البلح غني بمضادات الأكسدة وفيتامين ج
يبدأ موسم التمر بمرحلة البلح أو البسر ثم
الرطب ثم التمر. ولحكمة من الله تعالى لا تستمر
مرحلة البلح طويلاً لأن الثمار في هذه المرحلة تكون
غنية بمادة التانين أو العفصين القابضة والمرّة.
وتختلف نسبة التانين في البلح من نوع إلى آخر
فهناك انواع يصعب جداً تناولها في هذه المرحلة
نظراً لقبضها ومرارتها الشديدة. وهذه الأنواع يجب
انتظار بداية ترطيبها (تحولها إلى رطب) حين يختفي
التانين أو العفصين فيها ليتمكن الانسان من الاستمتاع بأكلها.
وهناك انواع من البلح تكون نسبة السكريات فيها
كبيرة مقارنة بنسبة التانين فيها إلى درجة يمكن أكل
ثمارها مثل بلح او بسر البرحي والحلوة قبل ان
تتحول إلى رطب.
ومن المؤكد ان هناك فوائد للبلح او البسر فلونها
الأصفر او الأحمر يشير إلى غناها بمضادات الأكسدة
التي تحارب تكون الشوارد الحرّة التي تسبب تدمير الخلايا.
كما أن بها نسبة كبيرة من فيتامين ج الذي يفقده البلح
بتحوله إلى رطب ثم إلى تمر. ومحتوى البلح من السعرات
الحرارية أقل من محتوى الرطب او التمر التام النضج منها،
كما أن نسبة الألياف غير الذائبة بها تساعد على تحليل
الأورام في القناة الهضمية.
ولكن هذه الفوائد تصطدم بكمية التانين الكبيرة في البلح،
فحتى والبلح او البسر حلو تغطي حلاوته مقدار التانينات
فيه يجب عدم الإكثار منه، فكثرة أكله تسبب التلبك
المعوي وعسر الهضم.
ولم تجر الكثير من الأبحاث على تأثير استهلاك التانينات
على عملية الهضم خاصة عند تناولها مع أطعمة أخرى،
ولكن المعروف انها مواد مركبة عديدة الفينولات لها
القدرة على الالتصاق بجزيئات البروتينات والنشويات
والألياف والمعادن خاصة الحديد.
وهذا يجرّ إلى احتمالية ألا يستفيد الجسم من جزيئات
العناصر الغذائية التي يتناولها الإنسان مع البلح فتخرج
من الجسم دون ان يستفيد منها.
ولله حكمة بالغة في أنه يصعب الاحتفاظ بالبلح طازجاً
لمدة طويلة كإشارة إلى أنه لا يجب الاستمرار في تناول
البلح في غير موسمه لما لذلك من تأثير على امتصاص
غيره من الأطعمة.
وأفضل مراحل نمو التمر هي مرحلة الرطب حين لا تزال
الثمرة غنية بالرطوبة ولكنها قد تخلصت من كمية كبيرة
من التانين فيها، كما لم تتركز السكريات فيها مثلما تتركز
عندما تتحول إلى تمرة تامة النضج. وفي هذه المرحلة يمكن
حفظ الرطب في المجمد والتمتع بأكله طوال العام.
وعندما يتحول الرطب إلى تمر وهو في نخله تقلّ نسبة الرطوبة
فيه وتزداد نسبة السكريات ويصبح طعاماً غنياً بالسعرات الحرارية
وسهل الحفظ لفترات طويلة. ومع ان التمر هو من المنتجات
التي تجود وتكثر زراعتها في بلادنا إلا أنه إلى الآن لم تتم
الاستفادة منها في التصنيع الغذائي كما يجب.
وقد قام قسم علوم اللأغذية والتغذية في كلية الزراعة في
جامعة السلطان قابوس في عُمان بنشر مقال بعنوان:
التمر: فاكهة واعدة للتصنيع الغذائي
DATES: A Fruit of Promise for the Food Industry
ركز فيه على أهمية استغلال التمور في إنتاج مواد نافعة للتصنيع
الغذائي مثل استخلاص البكتين وهي مادة مبلرة كاربوهيدراتية
لها خاصية تكوين الهلام بوجود السكر والحمض.
واستخلاص شراب التمر وهو سائل طبيعي حلو يستعمل
بديلاً عن السكر البيض المكرر الخالي من العناصر الغذائية
. واستخلاص ألياف نباتية طبيعية من التمر