نبينا ابراهيم الخليل عليه السلام هو معجزة حقيقية بصبره وثباته وقوة إيمانه .
إنها قصة عظيمة ورهيبة ومهولة يتكلم عنها القرآن الكريم
يأتي أمر من السماء بأن يذبح ابراهيم إبنه العزيز الحبيب اسماعيل بيديه
وهنا ابراهيم عليه السلام لا يعترض ولا يتكلم كلمة واحدة
لم يطلب تبرير واحد
لم يطلب توضيح واحد
لم يطلب بيان عما يحصل
لم يسأل لماذا أذبح إبني ؟
لم يقل ما فائدة دم هذا الصغير ؟
بل كان ابراهيم وقته هو المعجزة الحقيقية
امتثل وانصاع بقلبهِ
هذا هو قلب المؤمن العظيم
هو متيقن من حكمة الله وعدله 100%
لم يعترض بحرف واحد
حتى إبنه الحبيب كان صابراً وقال :
افعل ما تؤمر
ستجدني صابراً
يمضي ويأخذ إبنه الحبيب
الذي يسلم بدورهِ
ويمضون ليمشوا طريقاً طويلاً
باتجاه الجبل الذي سيتم فيه الذبح
أب يذبح إبنه
ما هذا الإيمان العظيم ؟
ما هذهِ القلوب العظيمة ؟
سلامٌ لتلك الدقائق المجنونة ؟
سلامٌ على إبراهيم
هنا التضحية الحقيقية لله
هنا الإيمان الحقيقي لله
هنا العبودية الخالصة لله
هنا التسليم الحقيقي لأمر الله وقضائه
هنا البلاء العظيم
وعندما أخرجَ النبي ابراهيم السكين
وأرادَ أن يحز نحر ابنه الحبيب
جاءه النداء العظيم من السماء
بأن الله فتحَ عليه وفدا إبنه بقربان عظيم
(( فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ(101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ(102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ(103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ(104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ(105)إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ(106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ(107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ(108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ(110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ))
الإيمان ليس كلمة تقال
بل
الإيمان منهج وفعل وصدق
ونية خالصة لله سبحانه وتعالى
إن لم تضحٍِ لله بصدق فلن تجتاز الإختبارات الإلهية
مودتي