موقعة القادسية ونتائجها
موقعة القادسية 15 هـ / ۹۳۵م
موقعة القادسية ، لم تكن مواجهة الفرس عملية سهلة ، بل إن أجناد المسلمين وقد أحرزوا انتصارات على الجيوش الفارسية ، كانوا يدركون خطورة الموقف في العراق بالإضافة إلى قوة الجيوش الفارسية.
وكان المثنى قد أرسل للفاروق عمر يخبره بوضع العراق ، وأن استكمال عمليات الفتح تتطلب مددا ونجده ، حتى أن الفاروق رضی الله عنه رأى أن يخرج بنفسه على رأس جيش لمساندة المسلمين في العراق
هم من ايد الخروج ومنهم من أشار عليه بإرسال المدد إلى العراق ، وكان رأي عبد الرحمن ابن عوف: «أن أقم و ابعث جندا، فقد رأيت قضاء الله لك في جنودك قبل و بعد ، فإنه إن يهزم جيشك ليس کهزيمتك وإنك إن تقتل أو تهزم في آنف الأمر خشيت ألا يكبر المسلمون وألا يشهدوا ألا إله إلا الله أبدا
واستقر الرأي على أن يرسل الخليفة مددة للعراق على رأسه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، وأمره الخليفة على حرب العراق .
وخرج سعد بن أبي وقاص من المدينة في أربعة آلاف مقاتل، وشيع الفاروق رضي الله عنه الجيش، وأوصاهم كما أوصی سعدأ بهم وطلب إليهم أن يبلغوه شكاتهم
فإن لم يستطيعوا فليبلغوها إلى من يستطيع توصيلها إليه ليأخذ لهم بحقوقهم.
وخرجت جند الإسلام نحو فارس استعدادا للقاء الفرس وأعدت الامبراطورية الفارسية لهذه الحرب الفاصلة إعداد يفوق ما أعد المسلمون، فقد تقدمت جيوش الفرس وعلى رأسها الجمالنيوس قائد الفرس الشهير يسانده عدد من القادة من بينهم الهرمزان ورستم، وتقدر المصادر عدة أجنادهم بمائة وعشرين ألفا .
والتقى الجيشان في القادسية، واستمرت هذه المعركة الفاصلة ثلاثة أيام عصيبة واجه فيها جيش المسلمين وسائل وحيل جيوش الفرس
وساند مدد الشام المسلمين في هذه الموقعة ، وكان للقعقاع بن عمرو دور مشهود في هذه الحرب واختتموا هذه المعركة في بداية اليوم الرابع بمقتل رستم قائد الفرس
واستشهد من المسلمين خلق كثير، لكن الله نصر المسلمين في القادسية وأفاء عليهم من فضله.
موقعة القادسية
نتائج موقعة القادسية
نصر الله الإسلام، وفتح على المسلمين أرضا من بلاد الفرس، وقتل رستم قائدهم ورجاله
كما استشهد كثير من المسلمين، وارتدت الفرس إلى المدائن، ومن ثم أصبح الطريق مفتوحا إلى عاصمة فارس.
وأرسل أصحاب القادسية إلى الفاروق عمر بالبشرى، فقام في الناس فقرأ فيهم سورة الفتح، حمداً لله وشكرا على ما أفاء على المسلمين.
وكان فتح المدائن من أهم نتائج القادسية التي مهدت للإسلام طريقه نحو عاصمة الدولة الفارسية و کرسی ملكهم، فقد عبر سعد بن أبي وقاص وجنوده نحو المدائن فدخلها
ودخل القصر الأبيض قصر الأكاسرة، وأعلى كلمة الإسلام، وأقام المسلمون بها فقسموا غنائمها، وأرسلوا بالأخماس إلى المدينة.