من ديوان اسواط ومواجع وقبل
عليك الصبّ ُ في شجن ٍ ينوحُ
فذرني فالضنى شوقٌ جموحُ
فأن تاقت الى النجوى قلوبٌ
ففي الاضلاع اوجاعٌ تصيح
الى عالي رباك اشدّ ُ طرفي
فتشجيني المرابعُ والسفوحُ
فابكى والجوى قد شاق نفسي
كأم ٍ شاقها ولدٌ ذبيحُ
وأُهرعُ ماسكاً بالكف قلبي
إذا رؤياك من بُعدٍ تلوحُ
واسفح في ثراك غزير دمعي
فأن الصبَّ اتعبهُ النزوحُ
فخذني قد سئمت هنا بقائي(1)
فلا مجدٌ يُصاعُ ولا طموحُ
ولا بشر كمثل الناس تبدو
سوى منها يواجهك الفحيحُ
ارى الأيام تمحق كل عمري
كمثل الليث ترهقه الجروح
وتذوي في البعاد عليك نفسي
كما يذوي من الجري الطليحُ
فيا وطنا تعانقه الثريا
وتُغضي من مهابتهِ الصروحُ
سأكتب في هواك جميلَ شعري
ففي نهريك يفتخرُ المديحُ
وأحفر في حنايا القلب اسما
تغزل فيه في الدنيا فصيحُ
عراق يا جمار القلب عشقاً
إذا ما المرءُ يُسلمهُ الجنوحُ
فمن مست ثراك خطاه يوماً
غدا في الناس من عطر ٍ يفوحُ