بحث شامل عن مدينة القيروان
مدينة القيروان من أقدم المدن الاسلامية، وتبعد عن تونس العاصمة بمسافة 160 كيلو مترا، وقد ظلت لمدة أربعة قرون قرون عاصمة الاسلام بقارة أفريقيا.
معنى كلمة القيروان :
هي كلمة فارسية، وتعني محط الجيش أو مكان اجتماع الناس في الحرب، ومنذ تأسيس القيروان على يد عقبة بن نافع وهي مدينة دينية واشتهرت بالعلم، والدروس وحلقات العلم في مسجد عقبة بن نافع والعديد من المساجد الأخرى.
نشأة مدينة القيروان :
وقد تأسست مدينة القيروان في عام 670 م /50 هجرية، وأسسها عقبة بن نافع حيث كان يسعى لوجود المسلمين بها، وترجع أهميتها على دورها الهام في الحملات التي خرجت منها أثناء الفتح الإسلامي على أسبانيا والمغرب والجزائر.
كما تم تأسيس عدد من المدارس سمي بدور الحكمة، ويوجد بها المكتبات العامة والمكتبات الموجودة بالمساجد، وقد دفن بها عدد من الصحابة رضي الله عنهم.
تاريخ القيروان :
منذ تأسيسها على يد ابو المهاجر الدينار ، وهي تلعب دور هام في الجهاد وتجهيز وخروج الجيوش في حملات للتوسع وأيضام تقوم بتخريج العلماء والفقهاء، الذين يقومون بنشر الاسلام ويعلمون اللغة العربية وشرح دروس العلم ونقل الاسلام للبلاد التي لم تعرفه، وظلت مدينة القيروان أربعة قرون عاصمة للاسلام، تشع ثقافة ومركز حربي للجيش الاسلامي.
اختيار موقع القيروان للغزوات :
كان عقبة بن نافع رغم حداثة سنه يملك نظرة ثاقبة، وقد أزعجه نقض البربر لعهودهم وارتدادهم عن الاسلام، ولذلك فقد رأى أن الحل هو انشاء مدينة لنشر الاسلام ولتكون مقر لانطلاق جيوش المسلمين إلى غزواتهم.
ولذلك قام ببناء مدينة القيروان لتكون عزا للاسلام والمسلمين، ووافقه الجميع على أن يظلوا بالمدينة مرابطين، وقد أشاروا على عقبة أن يقتربوا من البحر فقال لا بل ابعدوا عن البحر، حتى لايأتيكم صاحب القسطنطينية فجأة ويسيطر على المدينة.
وكان معاوية اختار مكان للمدينة من قبل، ولكنه لم يعجب عقبة بن نافع الذي سار والناس من خلفه حتى اختار موقع مدينة القيروان الحالي، وكان مليء بالسباع والأفاعي فدعا عقبة بن نافع وكانت دعوته مستجابة.
فلم يتبقى شيء من السباع ولا الأفاعي فكانت الوحوش تحمل أولادها لترحل من المكان، وعندما رأى البربر كيف تهرب الوحوش من المدينة حاملة أبنائها دخلوا الاسلام لشعورهم بقوة هذا الدين.
وقد أمر عقبة بن نافع بقطع الأشجار استعداد لبناء المدينة، كما تم بناء دار الامارة والجامع، وخلال مدة بناء المدينة كان يقوم بالغزوات، وقد دخل الكثير من البربر في الاسلام، وتم تخطيط المدينة التي أصبحت منارة للاسلام من حيث نشر الثقافة وتجهيز حملات الجيوش الاسلامية.
خصائص موقع القيروان :
يتميز موقع القيروان بعدم وجود فاصل سواءبحر أو نهر أو جسر، بينما تقع القيروان على الطريق البري والذي يربط مصر والمغرب والفسطاط، كما يوجد بها العديد من من الموارد الزراعية وبعض المحاصيل التي اعتمد عليها المجاهدين في الجيوش.
المشكلة التي واجهت القيروان قلة المياة حيث تعتمد على مصدرين هما مياه الأمطار، ووادي السراويل وكانت مياهه مالحة ولذلك كان الاعتماد على مياه الأمطار التي يتم تخزينها.
الأماكن السياحية بالقيروان :
جامع عقبة بن نافع ويطلق عليه أيضا جامع القيروان وقد تم التوسع في مساحة المسجد على ماحل التاريخ الاسلامي، حيث حظي المسجد باهتمام الأمراء والعلماء، ويعتبر من أضخم وأكبر المساجد تبلغ مساحته 9700 متر، ويضم بيت صلاة واسع على أعمدة رخامية.
ويوجد بوسطه باحة، ويتميز المسجد بجماله الرائع حيث يمثل تحفة معمارية، حيث يبهرنا بجمال تصميماته المصنوعة من الخشب المزخرف والمنقوش، وهو أقدم منبر انشأ في القرن التاسع الميلادي.
سوق القيروان:
هو من الأسواق الشهيرة بتونس، فيجد السائح كل مايريد شراؤه، فيوجد سوق للأقمشة وقسم لبيع سجاد القيروان الشهير، ويوجد أيضا سوق العطارين الذي يبيع البخور والعطور ولوازم العرس، ويوجد سوق النحاسين الذي يبيع الأواني النحاسية وجميع المصنوعات النحاسية.
مقام أبي زمعة البلوي :
قد أقيم مقام أبي زمعة البلوي أو السيد، تخليدا للصحابي أبي زمعة البلوي، وقد بني في عام 1663م ويضم عدد من الأقسام من أهمها المستودع والمقام، والمخزن وكان يتم تخزين المنتجات به، كما يوجد دور علوي لاستقبال كبار الضيوف الوافدين لزيارة المقام.
ويوجد مدرسة بها مئذنة وعدد من الحجرات للطلبة، كما يوجد المقام وبه غرفة الضريح، وتطل على مساحة واسعة مليئة بالزخارف والنقوش، ويجذب المقام السياح لمشاهدته حيث يعتبر تحفة معمارية.
مسجد ابن خيرون (جامع الأبواب الثلاثة) :
وهو من أقدم مساجد القيروان، وأطلق عليه مسجد الأبواب الثلاثة، وقد بناه محمد بن خيرون ويعتبر تحفة معمارية رائعة، حيث يوجد به زخرفة في الواجهة، وتتكون من أبواب هندسية عددها ثلاثة، كما يوجد في الركن الشمالي المئذنة وهي تحفة معمارية لامثيل لها.