عمَّ القصيد الضّباب
و شَمْسُه تَوارَتْ خَلْفَ الغُيوم
تَاهَتْ عُيُون الكلمات
يغشِّيها ضَبَابٌ كثيف
فلا تستفيق....
و البوْحُ مازال يغفو في عِلْيَائِه
عبثوا بمفاتيح اللغة
و غيّروا الأقفال
و ظلَّ القصيد سَجِينُ الظّلام...
سَجَّانهُ جُعْسوسُ أقلقه جرس الحروف....
فإحْتَجز الإلْهَام
في كواليس الصّمْت
مُقَيّد بسلاسل من حديد
داخل شُرُفات رَمادية الضوء...
تجْتاحُها الطّلاسِم
يسْتنجِدُ القصيد
حَشْحَشَ الإلهام بالقول يفيض
من يكسر القيود؟؟
و يُشْعِلُ السراج لينبعث النور
كفى الحرف إحتباسا في
ليله الديجور...
من يبعث الضياء ....
لينقشع الضباب و يسيل مدادا
ترتوي منه السطور
و جرس القافية يرتفع رنينا
ليُخْرِسَ أصْواتا ظَنَت
أنها لا تُقْهر...
و تسمع أذانٍ ظَلّتْ صمَّاء
من يُحرِّر الأيادي...
لِتَمْتِشِقَ القَلم...
من يَعْتَلي عرْشَ الكلم
و يَصُدّ خفافيش الظلام
ليُخَلّصَ القصيدة من سِجْنها
الدّيْجُور....
و صوتها المغمور.....
لتعانق الشمس في عمق السماء
و تكشف المحظور...
لن تَقْبع القصيدة في الظلام
لن يسرق سجّانُها الاحلام
لتبقى حروفها مجرّد نِعامْ
حروفها من نور....
و نَبْعُهَا طليق.....
و حرفها يظل في شموخ
كالنٌار يَسْتَعِرْ
سامية القاضي