الأعمال الفنية لديها الكثير من الألوان والعديد من التصنيفات التي تنتدرج أسفلها. كل لون وتصنيف فني يجعلك مغموسًا في حالة شعورية ونفسية مُعينة، حيث تلك الحالة تخدم الرسالة التي يُريد إيصالها لك كمُشاهد. سواء كانت رسالة إنسانية، واقعية، أو روحية. لكن التصنيف الفني الذي يعتبره النقاد اللون الفني الأقوى والأصعب في الصنع على المؤلف والأصعب في الفهم على المُشاهد هو تصنيف الدستوبيا. لذلك اليوم سوف نتحدث قليلًا عن أعمال أنمي دستوبيا عظيمة.
Psycho-Pass
الإنسان هو أصل الشرور. هو الذي يقتل، يضرب، يبطش، ويدمر كل برّاق ولامع في هذه الحياة الصغيرة. ولذلك وُجِدَ نظام الشرطة الذي يطبق العدالة ويحافظ على سلام هذا العالم. من المعروف أن المُجرم يُقبض عليه إذا اقترف جريمة ما، لكن ماذا إذا قُبِضَ عليه بسبب شيء آخر؟ هنا نتحدث.
تدور أحداث الأنمي في المستقبل الديستوبي حيث لا يتم تقييم المجرمين حسب السجل الإجرامي أو التحليل النفسي، فنظام سيبيل الأمني التكنولوجي يخوّل الضباط من عمل مسح لحظي على شخص مُعيّن ليتم تحديد نسبة النزعة الإجرامية لديه. وذلك النظام مبني على قاعدة بيانات وتحليلات سابقة بداخله يستطيع من خلالها تقييم المجرمين.
لكن تدخل في وسط كل ذلك ضابطة شابة وترى إجحاف هذا النظام للعامة والضباط على حدٍ سواء، لتقع بين براثن الهيستيريا وتدخل في دوامة من الشك حول ماهية العدل والأمن وأهمية ما تفعله هي ورفاقها.
Patema Inverted
أحد أفلام الأنمي التي تتناول الاختلاف الطبقي والتفرقة العنصرية بطريقة مباشرة وقوية وصادمة إلى أقصى حد. فعالم هذا الفيلم هو عالم مُكوّن من جزيئين. عالم مقلوب، وعالم معتدل. وأهل الأول مقلوبون في الثاني، وأهل الثاني مقلوبون في الأول. تبدأ الأحداث عندما تشرع الفتاة “باتيما” من العالم المقلوب لتذهب في تجربة جريئة إلى العالم الآخر، وهناك تلتقي بفتى لديه ماضٍ صعب.
لكن تكتشف السُلطات ذلك بسرعة وتحاول البحث عن تلك الفتاة الآثمة، لأن هذا المجتمع يُعامل المقلوبين على إنهم خطّاؤون وعُوقبوا من قبل الإله بتلك النقمة، نقمة الانقلاب. تدور الأحداث في فلك من السرعة والدراما القوية حيث بالتدريج ندخل بين طيّات هذا العالم المتصدع داخليًّا حتى نصل إلى نهاية حابسة للأنفاس!
No. 6
الكثير من الروايات والأعمال الفنية سواء كانت مكتوبة أو مرئية ناقشت فكرة التمييز الطبقي بين الأثرياء والفقراء. لكن هذا الأنمي طريقة تناوله لتلك الفكرة أخذت أبعادًا درامية رائعة أكثر بكثير من المتوقع.
فكرة الأنمي تتمحور حول أن العالم انقسم لقسمين، القسم الأول وهو اليوتوبيا السعيدة، أو المجتمع المتحضر والباهر الذي يعيش في هناء وراحة، حيث الأطفال يولدون ليجدوا تعليمًا وتعتني بهم أمهاتهم وأعضاء المجتمع بأكمله. والقسم الثاني هم المنبوذون خارج تلك اليوتوبيا، وهم القابعون خلف الجدار الفاصل ليقاسوا آلام العيش ويتجرعوا قصص الألم والحسرة كل يوم.
في يوم يهرب أحد الأطفال من الخارج إلى الداخل وتلاحقه الشرطة، لكن يختبأ بمنزل أحد الأطفال حيث أحسن إليه وصار صديقه. وبعد مرور سنين يلتقيا مُجددًا لكن في ظل أحداث غريبة وجديدة لا يعلمان أنها مجرد توطئة لكارثة تُهدد مصير الجنس البشري بأكمله!
Attack on titan
الهجوم على العمالقة من أعمال الأنمي الأشهر على الساحة بكل تأكيد، لكن عندما تنظر إليه بعين فاحصة ستجد أنه ينتمي إلى فئة أنمي ديستوبيا الخيالية. أي الكاتب ينسج عالمًا بمعايير وقوانين خيالية وجديدة، لكن مع المحافظة على الطابع الدستوبي المميز لهذا التصنيف الفريد.
تتمحور القصة حول (إيرين)، ذلك الفتى الذي تؤكل أمه من قبل عملاق أثناء غارة من العمالقة على قريتهم الصغيرة. حيث فجأة ظهر العمالقة من العدم ليأكلوا البشر، لكن البشر تحصنوا في ثلاثة أسوار بداخل بعضها البعض، لكن يُخترق الجدار الأول لتحدث تلك الفاجعة.
بعدها يقرر إيرين الانضمام إلى فرقة الاستطلاع التي تختص بالخروج خارج الجدران وقتل العمالقة، وهذا تحقيقًا لرغبته الانتقامية لأمه الراحلة. لكن لم يعلم إيرين أن مصيره ليه فقط الانتقام، بل كوابيس مُتجسدة لا تنتهي.
Berserk
يسير مُتشحًا بالسواد بين الأروقة والحارات، مُتخفيًا عن الأعين ومتجنبًا النظرات قدر المُستطاع، وحاملًا لسيف عريض وضخم على ظهره أينما ذهب وتجوّل، يخافه الجميع ويهابه الكل، إنه السيّاف الأسود المُرعب، إنه السيّاف “جاتس”!
جاتس هو طفل وُلِدَ من جثة والدته الميتة، ليُقاسي بعدها الأمرّين في الحياة. يصير مُحاربًا قويًّا في النهاية، وعلى إثر ذلك ينضم إلى مجموعة من المحاربين الأقوياء تحت قيادة زعيمهم ذو الكاريزما “جريفيث”. ومع الوقت يصير جاتس بمثابة اليد اليُمنى لجريفيث ويساعده على السعي نحو القوّة.
لكن فجأة تحدث خيانة من جريفيث لجاتس والمحاربين وذلك في ليلة من الجحيم ومذبحة شيطانية لا مثيل لها في القسوة والعنف. ينجو جاتس بشق الأنفس ويُكرّس حياته بعد ذلك للانتقام منه. فهل سينجح أم أن مجهوداته ستذهب أدراج الرياح؟ هذا ما ستعلموه عند مشاهدة الأنمي.
Shinsekai yori
العالم تغيّر ولم يعد كسابق عهده على الإطلاق، فلم تتغير الجغرافيا والبيئة والموجودات، لكن تغيّر البشر وساعدتهم الطبيعة على التطور. فظهرت نسبة فجائية من البشر لا تتعدى ال 0.1% منهم تمتلك قوى ذهنية خارقة تخوّلهم من التلاعب بالمادة وتحريك الأشياء دون لمسها. وبالرغم من صغر تلك النسبة إلا إن تأثيرها التدميري بالغٌ إذا فقد صاحبها السيطرة على نفسه.
مرت سنين وعقود حتى زادوا في العدد واستطاعوا بعد جهد جهيد أن يكوِّنوا اليوتوبيا الموعودة الخاصة بهم وحدهم. تأخذنا الأحداث مع الفتاة (ساكي) التي تحاول بقدر استطاعتها التأقلم مع دورها باليوتوبيا بجانب أصدقائها. لكن تتصاعد الأحداث لتشمل رحلتهم المحفوفة بالمخاطر لمعرفة الظلام الذي ينبت بين أطراف تلك اليوتوبيا الموعودة.
Ergo Proxy
وكطابع كل الأعمال الدستوبية، غالبًا ما تحل كارثة أو تحدث نكبة كي تعصف بالجنس البشري كما هو عليه وتجبره على اتخاذ إجراءات عنيفة أخرى. ففي هذا الأنمي تبدأ الأحداث مع كارثة بيئية عنيفة تجعل الحياة على سطح كوكب الأرض مستحيلة تمامًا.
لذلك بنى البشر مجموعة من القباب واحتموا بداخلها وعاشوا حياتهم. ثم اخترعوا روبوتات آلية تساعدهم على القيام بمهامهم اليومية بسهولة. لكن فجأة يتفشى فيروس خطير بين الروبوتات حيث يُعطيهم وعيًا خاصًا بهم. وإثر ذلك تُرسَل بنت حاكم المدينة بصحبة روبوتها الآلي للتحقيق بشأن الذي يحدث. لكن لم تعلم أن ذلك التحقيق سوف يضعها أمام أسوأ وأحقر خطايا البشر!
Toward the Terra
كوكب الأرض تلوّث بالكامل وأفناه البشر كمدًا حتى لم يصبح صالحًا لعيش الطفيليات حتى، فتركه البشر وذهبوا إلى الفضاء. وبالتدريج استعمر البشر الكواكب والمجرات البعيدة وأصبحوا من سكان الفضاء. وذلك التغيير الجذري في الموطن أدى إلى ظهور جيل جديد قوي على الصعيد الجيني ولديه قدرات خارقة وخارجة عن المُعتاد، وأُطلِقَ على ذلك الجنس، جنس “مو”.
هذا الجيل مكروه ومنبوذ من قبل سائر البشر، لذلك يحلم بأن يعود في يوم ما إلى ذلك الموطن البعيد والذي يُعتبر مهد الجنس البشري منذ عشرات السنين: الأرض. وهنا تبدأ القصة مع الفتى الصغير (جومي)، ذلك الفتى الذي ينتظر على أحر من الجمر دخول عالم البالغين، لكنه لا يعلم بالقوى الخفية المكبوتة بداخله، والحلم المُشترك الأعظم بالعودة إلى مهد الجنسي البشري مرة أخرى.
Claymore
لم يعد العالم كما كان، فظهرت مخلوقات شيطانية خبيثة تتخذ صور البشر لتعيش بينهم وتنقض عليهم لتفتك بهم في لحظة، وتلك هي مخلوقات (اليوما). ولا أحد يستطيع التصدي لتلك المخلوقات وهزمها سوى جنس (الكلايمور) القوى والباطش. ذلك الجنس الذي يُعتبر نصف بشري ونصف يوما.
والكلايمور هنّ فتيات ذوات عيون فضية ويحملن معهن سيوفًا على الدوام للتصدي لليوما أينما وجدوا. تبدأ الأحداث مع الكلايمور (كلار) التي تُنقذ شخصًا يُدعى (راكي)، ذلك الشخص الذي قُتلت عائلته على يد يوما وطُرِدَ من القرية بعد ذلك. يجوب راكي معها الأرض بعد ذلك للتخلص من اليوما المتواجدون بالبُلدان، وذلك من أجل الوصول إلى اليوما الأكبر الذي جعل كلار كلايمورًا في المقام الأول!
Wolf’s Rain
في عالم هذا الأنمي الحضارات تصدعت والبُلدان تهاوت والأرض دخلت في دوامة من العشوائية والضياع. لكن وسط كل ذلك توجد أسطورة تقول أنه عندما ينتهي العالم سوف تُفتح الأبواب ليوتوبيا وجنة مثالية وخالية من العيوب لتكون الملاذ الأخير للباقين من الجنس البشري. لكن من يستطيع استشعار تلك اليوتوبيا والولوج إليها هم الذئاب.
الذئاب أُعتقِدَ أنهم انقرضوا، لكنهم يعيشون بين البشر ويتنكرون عبر بعض الطرق. وفي يوم ما تجذب الذئب (كيبا) رائحة مميزة في بلاد مُعينة، فيذهب ليجد أن ذئابًا آخرين اشتموا الرائحة المميزة مثله، وتلك هي رائحة الزهور التي ستفتح بوابة اليوتوبيا الموعودة. فينطلقون سويًّا في رحلة بداخل هذا المجتمع المتهشم تمامًا بحثًا عن الخلاص. لكنهم ليسوا الوحيدين، فهناك أشرار يريدون الوصول إلى تلك الأزهار قبلهم مهما كان الثمن!
منقول