المجله / الشرارة / السنة الثالثة عشرة العدد 120
تشرين ثاني 2018 .
الموت علی الطريقة العراقية
(1)
كيف حالك ياابن عبد العزيز ؟؟ *
ياصديقي وأخي ،
أيها الخصيبي الطيب .
كيف حالك ؟؟
كيف حال عماتنا ؟؟
هل إلتهمها الملح ،
كما أكل الفقراء ؟؟
(2)
أنا أعرف أن :
الريح النذلة
بجيوشها الجرارة ،
بنيرانها الشرسة ،
أحرقت الماء ،
والحياة تمشي بلا بوصلة .
وأعرف أن :
الحياة في الثغر
كأس من الملح
كأس من السم . . .
وأعرف أن :
السبايروجيرا ،
أقامت مستوطناتها ،
في دماء أطفال البصرة .
(3)
و . . . . . .
. . . . . .
. . . . . .
( لا ضوء في ضمائر الانكشاريين . . . . )
(4)
أنا مثلك ياابن عبد العزيز
حفظت نشيد البلاد
وأغلقت عليه القلب ،
وسرت حاملا ليلا مرا
وأغاني مطفئة
أحلم . . . ويحلم أطفالي بالعيد
سرت في شارع ( الكورنيش) لاستقباله
بحثت عنه في الطرقات ،
في الشوارع العامة
في الاسواق
بين عيون الاصدقاء
بين سعفات البرحي
في الغوارق الجاثمة كالتوابيت
فوق قلب ( شط العرب ) . . .
بحثت في كل مكان . . .
لكنني . . لم أجد العيد !!!
بل وجدت الهلال يبكي
والسماوات تنز حزنا يساقط فوق الارصفة
لم أجد العيد !!!
العيد ياصاحبي وصديقي
سرقه الانكشاريون . . .
سرق الانكشاريون كل شيء . . .
كل شيء . حتی قلب امي
ولم يبق من فرحة الهلال إلا لافتة سوداء
معلقة علی جدار الحياة .
( ايها الرب ، هل هذا ما وعدتنا به ؟؟ ايها الرب . . . ) .
( 5 )
عدت من رحلتي بين ثنايا السواد
أبحث عن ابن عبد العزيز ،
في مقهی الادباء
في الاتحاد
في مقاهي ( الكورنيش ) .
قالت لي وحشة الليل :
( هو في دومة عبد العزيز )
( 6 )
. . . وكان السواد يلف المدينة ،
وعذوق النخل مصبوغة بالدم ،
والنخيل محني الظهر . . .
أين أنت ياابن عبد العزيز ؟؟
اين انت ياابن عبد العزيز ؟؟
( 7 )
قبلت الارض ثلاثا
توسلت بها
وهاهم الاطفال . .
مضطجعون علی أرصفة الموت
قلوبهم ذابلة ،
واياديهم تلوح لابن عبد العزيز
هاهو الآن ، يتقاسم الماء مع العصافير ،
ليبعد الملح من ان يبني عشه
فوق حناجرها . . .
إنها العصافير ياسيدي . . .
هل رأيت العصافير ؟؟
إنهم يرقدون في ممرات المشفی
أنا أعرفهم جميعا
فهذا ( بركات ) * *وهذا ( ابن ثامر ) *** .
إنها العصافير ياسيدي ،
لم ينبت الزغب بعد ، فوق اجنحة حياتهم .
وهم يرفعون ، علم البلاد فوق قلوبهم . . .
صحت :
أما يكفيك ايها الرب !!!
الانكشاريون يحيطون بنا
من كل حدب وصوب
وهم يغرسون الدبابيس في قلوبنا
من اجل ارضاء ثعلب او غراب !!!
فهل هذا ما وعدتنا به ايها الرب ؟؟
نحن الفقراء . . .
وأيامنا مسننة . . .
بالطاعون والسرطانات .
----------------------
(*) اشارة للشاعر الصديق طالب عبد العزيز
(**) اشارة لابن الشاعر الصديق كريم جخيور
(***) اشارة لابن الشاعر الصديق ثامر سعيد آل غريب .
النجف 26/9/2018