لا أحدٌ في المساء
إلا غيمة حائِرة
لا تُبحِرُ ولا تُرسي
فالمسافةُ بيننا مطرٌ
ينهمِرُ ماسةً إثرَ ماسّة
مِنْ أينَ لي أنْ أَعرِفَ
إتِّجَاهَ الرِّيح
وكُلُّ إتجَاهاتي أنْتَ
مِنْ أينَ يبِثُّ الدِّفءُ قلبي
وتوقيتُكَ الشَّتويّ
ينهمِرُ في عُروقي
كيفَ أُقنِعُ العاصفة
إنَّهُ باقي مَطَريْن إلى عينيك
وإن سَرْبٌ من القُبلاتِ
سيَخرُجُ من قميصِكَ مُغرِّداً
لقد غافَلَني الوقت
أَعتَقَ أطْيارَ شوقي
من رفِّ أمسي
فلا أَسْمَعُ إلا صوتكَ
يُطَرِّزُ سُحُبَ الثَّواني
يَخْفي خَرَزَ عُبُورِكَ
في وشاحِ هَمسي
كَمْ تمنّيتُ لو تُزَّفُ عيوني
تَنْسِجُ ملامحَ لوجوهٍ
قد تشبهُك
لكنَّ النَّظرات إمتدَّتْ
من أولِ عينيك
حتّى أقصى يأسي
دَعَنَا نُكْمِلُ الّليلَ الأخير
غداً يغيبُ عِطرُكَ
لن يَبقى من الأمس
سِوى ضوءٍٍ خافت
يُلملِمُ دِفءَ نظراتِكَ
من برد معطفي
غداً يطلُّ كانون العتيق
يَرقِبُ قَميصَكَ المجنُون
ولا أدري لما وجهي
سيُعاوِدُهُ الشِّتاء
سيبْحَثُ عن شوقٍ أول
في نظرة أولى
يَمِدُّ وجعاً بلونِ الهجر
يُعزّي ساعةً صامتة
ودَدْتُ لو يُنادِيها
لو يَنْطَلِقُ صوتي
فكلّ الّليالي لم تَكُنْ لي
الآن هذهِ ليلتي
فإن ضاقَ الوقت
لا تفتحي غداً جديداً
قِفي ....
لا تأسفي....!