الثقافة للفرات: لا يمكن إيقاف بيع الجدارية الآشورية.. وهذا السبب
تأریخ التحریر: : 2018/10/30 19:40 •
{بغداد: الفرات نيوز} أكدت وزارة الثقافة والسياحة والآثار، أنه لا يمكن إيقاف مزاد بيع جدارية آشورية في مزاد أمريكي.
وقال المستشار الاعلامي لوزارة الثقافة عمران العبيدي لوكالة {الفرات نيوز} "خاطبنا سابقاً وزارة الخارجية لملاحقة القطعة الأثرية ولا نعرف أين وصلت متابعتها" مبينا "نواجه مشكلة في إستعادة القطع الأثرية وهي ان كل ولاية أمريكية لديها قانون خاص في بيع الآثار والتحف فبعضها تسمح وأخرى ترفض".
وشدد "لابد من استمرار متابعة الموضوع، ولن نسكت عن ذلك سواء لهذه القطعة او غيرها في مزادات أخرى وقد نجحنا في هذا الجانب، وخلال السنوات الماضية استرجعنا من خلال المتابعة أكثر من 5 الاف قطعة أثرية".
وبين العبيدي "هناك اشياء مفقودة مسجلة يمكن استرجاعها بسهولة كونها ملك عراقي ومثبت وفق القانون الدولي ولكن المشكلة اذا لم تكن مسجلة فاسترجاعها أصعب كون القانون يسمح بتداولها وطالبنا أكثر من مرة بتغيير هذه القوانين".
وأوضح "بعض القطع الأثرية التي تهرب بسبب التنقيب العشوائي وهي غير مسجلة لدينا وفي فترة احتلال داعش لمدينة الموصل نقب الارهابيون وبحثوا في المناطق الاثرية وحصلوا على قطع وتم تهريبها وهي غير مسجلة ومن الصعب متابعتها او استردادها من الدول والمزادات الدولية الموجودة فيها".
وأشار "لا زلنا نتابع القطع الاثرية غير المسجلة ونقدم ما يثبت انها آثار عراقية" مبينا ان "الجدارية الآشورية للأسف غير مسجلة كونها قبل إنشاء المتاحف العراقية وهي مهربة في القرن التاسع عشر والعراق بدأ بعد عشرينيات القرن الماضي الذي بتسجيل القطع الاثرية وسنحاول قدر الامكان لمتابعة هذه القطعة الآشورية حتى في حال بيعها ونقلها لمكان آخر".
ومن المقرر ان يُفتتح المزاد غداً الأربعاء في دار {كريستيز} في مدينة نيويورك الامريكية على جدارية آشورية يعود عمرها إلى قرابة ثلاثة آلاف عام، وكانت موجودة في مدينة الحضر العراقية، جنوب الموصل بمحافظة نينوى، قبل شحنها إلى بريطانيا ثم الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر.
ويقول خبراء في مزادات الآثار والتحف التاريخية إنه من المتوقع بيعها مقابل 11 مليون دولار أمريكي.
وتعود الجدارية لإله الخصوبة والذي كان رمزا لحماية الملك آشورناسريبال {883-859 قبل الميلاد} في النقوش الآشورية.
وترتفع الجدارية لمترين، وتمتد لأكثر من ذلك عرضاً وفقا لإعلان على موقع كريستيز الإلكتروني.
يذكر أن المنقب والرحالة البريطاني أوستن هنري ليارد انتزع آثارا آشورية كثيرة وأرسلها إلى لندن عام 1845، ومن بينها تلك الجدارية التي انتقلت لاحقا إلى الولايات المتحدة.
وكانت وزارة الخارجية العراقية، أعلنت الخميس الماضي، انها ستعمل من أجل إيقاف بيع القطعة الأثرية، لأنها تعد "موروثاً حضارياً عراقياً".
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد محجوب، في بيان، إن "سفارة العراق في واشنطن تتابع وبالتعاون مع الهيئة العامة للآثار والتراث قضية بيع القطعة الآثارية العراقية الآشورية المعروضة في مزاد كريستي والتابعة للقصر الشمالي الغربي للحاكم الاشوري {آشور ناصربال الثاني}"، مبينا ان "هذه القطعة كانت معروضة في كلية اللاهوت – فرجينيا".
واضاف انه "تم إعداد التقارير والصور الخاصة بها وكل مايمكن إثبات عائديتها للعراق"، مبينا ان "السفارة سارعت الى التواصل مع الأطراف ذات العلاقة وتم إبلاغها أن هذه القطعة تحت حماية قانون الاثار العراقي".
وأشار محجوب، إلى ان "وزارة الخارجية تواصل متابعتها الحثيثة مع مكتب المدعي العام في ولاية نيويورك، ومكتب وكيل وزير الخارجية الامريكي لشؤون الثقافة والتربية وتتواصل بشكل مستمر من أجل إيقاف بيع هذا الموروث الحضاري العراقي المهم"