تبرز كل يوم تقريبا، حميات جديدة او "حبوب تنحيف فعالة". فلماذا نستمر في (السمنة) زيادة الوزن؟
ان واحدة من اكثر الظواهر الاكثر ازعاجا (والمقلقة)، والتي تغرق سوق الرعاية الصحية، هي حبوب التنحيف. يدور الحديث غالبا عن نوع حبوب عجيبة، والتي من المفترض ان تجعلنا رشيقين ونحفاء من دون بذل اي جهد. لكن الحقيقة ليست بتلك السهولة. تترك الحميات والحبوب العجيبة العديد خائبي امل، وحتى بين اولئك الذين تمكنوا من انقاص وزنهم، ابلغ العديد منهم عن زيادة في الوزن من جديد، بعد فترة قصيرة من انتهاء الحمية.لماذا يحدث هذا؟
وجوب التقيد بتعليمات صارمة للغاية
ان الامثلة على ذلك هي الحميات التي فيها تاكل وفقها كل يوم، نوعا معينا واحدا فقط من الغذاء، او مثل الحمية التي تعتمد على الفصل بين الكربوهيدرات والبروتينات (في اطار هذه الحمية، عادة يمنع تناول وجبة اللحم والاضافات معا).
التقييدات في هذا النوع من الحميات تعني طعام من نوع واحد، مما يجعلها مملة، ومجرد كون هناك حظرا معينا، تولد تلهفا، خاصة للاطعمة الممنوعة (كل ممنوع مرغوب)، مما يقلل من الحافز للاستمرار بها.
الجوع
تقلل الحمية في معظم الحالات، من استهلاك السعرات الحرارية بشكل حاد جدا، وتصل الى حالة من الصيام، مما يجعل من الصعب جدا على الناس ان يواظبوا عليها لفترات طويلة. بالاضافة الى ذلك، فان الضرر الصحي يكون كبيرا، حيث ينتج سوء تغذية بارز.
نقص التوازن
لا تهتم الكثير من الحميات بالتركيبة الغذائية الموصى بها في الوجبة، لذلك لا تحتوي قائمة الحمية على كافة المكونات الهامة لاجسامنا، مثل الكربوهيدرات، البروتينات، الدهون والفيتامينات والاملاح المعدنية بالكميات الصحيحة.
نقص الملاءمة الشخصية
تعمل "الحمية العجيبة" في الغالب، على مبدا موحد للجميع. لذلك لا يوجد اي اعتبار لظروفنا الشخصية. فلا تؤخذ الميول والاذواق بعين الاعتبار، ولا الجداول الزمنية، نوع العمل، الحالة الاجتماعية - الاقتصادية وغيرها.
لا تغيير في عادات الاكل
اذا كنا بالفعل انخفضنا في الوزن، لا تعطينا معظم الحميات ادوات واساسا لتعلم كيفية الحفاظ على ما حققناه، وكيفية تناول الطعام بشكل دائم بعد نهاية فترة الحمية.
من المستحيل (وحتى الخطير) الاستمرار في اتباع حمية مدى الحياة!
الحمية لا تشدد على اهمية ممارسة النشاط البدني
بالاضافة الى كل الفوائد من ممارسة النشاط البدني لصحتنا، فان لها جزءا هاما في المحافظة على الوزن. ان كثيرا من الحميات لا تهتم بوجوب اداء تمارين اللياقة البدنية.
الحمية تبطئ عملية الايض (الاستقلاب- Metabolism)
تعتمد العديد من الحميات على الحد الصارم في كمية السعرات الحرارية، اي ناكل اقل مما يحرق الجسم على مدار اليوم، ونتيجة لذلك يتم تخفيض الوزن. لكن الحد من السعرات الحرارية يؤدي الى ان يبطئ جسمنا عملية الايض. وعندئذ يميل الجسم لتخزين كافة المواد الغذائية على شكل دهون، ومن هنا تنشا العودة في الزيادة بالوزن.

يسبب عدم الاستقرار والتغير الكبير في نمط الحياة الذي تفرضه الحمية، عاجلا ام اجلا الى حدوث ازمة، وعندها نبدا بتناول الطعام بدون سيطرة (او في احسن الاحوال نعود الى روتين نظامنا الغذائي من دون اجراء تغيير في العادات). وفي كلتا الحالتين وللاسف سيزداد الوزن، بل وبالاضافة الى بعض الكيلوغرامات الاضافية..
لذلك، عندما نريد ان نقص وزننا، يجب علينا ان ندرك انه مطلوب تغيير كلي في اسلوب حياتنا، وليس استسلاما مؤقتا لحمية حادة، التي يمكن بعدها ان نعود كالمعتاد. من المستحسن استشارة اشخاص مهنيين، اختصاصي/ة تغذية، حيث يرافقونكم ويتمكنون من توجيهكم في عملية التنحيف الصحيحة، كما ويتوجب وضع اهداف واقعية وملاءمة التوصيات بشكل شخصي.
(منقوووووووووول)