لمّا رأيتُكَ تحملينَ (المشقُرا )
نطقَ الفؤادُ شهادتين ِ وكبّرا

وأتى رسولَ الحبِّ يعلنُ دينَهُ
ومعاهداً إيّاهُ ألاّ يكفرا

لمّا رآكِ النورَ أشهرَ سيفَهُ
واستل من غمد ِ المحبةِ خنجرا

ومضى على سرج الشعورِ مُيمماً
شطرَ الجنون ِ العاطفيِّ ليثأرا

ويحرّرَ المعنى من الصمتِ الذي
وضعَ القيودَ على يديهِ تكبّرا

ولحاظُ عينيَّ استُثيرَ جموحُها
لمّا رأيتُ على شفاهِكِ أحمرا

يا ربةَ الحسن العظيم تذوقي
هذي الحروفَ لتستنيرَ وتُزهرا

ولتملأي يا دامَ بَذْلُكِ رحلها
بسنابلِ الإحساس وانهمري قِرى

حُبّاً بمَن بدأ الحياةَ فؤادُهُ
لمّا نفختِ الروحَ لحظاً أخضرا

*****

هذا الفتى..والحفلُ يشعلُ ثورةً
بكِ قلبُهُ والنبضُ حُبًّا كُوّرا

هتفَ الجميعُ: هنا هنا سبتمبرٌ
وأنا رأيتُكِ بينهم سبتمبرا

عزفوا لهُ الألحانَ ، غنّوا للهوى
وأنا شربتُ هواكِ لحناً مُسكرا

وعزفتُ ألحانَ الهيامِ ومن فمي
نُطقَ الغرامُ قصيدتينِ وسُطّرا

وتسربلت عيناي بالحسن الذي
نفثت بهِ أزهارُ وجهك ِ للورى

لمّا حضرتِ الحفلَ أشعل خافقي
بالحبِّ ثورتَهُ لكي يتحررا

يا غيمةً في خدِّ ذلكمُ المدى
رُسمتْ لتبتسمَ المدائنُ والقُرى

يا آيةً في كلِّ أوراق الهدى
كُتبتْ لعلَّ الكونَ أن يتدبّرا

حُفظتْ لتُقرأَ في صلاة قلوبنا
وتُزيدَ أشجارَ الخشوع ِ تجذّرا

*****

مِن مبسمِ(النادي) بزغتِ قصيدةً
حُبلى بأسرار البيان لتُمطرا

ورديةً تكسو العقولَ عبيرَها
وتحيلُ أنسامَ البلاغةِ سكّرا

وبزغتِ حوريةً يرافقُ طيفَها
جيشٌ من الريحان كي نتعطّرا

وسطعتِ شمساً لا يجفُّ شروقُها
في قلبيَ المولودِ من رحم الكرى

لمّا رأتكِ العينُ يا إنسانَها
ركبَ الفؤادُ سفينَ حبِّكِ مبحرا

ظهرت بيَ الأشواقُ..لا تتضجري
مَن يمنعُ الأشواقَ من أن تظهرا؟!