وأنك تظن بأن حياتك ستتغير لنحوٍ مثير للأهتمام، وتظّل ترسم أحلامًا رائعة مع أشخاص تظنهم غير حقيقيين، لكن كل ما يحدث، أن حياتك تمضي بطريقةٍ مبتذلة، كما هي الطريقة التي لطالما قمت بذّمها، مهما كنت مميزًا، الحياة تجبرك يومًا بعد يومًا أن تسلكّ الطريق المبتذل، حتى تصحو يومًا وتجد نفسك شخص لا تعرفه، شخص لطالما سخرت منه، شخص لطالما رددت عندما رأيته: من المستحيل أن اكون كهذا الشخص، ولكن ياللمفاجأة، الجميع في النهاية يصبح نسخةً أخرى، ولو كان في قرارة نفسهِ غير مقتنعًا بالأمر، ألا انه ليس مهمًا عند الحياة، والبشر أيضًا أن تكون مقتنعًا حقًا، أنه يتعلق بالظاهريات، أنت ستكون جزءًا من سلالة لطالما كنت كارهًا لها، وغير مقتنعًا بمنطقياتها، ألّا أنك لا تملك خيارًا آخر، الحياة لن تتوقف لمجرد أنك تريد هذا، لحظة، لنصحح هذا التعبير لنكون اكثر مصداقيّة، الحياة لن تتوقف لمجرد أنني اريدها أن تتوقف، أنها ستستمر، وستستمر أيضًا على نحوٍ أمقتهُ، كلما كنت عدائيًا تجاه الحياة وتجاه فلسفتها، وكلما حاولت فهمّها، هي ستصفعك بقوة، في كل مرة تحاول الوقوف في وجهها، هي ستبصق عليك، ولكنها في النهاية ستستمر، أنا سأستمر، حتى لو لم أكنّ أريد ذلك، ولن أستمر فقط ببساطة، بل سأعيش وأستمر بفعل أشياء لطالما لم أرغب بفعلها.