بحث عن كیفیة التعامل مع ضغوط الحیاه والإضطرابات النفسية



بحث عن كیفیة التعامل مع ضغوط الحیاه والإضطرابات النفسية، ضغوط الحياه والإضطرابات النفسية، منذ إن وجد الإنسان على الأرض وهو معرض للضغوط والصدمات والأزمات فهو يسعى دائماً لتجنب المخاطر والدفاع عن نفسه؛ فقد زاد الإهتمام بدراسة ظاهرة ضغوط الحياة وذلك لآثارها السلبية على الجانب النفسي والمعرفي والفسيولوجي والإجتماعي مما ينتج عنه حالة من الإضطرابات تؤثر على الأفراد وتؤدي إلى خفض مستوى قدراتهم وإمكانياتهم.
كما أن ضغوط الحياة التي يتعرض لها الإنسان تؤدي إلى سوء التوافق وذلك نتيجة لما تمر به مجتمعاتنا من تحديات وتوترات أثرت على أفراد المجتمع وتسبب في ظهور الضغوط الحياتية والأزمات، وتعد ضغوط الحياة ظاهرة من ظواهر الحياة الإنسانية يخبرها الإنسان في أوقات ومواقف مختلفة وتتطلب منه توافقا أو إعادة توافق مع البيئة،
وهذه الظاهرة شأنها شأن معظم الظاهرات النفسية كالقلق والصراع والإحباط والعدوان، وغيرها فهي من طبيعة الوجود الإنساني، وبالتالي لا نستطيع الإحجام عنها أو الهروب منها أو نكون بمنأى عنها لأن ذلك يعني نقص فعاليات الفرد وقصور كفاءته، ومن ثم الإخفاق في حياته يعاني الإنسان المعاصر من ألوان مختلفة من الإضطرابات.

عناصر بحث عن كیفیة التعامل مع ضغوط الحیاه والإضطرابات النفسية:

  1. مفهوم ضغوط الحياة.
  2. مؤشرات ضغوط الحياة.
  3. أنواع الضغوط الحياة.
  4. مصادر ضغوط الحياة.
  5. العوامل المسببة لضغوط الحياه والإضطرابات النفسية.
  6. تقسيم ضغوط الحياة.
  7. أساليب وإستراتيجيات لمواجهة ضغوط الحياة.

أولاً : مفهوم ضغوط الحياة
يعد مفهوم ضغوط الحياة مفهوم غامض، ورغم شيوع هذا المفهوم لدي العامة من الناس والمختصين إلا أنهم لم يتفقوا علي مفهوم محدد، ومن هنا يمكن تعريف ضغوط الحياة بالظروف والأوضاع والأحداث التي يعيشها الأفراد في المجتمع وتتعلق بالمجال الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والنفسي، وتتمثل في عدم توافر فرص العمل وإذا وجدت فهي سيئة وشديدة القسوة، وتدني مستوى المعيشة وشعور الأفراد بالعوز والحرمان، عدم توافر الخدمات الصحية والعلاجية، عدم القدرة على تأمين الاحتياجات الأساسية للفرد، عدم الإستقرار السياسي، وعدم احترام حقوق الإنسان، ووضع القيود على الحركة أو التعبير أو الإعتقاد، سلب الحريات الشخصية، تدني مستوى الشعور بالإستقرار النفسي، والخوف من المستقبل… وغيرها، كل هذا يمثل ضغوطاً على الأفراد وتسبب لهم الضيق والتوتر.

ثانياً : مؤشرات ضغوط الحياه :
وضع العديد من الباحثين العديد من المؤشرات والأعراض التي يمكن من خلالها التعرف على ضغوط الحياة ومنها:

  • صعوبة في التفكير المنطقي.
  • صرامة الرأي والإنحياز.
  • العدوان والإستثارة بدون مبرر.
  • الإنطواء أو العزلة.
  • عدم القدرة على الإسترخاء.
  • الشعور بالإرهاق والكآبة.
  • والتأثر السريع بالغضب وسرعة التأثر بالمشكلات.
  • عدم التركيز وضغط الدم المرتفع والنبض السريع.
  • التشاؤم وفقدان الإهتمام بالآخرين.
  • آلام في عضلات البطن والكتف.
  • الشعور بالتوتر والقلق والإحباط.
  • عدم الإحساس بالأمن والملل والإجهاد والشعور بالإكتئاب.

ثالثاً : أنواع ضغوط الحياة:
يتضح من خلال مراجعة الدراسات السابقة أن هناك العديد من أنواع الضغوط والتي تتمثل في الآتي:

  • الضغوط النفسية : وتتمثل في القلق والشعور بالخوف والإحباط، وعدم التوافق والتكيف الإجتماعي والنفسي.
  • الضغوط الإجتماعية : وتتمثل في ضعف العلاقات الإجتماعية، والعزلة، والتفاعل مع الآخرين.
  • الضغوط الأسرية : وتتمثل في الصراعات الأسرية، الإنفصال، تربية الأطفال.
  • الضغوط الإقتصادية : وتتمثل في تدني مستوي المعيشة، والأزمات المالية أو فقدان العمل.
  • ضغوط العمل : وتتضمن العمل المكثف أو القليل، والصراعات مع الرؤساء والمشرفين في العمل.
  • الضغوط الصحية : وتتمثل في ضعف مستوي الرعاية الصحية.
  • ضغوط عاطفية: العاطفة لدي الإنسان غريزة اختصها الله عن البشر دون باقي المخلوقات، وعندما يعاق الإنسان في طلب الزواج والإستقرار العائلي بسبب الظروف الإقتصادية، يشكل ذلك ضغط عاطفي تكون نتائجه نفسية مما يجعله يرتبك في حياته اليومية.

رابعاً : مصادر ضغوط الحياه والإضطرابات النفسية :
أن ما يواجه الفرد من تغيرات تكنولوجية واجتماعية واقتصادية وسياسية بالإضافة إلى نظم وقواعد ولوائح المجتمع والتهديد والإحباطات والحروب تعد جميعها مصادر لضغوط الحياة حيث لا يمكن التخلص منه ويكون الإكتئاب من نتائجها.
وبما أننا نعيش في عصر ملئ بالضغوطات والمشاحنات سواء كانت الضغوط أسرية أو مادية أو شخصية أو ضغوط عمل أو ضغوط أصدقاء فإن كل هذه الضغوط لها تأثير واضح على حياة الإنسان إلى درجة أنها قد تخل بتوازنه النفسي، وتجعله عرضه للإصابة بأحد أكثر أنواع الإضطرابات النفسية انتشاراً ألا وهو اضطراب الإكتئاب.
خامساً : العوامل المسببة لـ ضغوط الحياه والإضطرابات النفسية :
تعددت العوامل المسببة لضغوط الحياة منها علي سبيل المثال:

  • العوامل الإقتصادية: وتتمثل في انخفاض الدخل وارتفاع معدلات البطالة فالأفراد الذين يعيشون في مستوي اقتصادي منخفض يعانون من مجموعة من الضغوط، كما أنهم يعيشون إضطرابات أسرية ويعانون من ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض الجسمية والنفسية.
  • العوامل الإجتماعية: وتتمثل في الطلاق وانفصال الأبوين، وإهمال الأطفال والإنحرافات السلوكية.
  • العوامل الطبيعية: مثل الكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين والأعاصير وغيرها.
  • عوامل نفسية: مثل فقدان الحب والصراعات اللاشعورية.

سادساً : تقسيم الضغوط :
يمكن تقسيم الضغوط حسب مدى استمراريتها مع الفرد إلى:
– ضغوط مؤقتة: وهي التي تحيط بالفرد لفترة وجيزة ثم تزول بزوال المواقف الضاغطة.
– ضغوط مزمنة: وهي التي تحيط بالفرد لفترة طويلة نسبيًا مثل الآلام المزمنة أو وجود الفرد في أجواء اجتماعية واقتصادية سيئة.
سابعاً : الأساليب والإستراتيجيات اللازمة للتعامل مع ضغوط الحياه والإضطرابات النفسية :
توجد عدة أساليب للتعامل مع ضغوط الحياة، فهناك أساليب تبعث علي سوء التوافق وأساليب تؤدي إلي تحقيق التوافق، وأن الأساليب التي تؤدي إلي تحقيق التوافق هي الأساليب التي تخف من الضغط وتعزز من صحة الفرد علي المدى البعيد، أما الأساليب التي تؤدي إلي سوء التوافق فهي الأساليب التي تخفض الضغط عاجلاً وتؤدي إلي تأكل الصحة عاجلاً؛ ولذلك حدد المختصين مجموعة من الإستراتيجيات لمواجهة ضغوط الحياة ومنها:

  • المواجهة والتخطيط الفعال.
  • البحث عن المساندة الإجتماعية.
  • التركيز علي الإنفعالات وتنفيسها، وتعلم طرقاً جديدة للتغلب علي الغضب والإنفعال.
  • تجنب التفكير في المشكلة.
  • معالجة الضغوط ومواجهتها أولاً بأول، لأن تراكمها يؤدي إلي تعقيدها.
  • التغلب علي التعب ومقاومة الميل إلى الإضطراب.
  • محاولة حل صراعات العمل والأسرة بأن تفتح مجالاً للتفاوض، وتبادل وجهات النظر.
  • الحوار الإيجابي مع النفس وتجنب تفسيرات للأمور بصورة كارثية مبالغ فيها.
  • تكوين دائرة من المعارف والأصدقاء الذين يتميزون بالود والمعاشرة وتجنب هؤلاء الذين يميلون غلي التصارع.
  • الموازنة بين الإحتياجات الخاصة للصحة والراحة ووقت الفراغ والترفيه وبين تلبية متطلبات الآخرين.
  • الإهتمام باللياقة البدنية( الرياضة).

خاتمة عن بحث حول ضغوط الحیاة:
تعد ضغوط الحياة من الظواهر الإنسانية المعقدة التي حاول العلماء والباحثين تفسيرها على أسس بيولوجية بدنية وعلى أسس معرفية عقلية وأخرى على أسس اجتماعية؛ إلا أن التحليل النفسي لمشكلة لضغوط الحياة يعد الأعمق مقارنة بمستويات التحليل الأخرى، فالضغوط كمشكلة تحدث أساسًا داخل الفرد، في ذهنه (أفكاره، ومعتقداته، وتقديراته)، ووجدانه (مشاعره وانفعالاته) وسلوكه، وكل محاولة للحد من تلك المشكلة لا يمكن أن تحقق أهدافها إلا من خلال التركيز على ما يحدث داخل الفرد.