هطل القمر
في الباحة السمراء
مازالت أشعة تبللنا
تحيط بنبتة الأحلام
كأن الليل والأنواء
تشهد آخر الأعياد
تعطرنا أكاذيب الحكايات
فيسهر بئر قريتنا
يغني موجه الألحان
في وله
كأنا في سحابات
من الألماس ....
يا ليلنا الماسي
شاحبة وجوه الليل
هل تدري لماذا تشحب الألوان ؟ !
لأن الناس إن سهروا
فإما عاشق ولهان
أو مهموم
أو حيران
أو تائه في الصمت
بات ينادم الجدران
وكذاك يسهر كل غدار
إلى أن تشحب الألوان
و مازلنا عن الأشواق في شغل
فقد جفت قلوب الناس
تنقصها الأناشيد السخيات
لقد ذهلت نواحينا
عن الغيث الذي قد جاء
حين أفاق في ليل
لجين كامل الأصداء
و النسمة الصماء
إلا من ملامحنا
حيرانة
كيف استفاق الكون
كيف يفيق أيلول
و كيف ينام دون وسادة الأشجار
أوراقه الصفراء
وعد بالرحيل
و نحن هناك مازلنا
مثل الخريف
يحار بين شتائه القادم
و صيف مر في عجل
مازال وجه البئر يلمع في ملامحنا
و أيلول يجيء لعامنا هذا
من دونما ألوان
كوجه البدر ظمآن
لبعض الحب
محتاج
لنبض يبعث الألوان


م