الريال يغرق في «بيرنابيو الجديد»
المصدر: دبي - مجتبى فاروق
اعتبرت الصحافة الإسبانية الصادرة أمس، أن ما جرى في كامب نو أول من أمس في كلاسيكو الأرض، هو نتيجة طبيعية لما يقوم به فلورنتينو بيريز رئيس النادي الملكي ريال مدريد، والذي فضل أن يحشد كل قدرات النادي المالية من أجل تجديد ملعب الفريق سنتياغو بيرنابيو، أو بيرنابيو الجديد، بدلاً عن دعم الفريق الذي فقد أفضل عنصرين به خارج الملعب وداخله، حيث غادر المدرب زين الدين زيدان النادي الملكي في الوقت الذي رحل فيه الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في تاريخ النادي في القرن الجديد.
ولكن بيريز فضل أن «يغرق الريال في بيرنابيو الجديد» بدلاً من الإنفاق لدعم الفريق بلاعبين يعوضون رحيل الدون البرتغالي ويستطيعون مد النادي الملكي بالطاقة التي يحتاجها في ظل مقاربة أكثر من نصف تشكيلة الفريق إلى «الشيخوخة الرياضية»، ولكن هم جمع الأموال، والبحث عن مستثمر لبناء الاستاد الجديد، ودعم عملية بناء «أكبر ملعب في إسبانيا» أهم عند رئيس النادي الملكي من بناء الفريق نفسه.
وأشارت الصحافة الإسبانية الصادرة أمس إلى أن بيريز ربما فضل «الراحة من حصد الألقاب»، واتجه إلى حصد الأموال، معترفة في الوقت نفسه بأن إنجازات الفريق الملكي خاصة على الصعيد الأوروبي في المواسم الخمسة الأخيرة من الصعب تكرارها، ولكن على الأقل لا يتحول الفريق إلى «الشبح» الذي واجه برشلونة أول من أمس في كلاسيكو الأرض، واعتبرت الصحافة الإسبانية المقربة من النادي الملكي أن مشروع بناء الاستاد الجديد مهم.
ولكنه ليس الأكثر أهمية لدى الفريق، حيث يتعين أولاً بناء فريق قادر على جذب الجمهور إلى الملعب الذي ينوي بيريز إنفاق 540 مليون يورو من أجل إنشائه، وأن نصف هذا المبلغ، بالإضافة على الأموال التي انتقل بها رونالدو إلى يوفنتوس كانت كافية للتعاقد مع لاعبين مميزين جدا يساعدون الفريق على مواصلة الانتصارات الأوروبية، أو على الأقل استعادة لقب الدوري الإسباني الغائب.
تدمير
وحملت الصحافة الإسبانية الصادرة أمس مجموعة من الآراء التي هاجمت بيريز بشكل مباشر محملة إياه مسؤولية ليس فقط تدمير النادي الملكي، بل والمنتخب الإسباني لكرة القدم «الماتادور»، حيث ذهبت الآراء إلى أن رئيس ريال مدريد دمر فريقه ومنتخب إسبانيا في 4 أشهر فقط، بعد أن أعلن عن التعاقد مع المدرب جولين لوبتيغي قبيل ساعات من مشاركة المنتخب الإسباني في المونديال الروسي.
مما أدى إلى إقالته من تدريب المنتخب قبل ساعات من المباراة الأولى أمام البرتغال، ثم النهاية السريعة لمشوار الماتادور في المونديال على الرغم من توقعات بأن يمضي بعيدا مقارنة بمسيرته في التصفيات الأوروبية.
كما أن بيريز بمواقفه من زيدان ورنالدو أجبرهما على الرحيل ومن بعد ذلك لم يقدم للمدرب الجديد أية عناصر يتم الاعتماد عليها في إعادة بناء الفريق، مذكرة بما حدث مع الإسباني رفائيل بينتيز الذي استقدمه بيريز في الصيف وتخلى عنه بداية يناير ليخلفه زيدان الذي قاد الفريق إلى ثلاثة ألقاب في الأبطال، وأن بيريز تعمد عدم تقديم الدعم المالي حينها لبينتيز، وهو ما قام به حاليا مع لوبتيغي.
تأكيد
وأكدت صحيفة ماركا المقربة من رئيس الريال أن لوبتيغي تمت إقالته بالفعل، وأن الإيطالي كونتي هو المدرب الجديد للنادي الملكي، ولم تتوقف الصحيفة الإسبانية الرياضية الكبرى عند هذا الحد، بل بدأت في رسم ملامح عهد كونتي، حيث أكدت أولاً أن حلم الريال في التعاقد مع البلجيكي إدين هازراد لاعب تشلسي قد انتهى، إذ إن نجم «البلوز» أوشك أن يغادر الفريق اللندني بسبب خلافه مع المدرب الإيطالي، الذي وصفته ماركا بصاحب القبضة الحديدية في إدارة شؤون الفريق، كما تناولت أسلوبه التكتيكي مؤكدة أن المدرب الإيطالي يعتمد أولاً على ثلاثة مدافعين، وهو أسلوب جديد على النادي الملكي الذي فضل مدربوه في الفترة الماضية الاعتماد على أربعة مدافعين.
ولكن المدرب الإيطالي لا يفضل هذا الأسلوب الدفاعي، وركزت ماركا على حقيقة أن كونتي مهما كان الأسلوب الذي يتبعه مغايرا لما تعود عليه لاعبو الريال إلا أنه يجيد تحقيق الانتصارات والخروج بالألقاب، حيث قام بالأمر مع يوفنتوس ومن بعده تشيلسي، محذرة في الوقت نفسه أن قبضته الحديدية يمكن أن تتسبب له في مشاكل مع اللاعبين كما حدث في موسمه الثاني مع تشيلسي، الذي غادره في النهاية بعد أن وصل إلى طريق مسدود مع لاعبي الفريق.
ونوهت الصحيفة إلى أن المشاكل مع لاعبي الريال ستكون حاضرة بقوة إذا اعتمد كونتي بشكل مطلق على أسلوب فرض القبضة الحديدية على اللاعبين، مشيرة إلى تصريحات قائد الفريق سيرجيو راموس الذي علق على نتيجة الكلاسيكو بالقول: لا يمكن تحميل المسؤولية لشخص دون الآخر، لقد فزنا بالألقاب من قبل ونستطيع ذلك متى ما استعدنا وحدة الفريق، كنت على علاقة جيدة بجميع المدربين الذين عملت معهم في النادي الملكي، ولكنني أحترم قرار الإدارة دائما، تعيين المدرب أو إقالته شأن إدارة، وعلينا نحن اللاعبين أن نقبل بذلك، نبقى بعيدين من هذه المسألة.
لكن الأهم أن نبقى متوحدين، والأكثر أهمية أن مسألة احترام اللاعبين للمدرب هي مسألة يكتسبها المدرب، ولا يمكن أن تفرض احترام أي مدرب على اللاعبين، يمكن أن يتعاملوا معه لكن الاحترام يتولد من طبيعة تعامل المدرب مع لاعبيه.
ومضت الصحيفة أن من مميزات كونتي الرائعة قدرته على إعادة اللاعبين إلى أجواء المنافسة سريعا جدا مهما كانت النتائج السابقة للفريق، كما ينجح دائما في مساعدة اللاعبين على تقديم أقصى ما عندهم بعد فترة وجيزة من توليه المسؤولية ويحافظ على هذا المستوى من العطاء طوال الموسم.
محظورات
من ناحيتها ركزت صحيفة «آس» على ما أسمتها محظورات كونتي، معتبرة أن المدرب الإيطالي حريص جدا على فرض قواعد غذائية معينة لا يتخلى عنها أبداً، أولها حظر تناول اللاعبين للبيتزا، والآيس كريم، والخبز وحتى المعكرونة.
كما أنه يحظر البطاطس والكعك بجميع أنواعه، والشطائر، لكنه في الوقت نفسه يفضل تناول لاعبيه للخضروات والفواكه، مع اللحوم، وهو يدعوهم إلى الأكل طوال اليوم، ولكن بكميات صغيرة في كل مرة، إذ يرفض الإيطالي مبدأ الوجبات الكبيرة المتفرقة على مدار اليوم.
سخرية
من جهة أخرى سخر الأرجنتيني خورخي فالدانو هداف النادي الملكي ومديره الرياضي الأسبق من الويلزي غاريث بيل، مضيفا قد يكون بيل «عالمياً» من ناحية المبلغ الذي دفعه النادي الملكي للتعاقد معه «100 مليون يورو»، لكنه بالطبع لاعب أقل من عادي وليس نجماً، بل هو من الأخطاء التاريخية في صفقات النادي الملكي.
مضيفا، كان الجميع يتوقع أن يقدم بيل نفسه بقوة في الكلاسيكو، بعد أن اشتكى في الفترات الماضية من أن زين الدين زيدان كان يصر على وضعه في خدمة رونالدو، ولكن في الوقت الذي احتاج النادي لبيل كان الأخير أسوأ لاعب في الكلاسيكو، داعيا إدارة النادي الملكي إلى التخلص منه والبحث عن لاعبين يمكن أن يشكلوا الإضافة بالفعل للفريق.
وعلى عكس الاتجاه السائد في الريال قال فالدانو إن التعاقد مع كونتي لن ينهي مشاكل النادي الملكي، وإن الإسباني روبيرتو مارتينيز المدير الفني للمنتخب البلجيكي هو الخيار الأنسب الذي يمكن أن يعيد الريال إلى المجد مرة أخرى.