(1)
قالتْ: لماذا تَجلِسُ هكذا تُحدِّقُ في أمواجِ النهرِ
وتنسى المدينةَ؟
قلتُ لها: ذلكَ لكي أجمعَ أمواجَ النهرِ الغاربةَ
وأطرحها من حياتي
قالتْ: ولماذا تجلسُ هكذا تُحدِّقُ
في عينيَّ - ساعاتٍ طويلةً - وتنسى العالم؟
قلتُ لها:………
ماذا قلتُ لها؟
لمْ أقلْ لها شيئاً…
لمْ أقلْ لها أيَّ شيء
لمْ أقلْ...
لمْ ...
كنتُ أغوصُ في قاعِ عينيها الساحرتين
رُوَيْداً
رُوَيْداً
... وأتلاشى
*
(2)
قلتُ:
قميصكِ غابةُ فرحٍ وياسمين وموسيقى
وقميصي نهرٌ جفَّ
تفتحين أولَ الأزرارِ
فيسّاقطُ المطرُ دافقاً، حنيناً، مرتعشاً
على زجاجِ النافذةِ
أفتحُ أولَ الأزرارِ
فتسّاقطُ العصافيرُ الميّتةُ
على سريري
*
(3)
قالتْ:
لماذا تجلسُ - أَيّها الشاعرُ ساعاتٍ طويلةً
تتأمَّلُ الورقةَ
ولا تلتفت لي...
ما هذا‍!؟
هل قلبُكَ حِبْرٌ
*
(4)
قلتُ:
أَيّها المعبدُ
ألتجيءُ إليكَ
بشموعي وأخطائي
فلماذا قبلتَ شموعي
أشعَلتها لتنير جُدرانَ عزلتك
وتركتَ أخطائي
في العراءِ
تنتحبُ من البردِ
والانكسارِ