الأدوية تسبب التهابات الكبد الحادة
أبرزها “الباراسيتامول” و”الهالتون” و”موانع الحمل” وخطر الوفاة قائم
يقدر البعض بأن 5 % من التهابات الكبد الحادة تنجم عن تناول الأدوية أو المواد الكيماوية، فيما بينت العديد من الدراسات الفرنسية أن 10 % من التهابات الكبد الحادة التي استدعت دخول المرضى إلى المستشفيات كان سببها الأدوية. وتشير الدراسات إلى وجود اختلاف كبير جدا في نسبة حدوث التهابات الكبد حسب أنواع الأدوية.
ويتعرض بعض فئات المرضى أكثر من غيرهم لحدوث أذية في الكبد بعد تناول الأدوية، إذ من الملاحظ بأن الكهول أكثر عرضة للإصابة بها من الأطفال. كما أن التقدم بالعمر يزيد من شدة الإصابة.
كما يرتفع حدوث الأذية عند الشيوخ، وربما كان ذلك بسبب كثرة استهلاكهم للأدوية. ويجب أيضا الأخذ بعين الاعتبار عامل الجنس، ذلك أن النساء أكثر عرضة بشكل واضح للإصابة بأذية في الكبد بعد التعرض للعديد من الأدوية التي يعرف عنها تأثيرها السيئ على الكبد.
إلى ذلك، يعد البراسيتامول، أحد أهم الأدوية التي من شأنها التأثير سلبا على الكبد، بسبب نخر شديد في الفص الكبدي عندما يؤخذ بجرعات عالية جدا. وتظهر أعراض المرض بعد تناول 15 إلى 20 حبة (7.5-10 غرام) دفعة واحدة، علما أن المقدار القاتل هو تناول 50 حبة (25 غراما) دفعة واحدة. تبدأ الأعراض بالغثيان والإسهال والألم في البطن والصدمة، وبعد مرور 24 ساعة إلى 48، يظهر اليرقان وينخفض سكر الدم، فيما تبلغ الأعراض شدتها القصوى بعد 4 إلى 6 أيام. وقد ينتهي الأمر بحدوث الوفاة نتيجة القصور الكبدي الحاد، إذ تبلغ نسبة الوفيات 3,5 % من الحالات التي تتناول جرعات عالية من الباراسيتامول دفعة واحدة.
من جهة أخرى يسبب التعرض ل”الهالوتان” في بعض الحالات النادرة نخرا في الكبد، خاصة عند الأشخاص الذين سبق لهم التعرض له. وقد تحدث الحمى وترتفع الكريات البيضاء في الأسبوع الأول التالي للتعرض، ثم يظهر اليرقان بعد 7 إلى 10 أيام ويترافق بضخامة خفيفة ومؤلمة في الكبد، كما يرتفع احتمال الوفاة في هذه الحالة إلى أزيد من 20 % من حالات الإصابة.
وتحدث “ميتيل دوبا” اضطرابات طفيفة في اختبارات وظيفة الكبد عند حوالي 5 % من الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية لمعالجة ارتفاع الضغط الشرياني، إلا أن هذه الاضطرابات تتراجع رغم الاستمرار في المعالجة بهذا الدواء. وتظهر أعراض على الكبد عند أقل من 1 % من المرضى وتأخذ شكل التهاب كبد حاد فيروسي أو شكل التهاب كبد مزمن فعال أو شكل “ركودة” صفراوية في بعض الحالات النادرة. يبدأ ظهور الأعراض بعد الأسبوع الأول من بدء المعالجة وقد تسبقها مرحلة من قلة الشهية والحمى والتوعك وتستمر عدة أيام يتلوها يرقان، وتتراجع الأعراض بعد إيقاف الدواء.
ويؤدي استعمال موانع الحمل المحتوية على الاستروجين والبروجسترون إلى احتباس واضح في “البروم سلفونفتال” في نسبة كبيرة من المرضى، وقد تظهر بشكل نادر علامات ركودة صفراوية وحكة ويرقان خصوصا عند المريضات اللواتي توجد في سوابقهن المرضية أعراض يرقان حملي ناكس أو حكة حملية شديدة، وتتراجع الحالة بعد إيقاف الدواء.