هل تتحدثين الموسيقى ؟
_لماذا؟
حديثك لا يشبه اللغات مزيج ناي وكمنجه وتدرج نوتات
هل تتحدثين الموسيقى ؟
_لماذا؟
حديثك لا يشبه اللغات مزيج ناي وكمنجه وتدرج نوتات
توتر مدمر يحيط المكان، لحظات باردة حد الصمت، مؤلمة حد الذهول، الحيرة ترتسم على شفتيه المرتجفتين، قال بكلمات مرتبكة خرجت من فمه بصعوبة:
_منذ أن رحلتِ وأنا أسقط في بئر من الفراغ، أنا متعب جدًا حتى التنفس صار عليّ ثقيلاً، لم أعد أملك طاقة، لا أفعل شيئا سوى النوم، سريري صار مسكني الوحيد الذي لا أفارقه، غيابكِ أقبح مما كنت أتصور، أقبح من الوحدة، أقبح من ليلة وفاة والدتي، أقبح من صوت خطوات السيارة الجارحة وهي تهرب حاملة قبرها، أقبح من صوت دفوف حفل زفاف والدي وصفعات زوجته المتسلطة أقبح من خوفي وجُبني من العالم اجمع.
أنا شخص سيء أهرب من كل شيء أحبه، خضعت لهم مطأطئ الرأس حين قالوا لي انتما كعصفور يحب سمكة، كيف ستتزوجها بقلبها المريض؟! وهي لن تقوى على حمل ثمرة حبكما بالمستقبل. أرجوكِ أغفري لي أنا مجرد رجل تافه هزيل لايقدر أن يحارب من أجل مايريد.
خذلان، فشل وأحلام ضائعة لكن مرارة فقدانك هي الأبشع، كل من حولي غدا سواد بسواد حتى الهدوء صار مدمرًا، ارجوكِ قولي شيئا ارحمي قبحي وتشتتي وتوهاني...
خضته يد النادل بقوة، اكفهر وجهه، أرتجف وكأنه أفاق من غيبوبة طويلة حين قال له:
_المقهى سيغلق ياسيدي ولم يعد هنالك شخصًا غيرك، هل بإمكاني مساعدتك؟
تأججت عواطفه وغلت روحه حين لمح الكرسي المقابل له فارغًا، اجابه بسخرية:
_افقدني ذاكرتي
تأمل اثاث المقهى القديم، الخشبي الصامت وكأنه كان ينصت له بأسى، غادر نحو مسكنه وهو يبحث عنها بنظراته بين الطرقات والوجوه والبيوت....
ل تمارا شاكر
يوم ممل ومتعب
6 يناير