فتح مصر و حصن بابليون
فتح مصر ۲۰هـ 640 م :
فتح مصر ، تعددت روايات المؤرخين حول فتح مصر فمنهم من يضعها عام ۱۸ ه / ۱۹۳۸م، ومنهم من يضعها في ۲۰هـ / 540م وهو الأرجح.
يقول ابن عبد الحكم صاحب کتاب فتوح مصر وأخبارها : «فلما كانت سنة ثماني عشرة وقدم عمر الجابية خلابه عمرو بن العاص فاستأذنه في المسير إلى مصر، وكان عمرو قد وصل مصر في الجاهلية ، وعرف طرقها، ورأى كثرة ما فيها.
وقد حسن عمرو بن العاص للفاروق عمر رضی الله عنهما أهمية مصر وأهمية فتحها إذ قال له : إنك إن فتحتها كانت قوة للمسلمين وعونا لهم، وهي أكثر الأرض أموالا
ومازال به يقنعه بأهميتها لتأمين فتوح الشام حتى ركن له عمر وعقد له على أربعة آلاف رجل كلهم من عكا ، وقيل في ثلاثة آلاف وخمسمائة.
مراحل الفتح
وتوجه عمرو بن العاص في رجاله إلى مصر مخترقا الشريط الساحلي إلى العريش، وكانت الفرما أولى معاركهم مع الروم، حيث واجهتهم أجناد الروم وقاتلوهم قتالا شديدا استمر ما يقرب من الشهر
حتى فتح الله عليهم ذلك الموضع، ويروى ابن عبد الحكم: أن القبط كانوا بالفرما يومئذ لعمرو أعوانا
فتح مصر
القواصر وبلبيس وأم ديتين :
دخل العاص الفرما وقد نصره الله متقدما نحو القواصر ومنها إلى بلبيس بأرض الشرقية حتى فتح الله عليه ، ثم مضى بعدها إلى أم دينين فقاتلته الروم قتالا عظيما حتی أبطأ عليه الفتح
فكتب إلى عمر بن الخطاب يطلب المدد فأمده الفاروق با الاف أخرى وعلى رأسهم الزبير بن العوام.
حصن بابليون :
كانت أخبار تقدم الجيوش الإسلامية في أرض مصر قد بلغت المقوقس حاكمها البيزنطي، فخرج متحصنا في منطقة بابليون وخندق حول الحصن لمنع تقدم المسلمين.
وحاصر عمرو ورجاله وفيهم عمرو بن العاص وعبادة بن الصامت ومسلمة بن مخلد والمقداد بن عمرو الحصن، وألح المسلمون في الحصار والقتال الذي امتد إلى سبعة شهور
وأمام هذا الموقف الحرج، رأي المقوقس أن يفتدي جنده ببذل بعض المال لكن المسلمين كانوا قد وهبوا أنفسهم للجهاد، وكان للزبير بن العوام دوره المشهود في اقتحام الحصن
وفتح بابه للمسلمين ليدخلوا، فلما دخلوا خاف المقوقس على نفسه ومن معه، وطلب الأمان ودعا إلى الصلح، وقبل عمرو بن العاص ذلك.
وأرسل عمرو بن العاص عبادة بن الصامت أحد قواد الفتح وبعضا من رجال المسلمين إلى رءوس القبط وفيهم المقوقس غخيروهم بين ثلاث : الأولى : الإسلام، والثانية : الجزية ، فإن أبوا الأولى والثانية
ورأى المقوقس ورجاله قبول الصلح، فصالح عمرو بن العاص على أن يفرض على جميع من بمصر أعلاها وأسفلها من القبط دينارين عن كل نفس
شريفهم ووضيعهم من بلغ الحلم منهم ليس على الشيخ الفاني ولا على الصغير الذي لم يبلغ الحلم ولا النساء شيئا.
وعلى أن للمسلمين عليهم النزل لجماعتهم حيث نزلوا ، وأن لهم أرضهم وأموالهم لا يعرض لهم في شئ منها.
وأحصوا القبط يومئذ من بلغ منهم الجزية وفرض عليهم الدينارات رفع ذلك عرفاؤهم بالأيمان المؤكدة ، فكان جميع من أحصي يومئذ بمصر أعلاها وأسفلها من جميع القبط فيما أحصوا ورفعوا ستة آلاف نفس
فكانت فريضتهم يومئذ اثنی عشر ألف دينار في كل سنة .