الاديان السماوية في شبه الجزيرة العربية ( الجزء الثاني )
أما بالنسبة للمسيحية :
الاديان السماوية ، فهي كذلك لم تنتشر على نطاق واسع في بلاد العرب ولأسباب تختلف عن أسباب عدم انتشار اليهودية.
فالمسيحية ديانة مفتوحة بلا شك للناس جميعا، ودعاتها من أنشط دعاة الأديان السماوية في جذب الناس إليها وترغيبهم فيها.
ولكنها عندما وصلت إلى بلاد العرب كانت قد وصلت الى درجة من الخلافات والتعقيدات اللاهوتية التي استعصت على الفهم فقد أغرقت المسيحية نفسها في خلافات كثيرة وجدل عقيم حول علاقة المسيح عليه السلام بالله سبحانه وتعالى .
وهل المسيح إله ؟ أو ابن إله ؟ وهل الله واحد في ثلاثة ؟ ام ان الله ثلاثة في واحد ؟ خلافات معقدة وصعبة ولا يسيغ فهمها الا
كبار المتخصصين في علم اللاهوت الذين وقفوا حياتهم لشرح وتفسير هذه المعميات والطلاسم .
لذلك لم يستسغ العرب فهم هذه العقيدة المركبة والشأن في العقائد الدينية و الاديان السماوية أن تقدم لعامة الناس بسيطة وسهلة حتى تفهمها عقولهم وتؤمن بها قلوبهم وهذا يفسر الفرق بين الاسلام والمسيحية من هذه الناحية.
الاديان السماوية
انتشار الاسلام
فالإسلام لبساطته وسهولة تصور مبادئه وفهمها انتشر بسرعه في الجزيرة العربية و رغم هذه المقاومة الأولية التي لقيها الإسلام من العرب المتعصبين لدياناتهم وديانة آبائه إلا أن الإسلام انتشر وعم وساد بسرعة قياسية.
فلم يكد النبي له يلحق بالرفيق الأعلى ؟ قد عم الجزيرة العربية كلها من أقصاها إلى أقصاها.
وهذا دليل البساطة واليسر والسهولة. السبب الأكبر في انتشار الإسلام.
هذا الانتشار الواسع على مدى قارات العالم القديم. ووصوله إلى مناطق لم يصل إليها أي جيش عربی قاع كما هو الحال في إندونيسيا وبلاد شرق آسيا.
فالإسلام انتشر في هذه البلاد انتشارا ذاتيا عن طريق التجار والرحالة الذين كانوا يحملون الإسلام ويعرضونه في بساطة ويسر فتقبل عليه الناس لأنه يوافق الفطرة البشرية .
فطرة الله التي فطر الناس عليها. وهذا يدحض دعوى المستشرقين المتعصبين الذين يزعمون أن الإسلام انتشر بحد السيف. فأي سيف ذلك الذي أوصل الإسلام إلى جنوب شرق آسيا وإلى أفريقيا .
فالإسلام بدون دعاة ومبشرين يتغلب على المسيحية في هذه المناطق باعتراف المبشرين المسيحيين أنفيهم وما ذلك إلا لأنه دين بسبط يخاطب العقول والقلوب مباشرة.
وفوق ذلك فهو دين المساواة المطلقة من الناس لا يفرق بين جنس وجنس ولا لغة ولغة فالناس جميعا لآدم وآدم من تراب وأكرمهم عند الله أتقاهم
وحتى نعرف الانقلاب الهائل الذي أحدثه الإسلام في هذه البلاد وفي تلك النواحي جميعا لا هذه البلاد فقط بل في العالم أجمع
فالإسلام غير نظام الدنيا القديم القائم على فساد العقائد وفساد النظم السياسية والاجتماعية والقائم على الظلم الاجتماعي وأقام بدلا من ذلك نظاما إنسانياً. عادلاً يقوم على شريعة الله. وشريعة العدل والحق والمساواة.