(1) قالتْ: لماذا تَجلِسُ هكذا تُحدِّقُ في أمواجِ النهرِ وتنسى المدينةَ؟ قلتُ لها: ذلكَ لكي أجمعَ أمواجَ النهرِ الغاربةَ وأطرحها من حياتي قالتْ: ولماذا تجلسُ هكذا تُحدِّقُ في عينيَّ - ساعاتٍ طويلةً - وتنسى العالم؟ قلتُ لها:……… ماذا قلتُ لها؟ لمْ أقلْ لها شيئاً… لمْ أقلْ لها أيَّ شيء لمْ أقلْ... لمْ ... كنتُ أغوصُ في قاعِ عينيها الساحرتين رُوَيْداً رُوَيْداً ... وأتلاشى * (2) قلتُ: قميصكِ غابةُ فرحٍ وياسمين وموسيقى وقميصي نهرٌ جفَّ تفتحين أولَ الأزرارِ فيسّاقطُ المطرُ دافقاً، حنيناً، مرتعشاً على زجاجِ النافذةِ أفتحُ أولَ الأزرارِ فتسّاقطُ العصافيرُ الميّتةُ على سريري * (3) قالتْ: لماذا تجلسُ - أَيّها الشاعرُ ساعاتٍ طويلةً تتأمَّلُ الورقةَ ولا تلتفت لي... ما هذا!؟ هل قلبُكَ حِبْرٌ * (4) قلتُ: أَيّها المعبدُ ألتجيءُ إليكَ بشموعي وأخطائي فلماذا قبلتَ شموعي أشعَلتها لتنير جُدرانَ عزلتك وتركتَ أخطائي في العراءِ تنتحبُ من البردِ والانكسارِ