نَشكو إلى اللهِ ما أضنى وما أشقى
لهُ تعالى الذي يَمضي وما يَبقى
إمَّا غَدا المرءُ بالأوجاعِ مُمتَحَناً
فليسَ يَلقى طبيباً داءهُ يَرقى
يأتي الزَّمانُ إلينا بالشرورِ إذا
غدا العبادُ بأمواجِ الهوى غَرقى
إنَّ النُّفوسَ إذا تَمشي برغبتها
فلن تَراها بيومٍ للعُلا تَرقى
ومَن تَراهُ لأمرِ النِّفس مُتِّبعاً؟
ولا يَضِلُّ على الدُّنيا ولا يَشقى
لن تلقى يوماً فتىً للعقلِ مُحتكماً
من مُرِّ كأسِ الرزايا والبلا يُسقى
إنَّ الذي قد رمانا اليوم في ضَنكٍ
هو اتباعُ الهوى والأنفسُ الحَمقى
إن لم نكن دائما ننَهى لأنفسنا
فسوف نحيا دواماً للأسى نَلقى
إنَّ التَّدينَ في قولٍ بلا عملٍ
يَبقى كلاماً عقيماً لم يكن صِدقا
فالدِّين أعلى لأقوامٍ لنا سبقوا
لَمَّا بهِ عَمِلوا صاروا همُ الأرقى
فإن تبعناهُ صارَ المجدُ خادمنا
وإن تَركناهُ نَامَ المَجدُ واستلقى
والدِّينُ باقٍ بحفظِ اللهِ مُنزلهُ
حتى العظيم تَعالى يَبعثُ الخَلقا
أما تَرانا بِوضعٍ كاد يُهلكنا
وصِرنا أسرى حيارى للضنى رِقَّا
ويَسعدُ النَّاس دوماً في مواطنهم
إذا لقوا العدلَ والإنصافَ والحقَّا
عليكَ بالصِّدقِ فيما أنتَ قائِلهُ
فالصِّدق يُغلقُ أبوابَ الغَوى غَلقا
اوفِ بوعدكَ إن واعدتَ مُجتهداً
فإن وفيتَ فقد فقت الورى سبقا
إنَّ الوفاءَ كغيثٍ شَنَّ مِن سُحبٍ
إن كانَ وعدُ العبادِ الرَّعدَ والبرقا
واظب بفعلكَ للمعروفِ مُحتسباً
واعلم بأنَّكَ ما قدَّمتهُ تَلقى
ولُذ بِربِّكَ دوماً ما بَقيتَ وكُن
مُستمسكاً دائماً بالعُروَةِ الوُثقَى