السبت 3 تشرين الثاني 2018 - 11:14 ص
كشف رئيس قسم الثروة السمكية بكليه الزراعة في جامعة البصرة، صلاح مهدي أن الفحوصات والتحاليل التي أجريت بشأن نفوق الأسماك في عدد من مناطق البلاد أثبتت أنها ناتجة عن مرض تعفن الغلاصم الذي يصيب الأسماك خلال موسم الخريف من كل عام وذلك لتغير درجة حرارة الماء مبينا بان ازدياد شدة هذا المرض خلال العام الحالي ناتج عن تدخل عدة عوامل.
وأوضح مهدي خلال لقاء مع برنامج مشوار الصباح الذي يبثه المربد ان من بين تلك العوامل هي زيادة تلوث المياه بسبب فضلات الصرف الصحي والفضلات الصناعية وغيرها فضلا عن فقدان نهر الفرات لما يزيد عن 60% من مناسيبه ما ادى الى حدوث انخفاض كبير بكميات المياه الواردة لشط الحلة وجدول الدغارة ما زاد من تركز الملوثات وانعكس بصورة سلبية على مناعة الاسماك.
وتابع انه يضاف الى ذلك عدم التزام المربين بالمسافات القانونية التي حددتها وزارة الزراعة والتي طلبت بان تكون كيلو متر بين مزرعة اسماك واخرى في حين يلاحظ أن المسافات بين مزارع الأسماك بمدينة الحلة لا تتعدى الخمسين متر ، كما ان مربي الأسماك لم يلتزموا بحجم المسافة المفترض ان تكون بين قاع القفص وقاع النهر والتي يجب ان لا تقل عن متر كي تسمح بتدوير المياه وغسل الفضلات ومخلفات العلف الزائد وهذا لم يحدث بسبب انخفاض مناسيب النهر ما ادى الى تعفن هذه الفضلات وحدوث التلوث الذي ادى الى تعفن الغلاصم.
واستدرك مهدي بان العامل الاهم من هذا كله يتمثل بعدم التزام المربين بالكثافة المطلوبة للأسماك بالقفص الواحد حيث ان الاقفاص التي تستطيع احتواء الف سمكة يضع المربون بها 10 الاف سمكة ما يؤدي الى حدوث اكتظاظ وتزاحم تقل على اثره نسبة الاوكسجين بالقفص كما تسهل انتقال الامراض بين الاسماك.
وانتقد مهدي ضعف الرقابة وعدم وجود فحوصات من الجهات المعنية لنوعية العلف المقدم للأسماك في المزارع فضلا عن عدم ازالة التجاوز على ماء النهر وعلى طبيعته من قبل مربي الأسماك ما يخلق مشاكل بيئية وصحية مشيرا الى وجود 200 مزرعة اسماك امام محطة المسيب بمحافظة بابل 15 فقط منها مجازة.
كما اضاف بان واحدا من الاسباب التي ادت الى نفوق الاسماك هو نقل اسماك موبوءة من منطقة الطارمية الى الحلة دون تعقيم.
وطمئن رئيس قسم الثروة السمكية بكلية الزراعة صلاح مهدي بان مرض تعفن الغلاصم لا يؤثر على الانسان كونه ليس من الامراض الانتقالية بين الاسماك والانسان.
يذكر بأن محافظة بابل شهدت ظاهرة نفوق للأسماك في الاحواض والمزارع ومياه الانهر،فيما ارجعت وزارة الزراعة ابرز اسباب الظاهرة الى انخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات وقلة الايرادات المائية من تركيا، اضافة الى ما يلقى في النهرين من ملوثات صناعية ومنزلية، فيما الزمت المربين الالتزام بالضوابط والمحددات البيئية ونظام التربية الصحيح.