الزمان: 17 مايو 2014.
البطولة: الدوري الإسباني.
المكان: برشلونة – كامب نو.
الحدث: الجولة 38 والأخيرة من الدوري الإسباني.
أصبحت مباراة برشلونة وأتليتكو مدريد في السنوات الأخيرة من أهم المباريات التي تلعب في الدوريات الأوروبية، الكثير من الذكريات الفرحة والحزينة، العديد من الشجارات التي ستبقى خالدة في ذاكرة الجمهورين.
وأتاحت ظروف الدوري الإسباني لكرة القدم موسم 2013-2014 فرصة ذهبية لجماهير كرة القدم أجمع لمشاهدة جولة أخيرة في الدوري الإسباني بين برشلونة وأتليتكو مدريد على أرضية ميدان «الكامب نو» لتحديد هوية الفائز باللقب، كان أتليتكو مدريد في وضع أفضل من أصحاب الأرض والجمهور، حيث كان يحتل المركز الأول بفارق ثلاث نقاط عن فريق برشلونة صاحب المركز الثاني، وفي حالة فوز برشلونة كان سيتساوى الفريقان في النقاط، ولكن المواجهات المباشرة كانت ستعطي اللقب لبرشلونة بعد التعادل السلبي ذهابًا في نفس البطولة وسيتوج رسميًا بالدوري.
أخذت المباراة الطابع الحاد، الانتقام والحسم في نفس الوقت، الثأر لإقصاء أتليتكو لبرشلونة من دوري أبطال أوروبا قبل أسابيع قليلة من الدور ربع النهائي، فوز وحيد للعملاق الكتالوني قد يرد اعتباره ويحرم أتليتكو من اللقب.
المواجهة بصافرة الحكم الإسباني المعروف ماتيا لاهوز بين الثنائي الأرجنتيني تاتا مارتينو المدرب السابق لبرشلونة ودييجو سيميوني المدرب الحالي لأتليتكو مدريد، وسط هدوء نسبي خيم على أجواء الملحمة، جاءت الأمور عكس ما كان يخطط سيميوني ووجد نفسه مضطرًا لإخراج هداف الفريق في ذلك التوقيت الإسباني دييجو كوستا لاعب الفريق الحالي، والنجم التركي السابق للفريق أردا توران للإصابة باكيان ووسط مشاعر خوف ورعب من جماهير أتليتكو مدريد التي ظنت أن الأمر قد انتهى وأنها مسألة وقت وسينقد أصحاب الأرض على فريقهم كالفريسة ويلتهم اللقب، وبالفعل جاءت الدقيقة 34 من عمر اللقاء باللقطة رائعة من التشيلي أليكسيس سانشيز اللاعب السابق لبرشلونة مسجلًا أول أهداف فريقه قبل نهاية أحداث الشوط الأول.
بدأ الشوط الثاني من الملحمة الكروية الإسبانية بين العاصمة مدريد وإقليم كتالونيا، بهجوم وانتفاضة كبيرة من الضيوف على أصحاب الأرض بكرة من الإسباني دافيد فيا اللاعب السابق لأتليتكو مدريد في القائم، ولم تمر دقيقتان على هذه الكرة إلا وكان المدافع والقائد الأوروجواياني دييجو جودين مسجلًا هدف التعادل من ضربة رأسية رائعة سكنت شباك الحارس الإسباني السابق لبرشلونة بينتو في الدقيقة 49 من عمر اللقاء لتصبح النتيجة 1-1.
تبعت هذا الهدف عاصفة من الهجوم الكتالوني بدخول اللاعب البرازيلي السابق لبرشلونة نيمار لإحراز هدف الفوز من أجل إنقاذ لقب الدوري، وبعد دخول نيمار بدقائق أحرز النجم الأرجنتيني ليو ميسي هدفًا ثانيًا لبرشلونة قبل أن يتم إلغاؤه من لاهوز بداعي التسلل، وسط اعتراضات كبيرة من جماهير ولاعبي برشلونة مطالبين باحتساب الهدف لأن الكرة وصلت لميسي بطريقة شرعية.
وتواصلت هجمات برشلونة، مع استمرار صمود وابتسال لاعبي أتليتكو مدريد من أجل الحفاظ على النتيجة كما هي وتحقيق لقب الدوري.
وبالفعل أتت صافرة لاهوز معلنة عن نهاية أحداث المباراة وفوز أتليتكو مدريد باللقب المحلي العاشر في تاريخ النادي، ومعلنًا عن انتهاء موسم كارثي لبرشلونة دون تحقيق أي بطولة، كذلك انتهاء فترة الأرجنتيني مارتينو على رأس الجهاز الفني لبرشلونة الذي أقيل بعدها بأيام.