أنبوبة تقتل 10 مواطنين في 45 دقيقة.. قصة «الانفجار القاتل» بالحوامدية
صوة أثناء إخماد الحريق
داخل منزل مكون من 3 طوابق.. وقع حادث انفجار أسطوانة غاز، أسفر عن وفاة 10 من أسرة واحدة، بينهم 3 أطفال أشقاء ونجل عمهم، و3 نساء، وشقيقين وعمهم حرقا عقب نقلهم إلى المستشفيات.
الواقعة التي بدأت ببلاغ حريق يوم 21 أكتوبر الماضي، إثر انفجار أسطوانة غاز في منزل بقرية عرب الساحة، التابعة لمدينة الحوامدية جنوب محافظة الجيزة، انتهى بوفاة 10 من أسرة واحدة حرقا، على مدار الأيام الماضية، لفظ المتوفيين أنفاسهم الأخيرة واحدا تلو الآخر، حتى ارتفع عدد المتوفيين إلى 10، بالإضافة إلى 4 مصابين داخل المستشفيات.
"الوطن".. ترصد تفاصيل الـ45 دقيقة من الرعب والفزع بين سكان العقار وأهالي قرية عرب الساحة، التي انتهت بتلك الفاجعة، جاء التفاصيل طبقا لما جاء على لسان عدد من شهود العيان والجيران، وتحريات وتحقيقات نيابة البدرشين، وجاءت كالتالي:
- انفجار أسطوانة غاز:
جاء في تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية، وأقوال عدد من شهود العيان، إن في تمام الثامنة مساء يوم الأحد الموافق 21 من أكتوبر الماضي، تلقت أجهزة الأمن بالجيزة، إخطارا من شرطة النجدة، بورود بلاغ من أهالي قرية عرب الساحة بمدينة الحوامدية، بوقوع انفجار داخل عقار مكون من 3 طوابق، وعلى الفور انتقلت قوة من مباحث الجيزة، تحت إشراف اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، واللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، إلى مكان الواقعة، بالإضافة إلى 5 سيارات إطفاء، وبدأت القوات في فرض كردون أمني، وتمكنت قوات الحماية المدنية من إخماد ألسنة اللهب، بعد مرور 45 دقيقة من الحريق، وتم نقل المصابين 14 مصابا إلى مستشفى الحوامدية، وتبين من خلال المناظرة أن إصابتهم بالغة، وتم نقلهم إلى مستشفي أم المصريين وإمبابة العام والمنيرة.
وبدأ فريق البحث، تحت إشراف العميد عبد الرحمن أبو ضيف رئيس المباحث الجنائية لقطاع جنوب الجيزة، والعقيد أحمد نجم مفتش مباحث جنوب الجيزة، والمقدم محمد أبو القاسم رئيس مباحث الحوامدية، فى فحص بلاغ الحريق، وتبين أن سبب الحريق هو انفجار أسطوانة غاز أدت إلى نشوب الحريق في المنزل المكون من 3 طوابق ويضم 6 شقق، وهو منزل عائلة "خليل"، وجميع أفراد الأسرة أصيبوا بسبب الحريق ما عدا ربة منزل وطفليه صعدوا فوق سطح العقار ولم يصيبوا بأي أذى.
- حداد في القرية:
عقب الانتهاء من إجراء معاينة من فريق البحث، أخطر اللواء إيهاب مختار، حكمدار الجيزة، المستشار شريف توفيق المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، بتفاصيل الواقعة، وانتقلت فريق من نيابة البدرشين، وأجرت النيابة معاينة، وانتقلت إلى مكان الحريق، وقررت انتداب المعمل الجنائي للوقوف على أسبابه، وانتقل فريق من النيابة للمستشفيات لسماع أقوال المصابين.
وبعد مرور يومين على الحريق لفظ الطفل محمد عصام أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى أم المصريين، هكذا قال: "محمد إبراهيم" جار الضحايا وشاهد عيان على الواقعة.
وأضاف لـ"الوطن": "اللي حصل إن موت الطفل ده كان بداية مش النهاية، كان كل يوم أو يومين يوم واحد أو اثنين من الأسرة، لحد ما وصل العدد إلى 10 أشخاص بينهم أطفال ونساء وشباب ومسن كلهم ماتوا بسبب الأنبوبة".
يتابع الشاهد:"اللى حصل يوم الواقعة.. كنا بعد صلاة العشاء، وسمعنا صوت انفجار ضخم حصل في البيت بتاع عائلة الحاج خليل، حاولنا نساعد الناس اللي موجودة في البيت علشان ننقذهم معرفناش الحريق كان شديد والنار كانت ماسكة في الدور الأول، وبعدين اتصلنا بالشرطة والإسعاف ونقل المصابين فى ميكروباص، كانوا حوالي 14 مصابا، ورحنا على مستشفى الحوامدية، بس الحروق كانت كبيرة، روحنا بيهم على مستشفى إمبابة وأم المصريين والمنيرة، ومن يوم الواقعة دي والقرية كلها في حداد.. كل يوم ندفن واحد من العائلة.. بيت الحاج خليل بقى فاضي".
مناظرة الجثث .. والأمن يتحرى:
عقب ورود إخطارات بوقوع ضحايا انتقل فريق من نيابة البدرشين مرة أخرى، وناظرت النيابة جثثهم وصرحت بدفنهم، وتم تشييع جثمان المتوفين إلى مثواهم الأخير في مقابر العائلة بمنطقة البساتين، وتجرى قوات الأمن تحريات حول الواقعة للوقوف على أسباب الحادث بالكامل.