إنِّي ارتقبتُك فِيْ دُنيَايَ مُشْتَاقا
وكتَبْتُ فِيكَ بِذاتِ الوَصْلِ أوْرَاقَا
وهجرت نومي وعانقتُ الدُجَا وأنَا
بَيْنَ الهُيَامِ ودمع القَلبِ مهراقا
وغرقتُ فِي لُجِّ بحر عُمْقُهُ صَخَبٌ
والقَلبُ صَبٌّ ودَمعِيْ صَارَ دَفَّاقََا
في كل يومٍ أرى بعداً يؤرقنا
تَشَقَّقَ القَلبُ فِيْ الأعْمَاقْ إذْ ضَاقا
كتَبْتُ فيه عَلىْ الأطْلالِ أغنيةً
حتَّى أنالَ مِنَ الأحْبَابِ إشْفَاقَا
السَفْرُ طَال وقَافِلتِيْ تَسِيْرُ عَلى
جَمْرِ الحَيَاةِ وخَدِّيْ حلَّ أطوَاقا
يَا حَادِيَ العَيسِ إنِّي صَابَنِي فرحٌ
والقلب طار من الأشــواق آفاقا
لهَىْ بِيَ الوَجدُ والأيَّام تَعصِفُ بِيْ
كأنَّنِيْ فِيْ بـِحَـــارٍ زِدتُ إغْرَاقَا
فاسْأل خُيُولِيْ إذَا قَابَلتَ زَفْرَتَها
إنِّي بِساحِ الوغىْ قَدْ كُنْتُ عِمْلاَقَا
قَدْ كُنْتُ أخفِيْ عَلى الأيَّام قَافِيَتِي
فَبَاحَ قَلبِي بِسِرِّي يَومَ أنْ فَاقَا
فتحْتُ عَينيْ لعلي أرتَجِيْ قدراً
مِن شُرفَةِ المَجدِ أنواراً وإشْرَاقَا
حَاءٌ يَمُــوْتُ وبَـاءٌ يَحْتَسِـيْ ألمَـاً
وعَاشقٌ في دروب الهجرِ مُشتَاقا
قَدْ ضَرَّج العِشْقُ أرواحاً وأفئدةً
وذَاقَ قَلبِيْ مِن الآهاتِ مَا ذَاقَا
الحسنُ في نَجمةِ الأكوان يَرقُبنا
والوجْــدُ زادَ بِهَذا القَلبَ إحْرَاقَا
أنَامُ بَعْضِيْ وبَعْضِيْ لا يَنَامُ ولا
لِيْ فِيْ الدُنَا غَيْرَ قَلبٍ مَاتَ مُشْتَاقَا
يَاليْتَ شِعرِيْ مَتَى الأيَّامُ تُسعِفُ مَنْ
يَمُوتُ شوقاً ودمع القلب رقراقا
هوَ ذَاكَ قَلبِيْ مَع الأيَّامِ قِصَّتَهُ
والعَزْمُ مِنِّي عَلى الأمجَادِ أحْدَاقَا
أسامة الغبان