هكذا اعيش الحلم
هكذا اعيش الحلم
هوى بحرأخذت تتفحص أزرار المصعد ب هستيريه تمسك بمقبض المصعد تارة وأخرى تتصل بالمكتب عبر محمولها لا تنفك تصرخ بهم"اين انتم؟ ما الذي يحدث بحق الجحيم؟ ليصلح أحدكم المصعد الان... هيا الان"مرت ساعه وهي على هذه الحاله بينما يحاول تهدأتها برفق يناولها حقيبتها أو يلوح بأوراق المكتب محاولا صنع حركة للهواء من حولها لعلها تهدأ لكن دون جدوى لم تكن خائفة من انهيار المصعد بقدر خوفها منه.. لم تكن بتلك الجرأة لتنظر بعينيه أو الوقوف بجانبه لمدة لاتزيد عن ثلاثين ثانيه أو ربع الدقيقه شيئ ما يحتل قلبها.. تتسارع نبضاتها.. تتنفس بصعوبه.. لم تكن على درايه بما يحدث "حقا ماذا أصابني؟ لما انا أكاد انهار!!
(الجزء الثالث)
يا إلهي النجدة لا أقوى على الصمود بقربه"
كانت تلك معاناتها.. صراع مع ذاتها بين حلم الاقتراب و خوفها من الواقع.. شيئ ما يحدث لها في حضوره.. شيئ لا يقاس بالمحسوسات.. أشبه بالوجدان.. احساس بعمق المحيطات يفتقد للأمان يريد أن يحتويه وان يحتوي كل من ما حوله.. صراع بين كبرياء امرأة و انوثة لا تجد سبيل للراحة تكره الرفض أو العبثيه تحاول مزج خليط سحري مكون من صفاء السريرة والصدق بالمشاعر يتغذى من ينابيع الحب السرمديه كأنها مخلوق ملائكي لا يمسه الا المطهرون لذى تنتابها نوبات الفزع خوفا من التعلق به لدرجة لن تستطيع العودة لذاتها القويه بعد ذلك "انستي.. ارجوكِ.. خذي يدي.. اقتربي أكثر.." ما زال يحاول الإمساك بيديها لعلها تهدأ لكن حدث ما لم يكن بالحسبان " ارجع للوراء.. انت.. الآن.. لا تقترب أكثر حذاري أن أمسكت بي.. سوف افصلك نهائيا من الشركة" بطريقة المرؤوسين رددت كلماتها بوجهه ويداها ترتعش غضبا وخوفا ليس له مصدر سوى خيالها القلق من الانهيار في لحظة ضعف لتعترف بحبها له لكنها لم تكن تتوقع حتى هي ردت فعلها نحوه بهذا الجنون.. ساد الصمت بعد ذلك كأنها دهر، كل ما كان يجول في خاطره من ردة فعلها ممكن عدا هذه الكلمات، نظرات الإعجاب التي كانت ترمقها به حينما كانت تترأس المؤتمرات والثقة المتبادلة بينهما في توقيع أكبر عقود للشركات العالميه بالرغم من قلة الحوارات بينهما وانشغالها الدائم بالعمل الدؤوب ليلا ونهارا للترقيات وحيازة مكانة كبيرة في الشركة مما أدى إلى بلوغها منصب لا يشغله الا ما ندر من النساء خاصة وهي في مقتبل العمر شابة جذابة ملفته راقية كلاسيكة لكن نرجسية الطباع.. وهذا ما جعلها بعيدة عن الجميع وقلة من هم في دائرة الثقة من من حولها على عكسه تماما حيث انه كان راقي الطباع جنتل مان زمانه تربى على يد امرأة علمته كيف يكون رفيق للأنثى قبل أن يكون حبيب لها.. ان يكسب ثقتها قبل قلبها.. ان يمد يده لحمل حقيبتها قبل أن يمسك يدها أن يفتح باب السيارة بكل رقي وتهذيب قبل أن يدعوها للعشاء.. كل شيء به مميز خاصة أنه محب للحياة متفائل.. عاشق غيور لكن لا يصرح بذلك.. عيناه دنيا أخرى عالم كبير من المواقف.. شاهد من الزمن من لم يشاهده بشر بقدره من غم وكدر لكن كان ينهض في كل مرة حتى توصل أن حقيقة ذات الإنسان تكمن في مقدار عمق جراحه و اي التئام ما كان سوى درس ثمين للتعلم أن حكى الجسد معاناته لهلكت الروح لكنه رغم كل شيئ صاحب ابتسامه ملفته.. تحمل طابع صامت.. ذو نظرات حادة.. تكاد تصرخ بناظرها... حتى اصطدم بواقع أن من أثارت أهتمامه وطرقت باب قلبه عاملته بتلك الخشونه والرد القاسي الذي لم يكن بحسبانه وما كان منه سوى أن...... يتبع
دعني أخبرك شيئا ...
نعم... هذا هو... عيناك تكفيني
ممنوع الاقتراب... القلب قابل للاشتعال
..
كانت هيَ
.
.
خيوط الفجر ترمي بضيائها المعهود ..
يراودُ احساسيَ نبضٌ مختلف ربما كانت هيَ ..
على هامش صوت مأذنة الجامع القريب من بيتنا
اتلذذ بصوت ذلك الدعاء الممتلىء بالخشوع و كأنني المقصود و بترنيمة مميزة خالجتني ربما
كانت هيَ ..
اقف أمام مرآتي اجدُ انعكاسها
على غير عادته ..
علمتُ بأنها هيَ ..
اسيرُ بخطواتٍ متثاقلة
نحو ما يمكن ان يسقيني الصحوَ من تلك اليقظة ..
لاجد قطيرات الماء تتناثر مرتعشة
أمامي
حينها علمتُ
بأن كل الاشياء في الوجود تُشيرُ اليها
لأنها ..
كانت هيَ
.
.
عذرا لهطول حروفي بين ثنيات مجالسكم
لكن ربما كانت هيَ من اتت بي ها هنا ..
..
هوى بحر
(الجزء الرابع)
ان نهض بهدوء.. مزموم الشفاه.. ومد يده نحوها بسرعه ممسك بذراعها ساحبا ايها نحوه.. اخذتها الدهشه بين صدمتها بردة فعلهاو صوته الصارخ بها مما جعلها لا تنبس ببنت شفه.. "اش... صمتا.. من تعتقدين نفسك! هل أصابك شيء ما في عقلك؟
اين تقودك أفكارك المجنونه عني؟ هل تدركين ما فعلتِ بي حقاً.. لماذا صمتي الان.. اجيبيني "كانت المسافة بينهما قليله كالهمزة والالف، اخذت افكارها تتبعثر لم تكن تدرك ما يفعله بها ولا هو مدرك لما يفعل ذلك .. كلاهما في موقف لا يحسدان عليه رغم تقارب أرواحهما الا ان هناك عامل الخوف من الخسارة او الفقد يرهبهما... بين غرورها المصطنع لكي تكون صعبة المنال و كبريائه كرجل للتنازل... وبين هي تتفحص عيناه الولهة و بين أنفاسه الملتهبة، يلهث بجنون مصارع تتلاطم أمواج اشتياقهما شواطئ الحنين للشعور بالاكتمال.. بالنصف الاخر.. بزفير محمل بعبق اللافندر... لاطلالة شفاه وردية تترنم بغزل المحبين.. تروم الأرواح للاغتسال كما تغتسل بتلات الجوري لتتلألئ بقبل ندى الصباح... هذا ما كان ينقصهم... فن المصارحة.. الانزواء بفكرة التمرد وخلق عالم خاص بهما.. خالي من الطبقية حيث يسوده الود والتفاهم.. حينما تكتفي بكسرة خبز من يده معجونة برفق... مخبوزة بحكمة الايام الصعاب... مدهونة بزبدة المحبة... وعليها مربى الفراولة اللذيذة من صنع اللحظات الحلوة.. هذا ما كان ينقصهم ان يغامروا... إن يضحي كلاهما بما وصل اليه ليقدمه هدية للآخر... دون انتظار المقابل يكفي انه تمكن من نفسه هذا الشعور بالأنفراد.. بالغرام.. بلمس السماء حقا.. بالشعور بالتحليق نحو الحلم.
" انت تدرك ما تفعله بي الان؟" اجابته وعيناها تعانق نظراته الحاذقة المتطايرة غضباً منها.."ماذا! أهذا حقا ما يجول في خاطرك... فقط هذا... اخبريني لمرة واحدة فقط.. ما فعلته بي أكان حقيقي ام دعابة؟ من اكون بنظرك؟ هل ناءت علاقتنا لمجرد موظف ومدير؟ ام صديق قديم ام ماذا! لم أعد أدرك ما تفعلينه بي.. انا لست العوبتك بعد اليوم... تبادليني النظرات الصامته.. تشاركيني أفكارك حول الحياة. وتكلميني عن الجميع عدا عني.. منذ كنا زملاء في القسم الهندسي قبل ترقيتك.. كنتِ تتجنبين اي نقاش يدور حول مشاعري نحوك.. قيد الانتظار.. هذا ما احاول فهمه.. اي اكذوبة ستخلقينها اليوم للهروب من الإجابة.. انطقي.. من اكون بالنسبة لكِ؟ اجيبيني بصراحة مطلقة دون تزويق"
لم يكن في حسبناها ان ساعة الحقيقة دقت.. أوتار قلبها تتراقص فرحا بما تملكه من شعور نحوه... احساسها يضاهي القمر بأطلالته الساحرة على سواحل الغرام.. اي إجابة ستنطق بها وقد سلب لب قلبها عاشقها المتيم وبينما تصارع شفتاها للبوح بمكنونات قلبها المفعم بالحياة وهي تتنفس زفيره العابث بالرئة.. تحاول كسر طوق الرزانة وفك قيود أفكارها العابثة بها حول الثقة والخسارة توهجت وجنتاها واصابتها حمى ارتعشت لها سائر اعضائها تحاول أن تنطق بعد صمت دام خمسة اعوام من العمل معه فكان خير صديق لها لكن خبرتها القليلة عن الرجال وانطباعها عنهم بأنهم مستعدين في اي لحظه لقلب الحقيقة لصالحهم وكسر القلوب فقط بأسم الحب جعلها تعتكف وتكتفي بنفسها لكن موقف اليوم اثبت لها العكس كأن صلاتها قد استجيبت بأن يغمر خافقها هذا الاعتراف الذي طالما تاقت روحها الشفافه اليه... وهاي هي تستجمع قواها بعد طول انتظار فقد فاجأها بهذا الهطول للشعور بالارتواء بعد كتمان دام سنوات لكن لسانها بم يقوى على النطق.. اخذت تتلعثم تلك الأنيقة.. تلك القوية الرقيقة .. متمتمة بكلمة لم يفهم منه سوى
"ا... ا.. ح....." وارتمت بجسدها خائرة القوى بين ذراعيه لتتوسد صدره غائبةً عن الوعي...
يتبع
لا أحد يشعر بك... كما افعل انا
..
لم يكن مجرد ميثاق أتخذه عليها
فقد شهدت جميع شعيرات رمشيها على ذلك العهد
:
و منذ ذلك الحين تسللت الى اوردته
لتعلن مسيرتها الهائمة نحو قلبه الذي ما لبث ان رآها
حتى يبدأ نبضه العزف مُعلناً
لتلك الفراشات بأن نسيماً قد امسى بالقرب منه
:
هو لم يكن يعلم بان تلك الفراشات كما جنيات سندرلا
و انها ستأتي بثوبٍ أرجواني لتلك الفاتنة التي
أخذ ضوء الشمس من نورها ضياءا يتقدُ بهِ
.
.
و على الرغم من أقتراب قرع النواقيس
لتعلن عن قرب تمام الثانية عشر عند منتصف الليل
و يجب على من اطالت عناق نظراتها الرحيل
الا انه بقى متمسكا بها
رغم ضجيج النواقيس .. و توهج الفراشات
.
.
لكنها لم تهتم لما شهد رمشيها على ذلك الوعد
و رحلت ..
..