صريع الرشا
جـدلـت من خافقي أوتار قيثـاري
وصغت من شجني ألحان مزماري
وعشش الحزن في أضلاع قافيتي
واخضل من أدمعي بستان أشعاري
مذ مر ذاك الرشا في دوح حارتنا
عند الأصيل وهاجت كل أوطاري
غنيت باسمه فاهتز الوجود إلى
روض أحـج له في كل مشـوار
واستملك العشق مني كل جارحة
وهـمـت فـيـه صـبى في كل أمصـار
نمنمت من لحظه .. من مسك مبسمه
لحنـاً أرتلـه في كل أســفاري
وأقطف العشق من أخباره أملا
علَي أفوز بذاك الشادن الساري
أفتش القلب عن ذكرى فترشدني
عنه إلى مهجتي أسراب أسراري
وصرت من حينها مجنون قاتلتي
أرعى النجوم وحيداً دون سـمار
يزورني في الكرى طيف أسامره
منه ويسقي بماء العطف أزهاري
فكيف أنسـج أشـعار الحنـيـن له
وكيف تعزف لحن البين أوتاري
ولست أدري فهل ألحاظه سـلبت
عقلي وروحي أم الهجران للدار؟
وهل جننت إذا قد بت أعشقه ؟
فالحـــب أعـذبـه نار على نار
يا من له في ثنايا الروح منـزلة
حطمت كل جميل خلف أسـواري
وزوجتي هجرت داري وقد رحلت
وطلق البـلبـل الغـريـد أشـجاري
فارحم فؤاد الذي استملكت عالمه
فـقـد بـراه الأسـى في كل تذكار
يا معشر القوم في قلبي الحنين له
أعتى بشدته من ألف إعصار
لا تعذلوني إذا طرزت قـافـيـة
في حب هذا الرشا من آل عشتار
أو استـعرت قليلاًً مـن مفاتـنـه
كيـما أطرزها ثـوبا لأفـكاري
في خافقي الصب قد أودعت صورته
وفي شعوري ووجداني و أبصاري
وقد بنيت له في الروح مملكة
عبدتها بالشذا والمسـك والغـار
عبدالسلام حمد