في ظل احتدام الصراع السياسي بين الكتل والقوى السياسية العراقية ومن اجل الحصول على أكبر عدد من المناصب في حكومة عادل عبد المهدي .برزت عدة ملاحظات على المشهد السياسي هذا الاسبوع . أبرزها :
أولاً: تصريح رئيس الوزراء الذي قال العراق لن يلتزم بالعقوبات الأمريكية على إيران والعراق لن يكون منطلق للعدوان على دول الجوار ، وهذا التصريح هو الأول من نوعه وبهذه الجرأة والوضوح لرئيس الوزراء وضَّح فيه موقف العراق المبدئي تجاه من وقف معه في محنة داعش وهو جزء من واجب رد الجميل . وخيب آمال المتباكين على سيادة العراق التي انتهكتها إيران في حين أن تنفيذ تلك العقوبات هو انتهاك للسيادة لأنها لم تصدر بقرار اممي انما قرار احادي غير ملزم لباقي الدول ، واي دولة تنفذه استجابة لضغوط اميركية هو الانتهاك الحقيقي للسيادة،، ربما هذا التصريح يثير حفيظة الولايات المتحدة ولكن لن تستطيع ان تفعل اكثر مما فعلت والتلويح بفرض عقوبات على الدول التي لا تلتزم هو مجرد تخويف لا أكثر لأن اقصاء ٥ ملايين برميل نفط من السوق العالمية وهي حصة العراق سيشعل أسعار النفط الامر الذي لا تطيقه اميركا .
ثانيا: الحدث الفريد هو زيارة مسعود بارزاني الى بغداد والتي ستكون زيارة عادية لو كانت علاقة كردستان مع بغداد علاقة إقليم بمركز، ولكن الذي اعطى اهمية لزيارة البارزاني ليس لأنه نزل من قمة جبل الغرور الذي يقف عليه، ولكن الذى اعطى اهمية لتلك الزيارة هو سقوطه من ذلك الجبل مرغما ، فلم تعد اربيل هي من تقرر شكل الحكومة في بغداد ولم تعد اربيل تعطل تشكيلها عندما تريد ذلك ، ولم تعد اربيل بيضة القبان كما ارتأى أن يسميها البعض في كل تسويات تشكيل الحكومات ،
سقط مسعود وها قد جاء زاحفا الى بغداد بعد أن سقطت حدود الدم التي هدد بها قواتنا البطلة جاء ليس من اجل حقوق شعبنا الكردي بل جاء يستجدي امتيازاته و امتيازات عائلته. ربما تخطئ بغداد مرة اخرى وتعطيه اكثر مما يستحق كما فعلها المالكي في مامضى من أجل أن يستميله إلى جانبه في ترتيب حصوله على ولاياته السابقة.
احذروا مسعود فهو رجل انتهازي ليس له مبدأ يلعب على كل الحبال من أجل تحقيق مصالحه .
ننتظر من عادل عبدالمهدي ان يكون بحجم المسؤولية وأن لا يكون ضعيفا مثل المالكي وعليه أن يعامل الشعب العراقي بمعيار واحد من شماله الى جنوبه وان لا يفضل فئة على اخرى من اجل مكسب سياسي .
ثالثا: تغريدة السيد مقتدى الصدر حول الوضع الامني في نينوى ذكر انها ستسقط بيد داعش مرة اخرى اذا لم تتدارك الحكومة الأمر، الواضح جدا في هذه التغريدة انه أراد توظيف الملف الأمني سياسيا وهو إشغال الشارع وتحويل انظاره إلى جهة بعيدة جدا عن المنطقة الخضراء التي تجري فيها صفقات المناصب التي ظهر جليا فيها ان عادل عبد المهدي ليس حر الارادة في اختيار وزرائه عكس مادعى تكتل الاصلاح والبناء.
فلا يمكن اعتبار تلك التغريدة جرس انذار امني لأن السيد ليس خبيرا في الأمن ،ربما اعتمد في روايته على بعض المقربين له وهؤلاء اكيد ليس لهم اطلاع في الجانب الأمني ،
من المفترض بالسيد مقتدى وهو يمثل وتياره ركن مهم من اركان الحكومة بإيصال تلك المعلومة لو كان واثقا من صحتها الى الجهات المختصة بدل اعلانها عبر شبكات التواصل الاجتماعي.التي سببت ارباكا لقيادة العمليات المشتركة,حيث كان ذلك واضح من خلال الجولة التي قام بها رئيس اركان الجيش ومسؤول العمليات الى الموصل حيث من المفترض أن القيادة العسكرية لديها معلومات يومية عن كل قواطع العمليات ،وهي ليس بحاجة لتلك الجولة ولكن ذهبت الى هناك من اجل طمئنة المواطنين في الموصل وباقي مدن العراق، خوفا من تكرار سقوط الموصل بإشاعة مثلما سقطت سابقا بإشاعة.. نتمنى من السيد أن لا يكون عونا لداعش وهو لا يعلم.
وفي الختام نشكر صمام أمان وأمن العراقيين ،الحشد الشعبي، حيث صرحت قيادته في محور الشمال ، ان الموصل امنة بجهد قيادة عمليات نينوى التي مسؤولتها داخل المدن وقيادة الحشد التي تمتد مسؤوليتها من أطراف الموصل حتى الحدود السورية، وقالت ندعوا الباحثين عن مكاسب سياسية الى الابتعاد عن ارباك المشهد الامني من اجل مصالح ضيقة،