اسباب مقاومة قريش للدعوة الاسلامية



اسباب مقاومة قريش للدعوة الاسلاميةهناك اسباب خاصة بـ مقاومة قريش للدعوة الاسلامية والتي هي كما سنذكرها في هذا المقال.
أولا : المنافسة بين القبائل على الزعامة
اول سبب من اسباب مقاومة قريش للدعوة الاسلامية كانت المنافسة على الزعامة كانت ولا تزال من خصائص المجتمع القبلي، وكانت هذه المنافسة في مكة أشد وأوضح منها في غيرها
ولقد تركزت المنافسة قبيل الدعوة الإسلامية في مكة بين فرعين من بنی عبد مناف ، هما : بنو هاشم، وبنو أمية.
فلك لأن عبد المطلب ابن هاشم كان زعيم مكة وسيدها ، وهو رأس بنی هاشم ، فلما توفي عبد المطلب تركت وفاته فراغا كبيرة في مكة
لأن أحدا من أولاده لم يكن يتمتع بما كان يتمتع به هو من خصائص وصفات الزعامة والسيادة ، هذا الوضع أطمع أبناء عمومتهم بني أمية وزعيمهم أبا سفيان بن حرب في زعامة مكة
وهذا يفسر عناد بني أمية وإصرارهم على مقاومة الدعوة الإسلامية وحملهم راية العصيان والتمرد عليها حتى آخر لحظة ولم يذعنوا للدين الجديد إلا في سنة 8 هجرية يوم فتح مكة
حقد قريش على بني هاشم:
بعد أن لم يكن أمامهم طريق ثالث فإما الإسلام وإما السيف ، لذلك نظرت القبائل العربية في مكة إلى نبوة محمد الهاشمي في ضوء المنافسة القبلية وحسدت بنی هاشم على النبوة وظنتها سيادة دنيوية، لأنهم لم يفرقوا في البداية بين النبوة وبين السيادة
واعتقدوا أن إيمانهم بنبوة محمد الهاشمي هو تسليم لبنی هاشم بالزعامة والسيادة بعد أنأوشكوا أن ينتزعوها منهم ، ولعل خير ما يفسر هذا موقف أبي سفيان عن ابن عبد المطلب ليأخذ له الأمان من النبي ، فلما رأى أبو سفيان جو خير
ما يفسر هذا ، موقف أبي سفيان عند فتح مكة وعندما أخذه العباس إلى العباس بن عبد المطلب وقال : لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيما ، ولكن العباس قال له: يا أبا سفيان إنها النبوة.
فلما رأى أبو سفيان جيش النبي القادم من المدينة وضخامته نظر على لسان زعيم من زعمائهم وهو أبو جهل عملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، نبی من السماء فمتی ندرك هذا؟
والله ان لم يكن بنو أمية وحدهم هم الذين حسدوا بنی هاشم على نبوة محمد بل كان هذا موقف من بطون قريش كبنی مخزوم مثلا الذين يصور موقفهم ما جاء على لسان زعیم من زعمائهم وهم الذي قال : «تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف: أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، واعطوا حتى إذا تحاذينا على الركب وكنا کفرسی رهان قالوا : منا نبی يأتيه الوحي من السماء فمتی ندرت لا نؤمن به ولا نصدقه»
هذا مثل على التنافس على الزعامة والحسد المتأصل في النفوس القبلية.
ثانيا – دعوة المساواة

من الأشياء التي أهاجت قريشا على مقاومة الإسلام دعوة المساواة المطلقة بين البشر والتي أعلنها الإسلام بكل وضوح وحسم منذ اللحظة الأولى
فالناس جميعا أمام الله سواسية كأسنان المشط، وهم مخلوقون من أب واحد وأم واحدة، وأكرمهم عند الله أتقاهم، ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى
فالمساواة أساس هام من الأسس الإسلامية، ولكن كيف ذلك ؟ و كيف تقبل قریش ذلك المبدأ ؟ كيف يمكن أن تقبل قريش أن يسوى محمد بين سادتها وعبيدهم؟
هذا أمر صعب على قریش قبوله، لأنها ألفت السيادة والاستعلاء لذلك كانت مقاومتها شرسة وضاربة، لأنها كانت ترى من وجهة نظرها أن الإسلام بدأ يهدد مبدأ سيادتها على عبيدها ، وبدأ يهدد مصالحها الاقتصادية التي كانت تقوم على استخدام هؤلاء العبيد والخدم المستضعفين وتسخيرهم.

مقاومة قريش للدعوة
ثالثا – الإيمان بالبعث
من الأساسيات التي قررها الإسلام وجعل الإيمان بها جزءا من الإيمان بالله ورسوله، الإيمان باليوم الآخر وما فيه من حساب وعقاب ، وثواب و عذاب وجنة ونار، ولكن العرب كانو ينفرون أشد النفور من البعث بعد الموت
وكانوا يعتقدون أن حياتهم تنتهي بالموت في الدنيا، ولا بعث بعد ذلك ، ولا نشور ولا حساب ولا عقاب ، وتردد على ألسنتهم – كما حدثنا القرآن الكريم – قولهم نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر
فإذا جاء القرآن الكريم وحدثهم عن هذه الفكرة المزعجة فلا بد أن يقاوموه، فالفزع من البعث هو طابع الكافرين في كل زمان ومكان.
رابعا – متابعة الآباء والأجداد
يضاف إلى ما سبق متابعة قريش لآبائها وأجدادها، متابعة عمياء، دون نظر أو تبصر ، فقد ألفوا تقليد الآباء والأجداد دون مناقشة، فإذا كان آباؤهم قد عبدوا الأصنام
الآباء والأجداد لا يعقلون شيئا ولا يهتدون، ولقد سخر القرآن الكريم من هذه المتابعة العمياء ونعي عليهم إصرارهم على الشرك لمجرد أن آباءهم كانوا مشركين
واعتبر ذلك دليلا على فساد تفكيرهم يقول الله تعالى :وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (170)«البقرة».