..
هما ضحيّتا مبادئ وعادات وتقاليد صمّاء
كانت ك وردة الربيع يعشقها كل من رأها
تُمطِر فرح على كل من مرَّ من أمامها
تُولد كل يوم ب حبٍّ جديد ولون جديد
كانت لغة الحب بشهادة الجميع
وكان هو ذاك الشهم الذي يُضرب به المثل
كان حين يحضر مكان يشدّ انتباه الكل
جميلان يُكمِّلان بعضهما
عاشا أجمل قصة حب
ومرت السنين .. وهما لا يلتقيان
صبرا على مُرِّ الجراح .. يقوّيان بعضهما
هي دوماً تبتسم بوجهه .. وهو يرسم لها خير الصباح
يَمُدّان يدا بعضهما لبعض رغم بُعد المسافات
تقتاتُ هي بالصبر .. ويقتاتُ هو بالأمنيات
كانا دوماً متفائلان .. دون أن يلتقيان
هي تسير حافية على جمر الحلم
وهو يسير على ضفة الجهة الأخرى
كم سقيا تلك السنين بدمعهما
حتى ذبلت هي وضعف نظرها
وهو يبكيها سراً ويعجز عن لقياها
لا يلتقيان وهما أجمل عاشقان
وأصدق وأطهر عاشقان
حتى لعنت هي تلك العادات البلهاء
ولعن هو بُعد المسافات
بينهما جبال وبحار وألف باب موصود
وكلمة نعم من ولي أمرها ونعم من تلك العادات
شاء القدر أن يلتقيان حلم وحب
ولا يلتقيان واقع وبيت
ومضى العمر وهما لا يلتقيان .