رضاع النبي صلى الله عليه وسلم في بني سعد


رضاع محمد في بني سعد في اليوم السابع الميلاد محمد عليه الصلاة والسلام، أمر جده عبد المطلب بجزور فنحرت وأقام حفلا دعا إليه رجالات قريش فطعموا وأسمروا بهذه المناسبة السعيدة
وكان عبد المطلب جد سعيد بهذه المناسبة؛ وقد انتظرت آمنة بنت وهب المراضع اللائي كن يأتين من البادية إلى مكة بحثا عن الأطفال الرضع الإرضاعهم وكانت هذه العادة ولا زالت منتشرة عند أشراف مكة
عادة قريش في الرضاعة
حيث لا ترضع الأم طفلها وإنما تلتمس له مرضعته من البادية، وكانت العادة أن المرضعات يعشن في الصحراء حيث يكون الجو ملائما لنمو الطفل ، فالسماء صافية، والشمس ساطعة ، والهواء طلق نقي.
وكانت هناك قبائل مشهورة بهذا العمل ومن هذه القبائل قبيلة بني سعد. انتظرت آمنة قدوم المرضعات من بني سعد لتعطى إحداهن وليدها لترضعه
وفي فترة الانتظار دفع الطفل إلى جارية لعمة أبي لهب تسمى ثويبة، فأرضعته فترة، كما أرضعت عمه حمزة، لذلك كان محمد و حمزة أخوين من الرضاعة

رضاعة محمد
المرضعات تنصرف عن محمد
وكان من الطبيعي أن تبحث المرضعات عن الأطفال ذوي اليسار طمع وأملا في المال ، و كان من الطبيعي أيضا أن تنصرف المرضعات عن الأطفال الفقراء الذين لا يأملن في الحصول من أهلهم على ما يرضيهن .
وفعلا عزفت المرضعات عن محمد الطفل اليتيم الفقير ولما كانت حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية لم تظفر بطفل في هذه المرة فقد كرهت أن تعود بغير طفل بينما عادت كل واحدة من صاحباتها بطفل أو أكثر.
فعرضت على زوجها أبي كبشة أن تأخذ هذا الطفل الهاشمي اليتيم لعل الله يجعل لهما على يديه خيرا وبركة، فوافق زوجها، وأخذت محمدا لترضعه
وقد حدث ما توقعت فكانت تحدث أنها منذ أن أخذت محمدأ منحها الله الخير والبركة، فسمنت أغنامها وزادت ألبانها وبارك الله لهما في كل ما عندهما .
وكيف لا يحدث ذلك وقد خصها الله تعالى بأن تكون مرضعة لأعظم طفل خلقه الله، وكيف لا يبارك الله لها في مالها وهي ترضع من أرسله ربه رحمة للعالمين ؟!
مکث محمد صل الله عليه وسلم عند حليمة في بني سعد عامين والمرأة كلها عطف وحدب عليه وعناية به لما أصابها من الخير والبركة على يديه ، وبعد أن مضي العامان عادت به إلى مكة لتعيده إلى أمه بعد رضاع محمد .
ولكنها عادت به إلى الصحراء مرة أخرى ويبدو أن هذا كان طبقا لرغبة أمه التي أرادت أن تبعده عن جو مكة المربوء إلى جو الصحراء الطليق ذو الهواء الطلق.