ثمارُ النَدم
يتجرَّعُ الغُبارَ
والصدأََ وماتَبقَّى
من تَبُِغِ السِنينَ
يتفصَّدُ من جَبينهِ
صَهيلٌ باردٌ في جَوفِ
جُمْجمةٍ يائسةٍ
يَمْحو آثارَ ليلتهِ
وصوتَ نباحِ الريحِ
و الصخورِ التي
يُدَحْرِجُها المَدى الكَئيّبُ
من مآذنِ المُدنِ النافقةِ التي
ترفرفُ راياتُها
على القلاعِ المُضَرَّجةِ
بالأكاذيبِ والخراب
يَحيطُ باسوارِها
الشحاذونَ
يُطَيبونَ خاطرَ الربِّ
بما تكاثرَ من الرِمَمِ
في أسفلِ وديانِها المْعبَّأةِ
بالجرذانِ والذِئّاب
يتجمهرُ النملُ
على كتفِ اليَقْطينةِ العَفِنةِ
تنظرُ بعينيها الجائِعتينِ
إلى القَمرِ الناحِلِ بِصُفْرَتهِ
القابعِ بسكينةٍ في خوائهِ الكئيبِ
خَلفَ التلالِ الضاحكةِ
من فرطِ بلادَتِها
وهي تحدِّقُ كدُمىً نادمة
على عُرِّيها الذي تعْبثُ بهِ
الريحُ والذُباب
حينَ لمْ أجدْ جَواباّ اتَّكأتُ
على صريرِ الحكاياتِ
المعَلَّقْة في ذاكرةِ الصَباح
خلفَ عجلةِ النهارِ
الذي قارب علىَ الانقراض
المُندَّى بِثمارِ النَدم
منقول