كيف ظهرت حكايات الجن ؟
قد تستمتع كثيراً وأنت تصُغي إلى حكايات الجن المُشوقة , مع أنّك تعلم بكل تأكيد أنها من نسج خيال المؤلف . هذا مايُمكننا القول عنه اليوم . ولكن هل تبادر إليك أن الإنسان , ومنذ فترات طويلة , لم يقم بتأليف أي قصة جديدة عن الجنّ ؟ فكل الحكواتيين وكتّاب هذا النوع من الروايات , يقومون فقط بإيجاز ماسمعوة بالتواتر لأن هذه القصص كانت ولاتزال متداولة منذ آلاف السنين . والكثير من الناس يعتقدون أنها تستند إلى حوادث ومعلومات ووقائع حقيقة وقد انتقلت بكل ما فيها من تفاصيل وتشويق بواسطة الذاكرة . إلاّ أننا لاُبدّ من التعامل مع هذه القصص بطريقة علمية ومجردّة لمعرفة خلفياتها وحوافز ظهورها . فالبشر مولعون بكل غريب وغامض ويُعجبون دائماً بأي ظاهرة خارقة للطبيعة التي اعتادوها . وهكذا ، فإن إنتقال هذه القصص من الآباء الذين تداولوها في وقت ما في الماضي , إلى الأبناء الذين يتداولونها اليوم , تُصبح بهذه الطريقة الأحداث التي كانت فيما مضى عادية وشائعة شيء مُلفت وخارق في وقتنا أو في أوقات أخرى . وأيّما تكن البداية الفعلية لحكايات الجنّ ، فمما لاشك فيه أن الناس في الماضي قد اعتقدوا بوجود الجنّ وآمنو بهم , فقد كانوا يشبّهونهم بالبشر . إلا أنهم يختلفون عن البشر بخاصية واحدة وهي تمتّعهم بقوى سحرية وخارقة لأنهم كانوا يستطيعون الإختفاء بالإضافة إلى القدرة على تحويل أنفسهم إلى أشكال أخرى مختلفة , كالظهور بأشكال الحيوان أو الطيور . كما أنّ الناس في الماضي كانوا يؤمنون ببعض الجنّ ويعتبروهم عارفين بما سيحصل في المستقبل , وقادرين على إختراق الجدران والأجسام الصلبة والمرور من خلالها ،وإمكانية عيشهم لمئات السنين وحتى الخلود . وكنتيجة لهذه القصص والروايات المتراكمة عبر الزمن كذاكرة تاريخية , أصبح الكثيرون يؤمنون اليوم بهذه المخلوقات الإستثنائية فيتخيلّونها كائنات صغيرة جداً بأجنحة شفّافة ورقيقة وذلك يظهر واضحاً في كتابات الشعراء والقصص السينمائبة . ويعتقد البعض بإن هناك أنواع مختلفة من الجنّ . فمنهم من هو بحجم صغير يبلغ عدّة إنشات , إلى من هم بحجم عدة أقدام , وآخرون يبلغون حجم الإنسان .كما أن ليست كل الأنواع لها أجنحة لأن بعضها لايحتاجها . ومهما يكن , فإنّ هذه الروايات والقصص المتداولة تتشابه في كل المجتمعات ولو أختلفت في بعض تفصيلاتها . ولن رغم ذلك يبقى السؤال الأخير : هل تؤمن أنتَ بوجود الجنّ . وتصدّق كل مايقال حول هذة المخلوقات الغريبة