غزوة بدر الكبرى ( الجزء الاول )
قافلة قريش
غزوة بدر الكبری ، فلقد علم المسلمون بأن قافلة ضخمة لقريش قادمة من الشام في طريقها إلى مكة، قوامها الف بعير محملة بالثروة والأموال الهائلة، ويقودها أبو سفيان بن حرب، ومعه ثلاثون أو يزيدون قليلا من الرجال .
وقدر النبي أن إصابة قريش في هذه القافلة ستكون ضربة شديدة لها، كما أن غنم المسلمين فيه بعض – أو كل – العروض عما نهبته قریش واستولت عليه من أموال وممتلكات المهاجرين.
قول الرسول في غزوة بدر
لهذا قال الرسول : – عارضا الأمر على أصحابه – هذه عير لقريش، فيها أموالهم، فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها
فخرج معه جمع من المهاجرين والأنصار طواعية ودون أن يشير على أحدهم بالخروج، وكانوا يظنون أن خروجهم هذه المرة كالمرات السابقة لاعتراض قافلة قد لا يدركونها فيعودون دون قتال.
ولذلك فإنهم عندما وردت إليهم الأنباء بأن أبا سفيان غير طريقه واستطاع أن يفلت من خطر تعرض المسلمين له، فكروا في العودة لأن سبب خروجهم قد انتهى !
غير أن النبي القائد رأى غير ذلك ، فإن أبا سفيان حين استشعر الخطر أرسل إلى قريش يستنجد بهم کی يسرعوا لانقاذ أموالهم، فخرجت قريش أو من استطاع منهم الخروج عازمين على قتال المسلمين .
وقد اعدوا لذلك عدتهم وتعبأوا لحربهم أكبر تعبئة و كانوا بين الألف، والتسعمائة والخمسين رجلا فيهم مائتا فارس ومعهم القيان والنساء يضربون الدفوف ويشنون همم الرجالي !!
غزوة بدر
رأي النبي في غزوة بدر
كان رأى النبي أنه ينبغي ألا يعود المسلمون سريعا إلى المدينة، بل يجب أن يحاولون اللحاق بالمشركين، ويدركوهم ، فساروا في الطريق إلى بدر – على مسافة مائة وستين كيلو مترا من المدينة – ليس معهم غير سبعين بعيرة يتعاقبونها أى يركبونها بالتناوب !!
وتأكد لأبي سفيان أنه قد نجا من المسلمين، فبعث إلى قريش يطمئنهم على أموالهم، ويقول لهم : إنه لا داعى الآن لخروجكم فارجعوا
فنادى أبو جهل في القوم : والله لا نرجع حتى نرد بدرة، فنقيم فيه ثلاثا ننحر الجزور ونطعم الطعام ونسقي وتعزف علينا القيان ، وتسمع بنا العرب ومسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا !!
وأقل ما يوصف به نداء أبي جهل هذا : أنه تحد سافر للمسلمين بالدرجة الأولى، فهل س مع المسلمون ؟ نعم، لقد قدر الرسول وأحكم التقدير، فكان ما قدره، ولذلك فلا عودة إلا أن د و ويبطل الباطل، وتكون كلمة الله هي العليا.
واقترب الفريقان من بدر شمالا وجنوبا، وخرج على والزبير وسعد طلائع، فأسروا غلامين لقريش عرف النبي منهما أن قريشا قد خرجت بأفلاذ أكبادها لهذا اللقاء الفاصل تريد أن ينتهي به امر الاسلام وتعود كلمة أفراحها ، ويستأنف الشيطان أعراسة حول أصنامهم، ويرفرف الشرك بظلمائه على ربوع هذه الأرض جميعا ! فهل يسمح المسلمون لكل ذلك أن يكون ؟