بسم الله الرحمن الرحيم :
﴿قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ﴾ .
[سُّورَةُ ص : 75.]

*
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) قَالَ :
كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ، إِذْ أَقْبَلَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِإِبْلِيسَ‏ : ﴿أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ﴾ .‏ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ الَّذِينَ هُمْ أَعْلَى مِنَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : أَنَا وَعَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) ، كُنَّا فِي سُرَادِقِ الْعَرْشِ نُسَبِّحُ اللَّهَ ، فَسَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ بِتَسْبِيحِنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ ، فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يَسْجُدُوا لَهُ وَلَمْ يُؤْمَرُوا بِالسُّجُودِ إِلَّا لِأَجْلِنَا ، فَسَجَدَتِ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَسْجُدَ ، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ‏ : ﴿يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ‏﴾ . أَيْ مِنْ هَؤُلَاءِ الْخَمْسَةِ الْمَكْتُوبَةِ أَسْمَاؤُهُمْ فِي سُرَادِقِ الْعَرْشِ ، فَنَحْنُ بَابُ اللَّهِ الَّذِي يُؤْتَى مِنْهُ وَبِنَا يَهْتَدِي الْمُهْتَدُونَ ، فَمَنْ أَحَبَّنَا أَحَبَّهُ اللَّهُ‏ وَأَسْكَنَهُ جَنَّتَهُ ، وَمَنْ أَبْغَضَنَا أَبْغَضَهُ اللَّهُ وَأَسْكَنَهُ نَارَهُ ، وَلَا يُحِبُّنَا إِلَّا مَنْ طَابَ مَوْلِدُهُ‏ .
المصدر : (بحار الأنوار : ج26، ص346.)

*
وأما الرد على من قال أن العالين كانوا ملائكة مقربين ، فنجيبه :
قال تعالى في كتابه الكريم في سورة ص آية 73 وفي سورة الحجر آية 30 : ﴿فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ﴾ . أي أن جميييع الملائكة سجدوا .