أوصَدْتُ رَبَبَ اليأسِ والشَّجنِ
ونَقَلْتُ ساقيتي إلى المُنَنِ
لي قلبٌ رقيقُ الهَمسِ مَيَّاسٌ
الخَفقُ فيهِ يُدني الوتَرُ بالوَتَنِ
جاءَ وجَزيلُ الحُبِّ يصْحَبُهُ
طلَّ كالبدرِ في غيهبٍ كَمَنِ
"ما قُرَّتْ لنا بكِ عينٌ مولاتي
أما زالَ عهدُ الهوى بمُؤتَمَنِ"
لا ترمِ عوداً لقُربى تَغرَقُ
ما أَضْمَرَ الموجُ
إن راغَ في القُنَنِ
مهما تعالى في الماءِ ينكسرُ
وإن ثِرْتَهُ ينقلِبُ على السُّفُنِ
خُضْتُ بحارَكَ
وما أَرخَيْتُ ساريتي
لا البحرُ أَرعِبَني عدا العَنَنِ
لقد رعيْتُ عتو هواكَ في هُدُبي
وما جَنَيْتُ الا المَلَّةِ في الجَفَنِ
أُنظُرْ مقاعِدَنا التّي إنتظَرَتْ
سُمِّرَتْ على الأخشابِ والوهنِ
حينَ أُجالسُها يجلِسُ طيفُك
حتّى كادَ يموجُ العقلُ بالجنَنِ
أراكَ في مواعيدنا الحُلوة
على جُنْحِ أُفُقٍ أخضَرُ الظنِّ
نُوغِرُ بلادا كَم كُنّا نُشيّدُها
دونَكَ قَفْرٌ بلا عُمْدٍ ولا حُصُنِ
أيكفيكَ ما قاسيْتُ من شوقٍ
حتّى عُدْتَ تُطالبُني بمؤتَمِنِ
دَعْ العيونُ تُنْبِئُكَ بِمَنْ سَكَنَتْ
إنْ لم تَكُنْ الحبيبُ
فَمَنْ يَكُنِ.....!
ربَب : ماء كثير
مُنَنِ : جمع مُنّة او أماني
كمن : مستتر
العنن : قلة الحيلة
الملّة : الجمرُ في العين