قطار المشاعر يغرق في الفساد
29 أكتوبر 2012
قطار المشاعر المقدسة هو مشروع خط سكة حديدية يربط مكة المكرمة بالمشاعر المقدسة منى، عرفة ومزدلفة
(تحذير: ننصحك بعدم قراءة هذا المقال اذا كنت مصابا بأمراض القلب أو السكر أو ارتفاع الضغط)
كلنا سمعنا أو قرأنا عن قطار المشاعر وخيبة الأمل التي أصابت الناس بعد مشاهدة صور القطار الذي كان أشبه بباصات خط البلدة، خاصة أن تكلفة المشروع تجاوزت 6 مليار ريال!
أعتقد أن المشكلة الحقيقية ليست في (شكل) القطار، فالمهم أن القطار يشتغل بشكل صحيح وفيه تكييف وسرعته جيدة. لذلك راح نفترض ان كل هالامور موجودة في القطار. المشكلة برأيي هي التكلفة الفلكية للقطار! القطار كلف بالضبط 6.65 مليار ريال رغم أن المسافة 18 كيلو فقط. يعني تكلفة الكيلو متر تساوي 6.65 مليار تقسيم 18 كيلو = 369 مليون ريال لكل كيلو متر ،، 370 الف ريال مقابل كل متر ،، 3700 ريال مقابل كل سم ،، 370 ريال مقابل كل ملم واحد ( والله لو كان من الالماس كمان ما يصل لهذا السعر)
بعد الانتهاء من المشروع نسي الناس تكاليفه واهتموا بالانجاز الحقيقي الذي سيقوم به وكيف سينقل عشرات الالاف من المسافرين خلال فترة عمله !!! لكن في هذا العام حصلت واحدة من اكبر الخيبات واكثرها احباطاً وفساداً
عندما تدفع اكثر من 6 مليار ريال من اجل يومين عمل فهذا يجعل من هذا المشروع اغلى مشاريع العالم بناءً على عدد ساعات عمله لذلك يجب ان يكون بنفس المستوى ,, يعني باختصار هذا القطار يجب ان يتحرك ويتوقف بتوقيت دقيق جدا ليس كثير ان نقول بالجزء من الثانية لكن للاسف حدث مالم يكن بالحسبان ويثبت للعالم بانه مهما طبلنا للمشاريع فان الحقيقه ستظهر والصورة بالاسفل واحدة من الماسي التي حصلت وكيف انه تاخر بالساعات وربما كان سبب في افساد حجة الالاف وتعكيرها تماماً
وبعد ان اعترف المسؤولين بالاخفاق والفشل ووعدوا بمحاربة المتسببين في ذلك ( على فكرة هذا التهديد يذكرني بسيول جده ) المهم طالعتنا احدى الصحف ( المحلبية ) قصدي المحلية ،، بهذا الخبر بالاسفل لتعرفون بان مشكلتنا ليست في المسوولين فقط بل حتى في الاعلاميين
حشود غير نظامية تربك قطار المشاعر !!!! مبرر جميل يعني قطار المشاعر وهو قادم بسرعة فجأة نظر الى هذه الحشود الغير نظامية وارتبك وتوقف من الخوف لعدة ساعات ……. صحافة باليه فعلاً
في الحقيقة الحديث سيطول ويطول عن المشاريع الحكومية الاخيرة وكيف ان تكلفتها الهائلة لا تتوافق ابداً مع مستواها وجودتها ،، لكن إلى متى سيستمر هذا الامر يا ترى ؟ هل يملك احدكم جواب ؟