بالصور: "الغد برس" تسلط الضوء على اطواق كربلاء التاريخية والمخاوف تزداد من اندثارها
بغداد/ الغد برس:
كربلاء واطواقها الطينية تحكي قصة الف ليلة وليلة فهي تزدهر بتراثها العربي والإسلامي العريق الذي تراكم على مر السنين إضافة لتراثها الإنساني فقد شيدت عليها حضارات عديدة والدلائل الأثرية شاهدة على ذلك كحصن الاخيضر وقربة الكنيسة التي تعد من الكنائس القديمة وقصر شمعون إضافة لأثار عديدة لم يعرف حتى الان أعمارها او فك رموزها فهي وجهة لكل العلماء والمثقفين والاكاديميين والتجار، وازدهرت فيها مهن واعمال لا زالت الى يومنا هذا ترثها الاجيال من جيل إلى جيل.
وسلطت "الغد برس" الضوء على أهم معالم المدينة القديمة وهو (طاق الزعفراني) وبحثنا عن رجل عاصر الماضي ليخبرنا عن الطاق وما سبب تسميته (الزعفراني)، حتى التقينا بالحاج محمد الشيخ علي.
وقال الشيخ علي ان "مدينة كربلاء كانت محصنة بسور وكان للسور سبعة أبواب منها باب السلالمة وباب الطاق الزعفراني وباب الخان وباب النجف وباب العلوة وباب بغداد وباب الجنوب كانت هذه الابوب لدخول الزائرين والتجار لدخول بضائعهم في قديم الزمان".
واضاف ان "الأبواب كانت أيضا لحماية المدينة من اللصوص والغارات التي يشنها بعض المجموعات في ذلك الوقت وبني الطاق الزعفراني قبل 300 عام تقريبا كما تناقلت الأحاديث عن أجدادنا وكل الأبواب اندثرت وأصبحت من الماضي ولم يبقى منها سوى طاق الزعفراني ولكن دون رعاية من قبل الجهات المسؤولة وقد يصبح كغيره من الأبواب الاخرى".
ثم ذهب فريق الوكالة إلى الازقة ليلتقوا باحد سكنة الطاق فتحي نصر الله، الذي قال ان "جدي سكن هنا منذ 90 عاما وما تناقلته الأجيال عن اطواق وحصن المدينة هو ان هذا الطاق بني على يد رجل غني كان يمتلك قافلة لتجارة الزعفران ومن ثم بنى بيته فوق الطاق ووضع شباك عند مدخل الطاق لمشاهدة المدينة".
واضاف ان "داخل المدينة كان سوقا كبيرا يأتي اليه الكثير من التجار من الهند وإيران وتركيا في العهد العثماني وكان خلف الطاق مستودع ومكان استراحة للجنود العثمانيين وبمرور الوقت قل ارتفاع الطاق فقد كان ارتفاعه 7 أمتار ويحتوي على فوانيس فكل مساء كانت تشتعل لإضاءة مدخل الطاق ولا ننسى الماضي فقد كنا نلعب ونجلس تحت الطاق في طفولتنا".
ولا زال الطاق يعاني من اهمال وزارة السياحة والآثار وبقاء هذا الأثر الحضاري عرضة للظروف ورغم أعماره وجعله على نفس الطراز السابق الذي شيد في القدم والذي يتميز بعشرة أقواس وسقفه من الفرشي الكربلائي و الطاق الوحيد الذي بقي عامرا رغم تعرضه لدمار عام 1991 في الانتفاضة الشعبانية و لا يكون كغيره، كطاق ابو معيش وطاق ابو لبن فقد اصبحا من الماضي دون أثر لهما.