عبد الله بن عمر بن الخطاب من أكثر الصحابة رواية للحديث، فروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن أبيه وأبي بكر وعثمان، كان من المتقين الزاهدين، فزهد في الخلافة واعتزل الفتنة، مدحه كثير من الصحابة وأثنوا عليه، توفي بمكة ودفن بها.
نسب عبد الله بن عمر
هو عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العُزى بن رِيَاح بن عبد اللَّه بن قُرْطِ بن رَزَاحِ بن عَدِيِّ بن كَعْبِ بن لُؤَيِّ بن غالب بن فِهر، يُكنى بأبي عبد الرحمن، وأمه زينب بنت مظعون، وكان إسلامه بمكة مع إسلام أبيه، ولم يكن بَلَغ يومئذ. وهاجر مع أبيه إلى المدينة[1]، وكان عمره عشر سنين[2].
رواية عبد الله بن عمر للحديث
عبد الله بن عمر أحد العبادلة المكثرين مِن حفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والرواية عنه، فقد روى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأكثر، وعن أبيه، وأبي بكر، وعثمان، وسعد، وابن مسعود، وأخته حفصة، وعائشة، وغير ذلك، وروى عنه بنوه (سالم، وحمزة، وعبد الله، وبلال، وزيد، وعبيد الله، وعمر)، وحفيداه (محمد بن زيد، وأبو بكر بن عبيد الله)، ومولاه نافع، وزيد بن سالم، وأسلم مولى أبيه عمر، والحسن، ومحمد، وأنس ابني سيرين، والزهري، وعطاء[3]، كما روى عنه أكثر من أربعين رجلًا من أهل مصر[4]، له في مسند بقي بن مخلد ألفا حديث وسبعمائة حديث وثلاثون حديثًا (2730)[5]، وذُكر أن له ألف وستمائة وثلاثون حديثًا (1630)، اتفق البخاري ومسلم على مائة وسبعين (170) وانفرد البخاري بأحد وثمانين (81)، ومسلم بأحد وثلاثين (31)[6].
اتّباع عبد الله بن عمر للرسول صلى الله عليه وسلم
كان عبد الله بن عمر حريصًا كل الحرص على أن يفعل ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعله، وكان يتحفظ ما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ويسأل من حضر إذا لم يحضر عما قال أو فعل، وكان يتتبع آثاره صلى الله عليه وسلم، ويصلي في كل مسجد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم، شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع فوقف معه بعرفة فكان يقف في ذلك الموقف كلما حج، ولا يفوته الحج في كل عام[7]، وتقول في ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «مَا رَأَيْتُ أَلْزَمَ لِلْأَمْرِ الْأَوَّلِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ»[8]. حتى إنّ النبي نزل تحت شجرة، فكان ابن عمر يتعاهد تلك الشجرة، فيصبُّ في أصلها الماء لكيلا تيبس[9]، لذلك قال عنه سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: «لَوْ شَهِدْتُ عَلَى أَحَدٍ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَشَهِدْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ»[10].
جهاد عبد الله بن عمر
شهد عبد الله بن عمر العديد من المشاهد على صغر سنه، فقد شهد كل المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم سوى بدر وأحد حيث استصغره النبي صلى الله عليه وسلم[11]، فعنه قَالَ: "عُرِضْتُ عَلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمِ بَدْرٍ وَأَنَا ابْنُ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً فَلَمْ يُجِزْنِى فِى الْمُقَاتِلَةِ وَعُرِضْتُ عَلَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً فَلَمْ يُجِزْنِى فِى الْمُقَاتِلَةِ وَعُرِضْتُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ فَأَجَازَنِى فِى الْمُقَاتِلَةِ[12]، وهكذا كانت بداية جهاده في غزوة الخندق، كما أنه شهد بيعة الرضوان[13]، وشهد غزوة مؤتة واليرموك[14]، وحضر يوم القادسية ويوم جلولاء وما بينهما من وقائع الفرس[15]، وشهد فتح مصر، واختط بها[16]، وقدم البصرة وشهد غزو فارس وورد المدائن مرارًا[17] وغزا إفريقية[18]، وغير ذلك. وكان عمره يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم ثنتين وعشرين سنة[19].
قيام عبد الله بن عمر بالليل
كان عبد الله بن عمر مِن عُبّاد الصحابة منذ صغره، وكان ينام في المسجد، ويحدثنا ابن عمر: "كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رُؤْيَا، فَأَقُصَّهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُنْتُ غُلاَمًا شَابًّا، وَكُنْتُ أَنَامُ فِي المَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي، فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ البِئْرِ وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ وَإِذَا فِيهَا أُنَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، قَالَ: فَلَقِيَنَا مَلَكٌ آخَرُ فَقَالَ لِي: لَمْ تُرَعْ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ، لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ" فَكَانَ بَعْدُ لاَ يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا"[20].
تقوى عبد الله بن عمر
كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما من أهل التقوى والورع والعلم والصلاح، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم كلامًا يُذكر في محاسن عبد الله بن عمر، فعن حَفْصَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا "إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ"[21]. وعَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلا كَتَبَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ يَسْأَلُهُ عَنِ الْعِلْمِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إن العلم كثير يابن أَخِي، وَلَكِنْ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَفِيفَ الظَّهْرِ مِنْ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وأموالهم، كاف اللِّسَانِ عَنْ أَعْرَاضِهِمْ، خَامِصَ الْبَطْنِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، لازماً لجماعتهم فافعل[22].
وكان عبد الله مثل أبيه تهطل دموعه حين يسمع آيات النذير في القرآن؛ فقد جلس يومًا بين إخوانه فقُرئ: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلاَ يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}[المطففين: 1-6]، فبكى حتى لم يستطع قراءة ما بعدها من الآيات[23].
علم عبد الله بن عمر
كان رضي الله عنه من فقهاء الصحابة المعدودين وأعلم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمناسك الحج، وقد أفتى المسلمين قرابة ستين سنة، فعَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: "كَانَ إِمَامَ النَّاسِ عِنْدَنَا بَعْدَ عُمَرَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، وَكَانَ إِمَامَ النَّاسِ عِنْدَنَا بَعْدَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ"[24]، مكث ستين سنة يفتي الناس[25].
وعن أبي إسحاق الهمداني قال كنا نأتي ابن أبي ليلى في بيته وكانوا يجتمعون إليه، فجاءه أبو سلمة بن عبد الرحمن فقال أعُمر كان عندكم أفضل أم ابنه؟ فقالوا: لا، بل عمر. فقال أبو سلمة إن ّعمر كان في زمان له فيه نظراء، وإن ابن عمر كان في زمان ليس له فيه نظير[26].
وكان عبد الله بن عمر شديد الحذر في روايته عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان يروي الحديث كما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم من غير أن يزيد فيه ولا ينقص، فعن أبي جعفر قال: «لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا أَحْذَرَ أَنْ لَا يَزِيدَ فِيهِ وَلَا يُنْقِصَ مِنَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا»[27].
كما كان شديد الحذر والحرص في الفُتيا، فعن ابن عمر رضي الله عنهما، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ: «لَا عَلِمَ لِي بِهَا»، فَلَمَّا أَدْبَرَ الرَّجُلُ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " نِعْمَ مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ، سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ فَقَالَ: لَا عِلْمَ لِي بِهَا"[28].
جود عبد الله بن عمر وكرمه وزهده
كان ابن عمر من ذوي الدخول الرغيدة الحسنة؛ إذ كان تاجرًا أمينًا ناجحًا، وكان راتبه من بيت مال المسلمين وفيرًا، ولكنه لم يدخر هذا العطاء لنفسه قَطُّ، إنما كان يرسله إلى الفقراء والمساكين والسائلين، فعن أيوب بن وائل الراسبي، قال: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ - جَارٌ لِابْنِ عُمَرَ - أَنَّهُ أَتَى ابْنَ عُمَرَ أَرْبَعَةُ آلَافٍ مِنْ قِبَلِ مُعَاوِيَةَ، وَأَرْبَعَةُ آلَافٍ مِنْ قِبَلِ إِنْسَانٍ آخَرَ، وَأَلْفَانِ مِنْ قِبَلِ آخَرَ، وَقَطِيفَةٌ فَجَاءَ إِلَى السُّوقِ يُرِيدُ عَلَفًا لِرَاحِلَتِهِ بِدِرْهَمٍ نَسِيئَةً، فَقَدْ عَرَفْتُ الَّذِي جَاءَهُ، فَأَتَيْتُ سُرِّيَّتَهُ، فَقُلْتُ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكِ عَنْ شَيْءٍ وَأُحِبُّ أَنْ تَصْدُقِينِي؟ قُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ أَتَتْ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ مِنْ قِبَلِ مُعَاوِيَةَ، وَأَرْبَعَةُ آلَافٍ مِنْ قِبَلِ إِنْسَانٍ آخَرَ، وَأَلْفَانِ مِنْ قِبَلِ آخَرَ، وَقَطِيفَةٌ؟ قَالَتْ: بَلَى، قُلْتُ: فَإِنِّي رَأَيْتُهُ يَطْلُبُ عَلَفًا بِدِرْهَمٍ نَسِيئَةً، قَالَتْ: مَا بَاتَ حَتَّى فَرَّقَهَا، فَأَخَذَ الْقَطِيفَةَ فَأَلْقَاهَا عَلَى ظَهْرِهِ ثُمَّ ذَهَبَ فَوَجَّهَهَا ثُمَّ جَاءَ، فَقُلْتُ: يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ مَا تَصْنَعُونَ بِالدُّنْيَا، وَابْنُ عُمَرَ أَتَتْهُ الْبَارِحَةَ عَشَرَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ وَضَحٍ، فَأَصْبَحَ الْيَوْمَ يَطْلُبُ لِرَاحِلَتِهِ عَلَفًا بِدِرْهَمٍ نَسِيئَةً؟[29].
وكان إذا أعجبه شيء من ماله تقرب به إلى الله عز وجل، وكان عبيده قد عرفوا ذلك منه، فربما لزم أحدهم المسجد فإذا رآه ابن عمر على تلك الحال أعتقه، فيقال له: إنهم يخدعونك، فيقول: من خدعنا لله انخدعنا له، وكان له جارية يحبها كثيرا فأعتقها وزوجها لمولاه نافع، وقال: إن الله تعالى يقول {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] واشترى مرة بعيرًا فأعجبه لما ركبه فقال: يا نافع أدخله في إبل الصدقة، وأعطاه ابن جعفر في نافع عشرة آلاف فقال: أو خيرًا من ذلك؟ هو حر لوجه الله، واشترى مرة غلامًا بأربعين ألفًا وأعتقه، فقال الغلام: يا مولاي قد أعتقتني فهب لي شيئًا أعيش به فأعطاه أربعين ألفًا، واشترى مرة خمسة عبيد فقام يصلي فقاموا خلفه يصلون فقال: لمن صليتم هذه الصلاة؟ فقالوا: لله! فقال: أنتم أحرار لمن صليتم له، فأعتقهم. والمقصود أنه ما مات حتى أعتق ألف رقبة، وربما تصدق في المجلس الواحد بثلاثين ألفًا، وكانت تمضي عليه الأيام الكثيرة والشهر لا يذوق فيه لحمًا إلا وعلى يديه يتيم، وبعث إليه معاوية بمائة ألف لما أراد أن يبايع ليزيد، فما حال عليه الحول وعنده منها شيء، وكان يقول: إني لا أسأل أحدًا شيئًا، وما رزقني الله فلا أرده[30].
وكان رضي الله عنه كثير الإنفاق في وجوه الخير قال ميمون بن مهران: أتاه اثنان وعشرون ألف دينار في مجلس فلم يقم حتى فرقها، وذكر عنه ابن شعبان: أنه اعتمر ألف عمرة وكان من أكرم أهل زمانه، وعن مالك: أنه حج ستين حجة وأعتق ألف رأس وحبس ألف فرس[31].
لقد كان عبد الله رضي الله عنه خائفًا من أن يقال له يوم القيامة: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} [الأحقاف: 20]. كما كان يقول عن نفسه: " وَاللَّهِ مَا وَضَعْتُ لَبِنَةً عَلَى لَبِنَةٍ وَلَا غَرَسْتُ نَخْلَةً مُنْذُ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"[32]. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «مَا مِنَّا أَحَدٌ أَدْرَكَ الدُّنْيَا إِلَّا قَدْ مَالَتْ بِهِ وَمَالَ بِهَا إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا»[33].
وعَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِبَعْضِ جَسَدِي، فَقَالَ: "يَا عَبْدَ اللَّهِ، كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ كَأَنَّكَ عَابِرُ سَبِيلٍ، وَعُدَّ نَفْسَكَ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ"[34]. ثُمَّ قَالَ لِي: "يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلا دِرْهَمٌ، إِنَّما هِيَ حَسَنَاتٌ وَسَيِّئَاتٌ، جَزَاءٌ بِجَزَاءٍ، وَقِصَاصٌ بِقِصَاصٍ، وَلا تَتَبَرَّأْ مِنْ وَلَدِكَ فِي الدُّنْيَا، فَيَتَبَرَّإِ اللَّهُ مِنْكَ فِي الآخِرَةِ، فَيَفْضَحْكَ عَلَى رُءُوسِ الأَشْهَادِ، وَمَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"[35].
ويقول ميمون بن مهران: "دخلت على ابن عمر، فقَومتُ (ثَمّنْتُ) كل شيء في بيته من فراش ولحاف وبساط، ومن كل شيء فيه، فما وجدته يساوي مائة درهم"[36].
موقف عبد الله بن عمر من الخلافة
رغم كل ماذُكر عن عبد الله بن عمر من روايته للحديث واتباعه للرسول صلى الله عليه وسلم وجهاده وتقواه وعلمه وجوده وكرمه وزهده إلا أنه عُرضتْ عليه الخلافة عدة مرات فلم يقبلها، فعَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: "لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رِضْوَانُ اللَّهُ عَلَيْهِ جَاءَ النَّاسُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رِضْوَانُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالُوا لَهُ: أَنْتَ سَيِّدُ النَّاسِ، وَابْنُ سَيِّدِهِمْ، فَاخْرُجْ بِنَا حَتَّى نُبَايِعَ لَكَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا دَامَ فِيَّ رَوْحٌ فَلَنْ يُهَرَاقَ فِيَّ مِحْجَمَةٌ مِنْ دَمٍ، فَعَاوَدُوهُ فَقَالُوا: إِنْ لَمْ تَخْرُجْ قَتَلْنَاكَ عَلَى فِرَاشِكَ، فَأَعَادَ لَهُمُ الْكَلَامَ مِثْلَ مَا قَالَ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى"[37].
وعن الْمُطْعِمُ بْنُ الْمِقْدَامِ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: "كَتَبَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بَلَغَنِي أَنَّكَ طَلَبْتَ الْخِلَافَةَ، وَإِنَّ الْخِلَافَةَ لَا تَصْلُحُ لِعَيِيٍّ، وَلَا بَخِيلٍ، وَلَا غَيُورٍ فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الْخِلَافَةِ أَنِّي طَلَبْتُهَا فَمَا طَلَبْتُهَا، وَمَا هِيَ مِنْ بَالِي، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الْعِيِّ، وَالْبُخْلِ، وَالْغَيْرَةِ، فَإِنَّ مَنْ جَمَعَ كِتَابَ اللهِ فَلَيْسَ بِعَيِيٍّ، وَمَنْ أَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ فَلَيْسَ بِبَخِيلٍ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الْغَيْرَةِ فَإِنَّ أَحَقَّ مَا غِرْتُ فِيهِ وَلَدِي أَنْ يُشْرِكَنِي فِيهِ غَيْرِي"[38].
واستقر الأمر لمعاوية ومن بعده لابنه يزيد، ثم ترك معاوية الثاني ابن يزيد الخلافة زاهدًا فيها بعد أيام من توليه، وكان عبد الله بن عمر شيخًا مسنًّا كبيرًا، فذهب إليه مروان وقال له: "هَلُمَّ يَدَكَ نُبَايِعْ لَكَ، فَإِنَّكَ سَيِّدُ الْعَرَبِ، وَابْنُ سَيِّدِهَا، قَالَ: قَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: كَيْفَ أَصْنَعُ بِأَهْلِ الْمَشْرِقِ؟ قَالَ: تَضْرِبُهُمْ حَتَّى يُبَايِعُوا، قَالَ: وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنَّهَا دَانَتْ لِي سَبْعِينَ سَنَةً، وَأَنَّهُ قُتِلَ فِي سَبَبِي رَجُلٌ وَاحِدٌ"[39]. فانصرف عنه مروان.
موقف عبد الله بن عمر من الفتنة
اعتزل أكثر الصحابة الفتنة وأبَوا أن يخوضوا في دماء المسلمين، ومنهم الصحابي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، فقد حرص على ألا يقترب من الفتنة أبدًا ورفض رضي الله استعمال القوة والسيف في الفتنة المسلحة بين عليٍّ ومعاوية، وكان الحياد شعاره ونهجه:فقيل له: "أتصلي مع هؤلاء ومع هؤلاء وبعضهم يقتل بعضا؟ قال فقال: من قال حي على الصلاة، أجبته. ومن قال حي على الفلاح، أجبته. ومن قال حي على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله، قلت: لا"[40].
وعن أبي العالية البراء قال: كنت أمشي خلف ابن عمر وهو لا يشعر وهو يقول: "واضعين سيوفهم على عواتقهم يقتل بعضهم بعضًا يقولون يا عبد الله بن عمر أعط بيدك"[41].
زوجات وأولاد عبد الله بن عمر
كان لعبد الله بن عمر من الولد اثنا عشر وأربع بنات: أبو بكر وأبو عبيدة وواقد وعبد الله وعمر وحفصة وسودة وأمهم صفية بنت أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن قسي وهو ثقيف.
وعبد الرحمن وأمه أم علقمة بنت علقمة بن ناقش بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر.
وسالم وعبيد الله وحمزة وأمهم أم ولد، وزيد وعائشة وأمهما أم ولد، وبلال وأمه أم ولد.
وأبو سلمة وقلابة وأمهما أم ولد. ويقال إنها أم زيد بن عبد الله سهلة بنت مالك بن الشحاح من بني زيد بن جشم بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب[42].
وفاة عبد الله بن عمر
عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "كَانَ زُجُّ رُمْحِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ الْحَجَّاجِ قَدْ أَصَابَ رِجْلَ ابْنِ عُمَرَ فَانْدَمَلَ الْجُرْحُ ، فَلَمَّا صَدَرَ النَّاسُ انْتَفَضَ عَلَى ابْنِ عُمَرَ جُرْحُهُ، فَلَمَّا نَزَل بِهِ دَخَلَ الْحَجَّاجُ عَلَيْهِ يَعُودُهُ ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الَّذِي أَصَابَكَ مَنْ هُوَ؟ قَالَ: أَنْتَ قَتَلْتَنِي، قَالَ: وَفِيمَ؟ قَالَ: حَمَلْتَ السِّلَاحَ فِي حَرَمِ اللَّهِ ، فَأَصَابَنِي بَعْضُ أَصْحَابِكَ ، فَلَمَّا حَضَرَتِ ابْنَ عُمَرَ الْوَفَاةُ أَوْصَى أَنْ لَا يُدْفَنَ فِي الْحَرَمِ، وَأَنْ يُدْفَنَ خَارِجًا مِنَ الْحَرَمِ، فَغُلِبَ ، فَدُفِنَ فِي الْحَرَمِ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ الْحَجَّاجُ"[43].
وعن شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "قالَ ابْنَ عُمَرَ عِنْدَ الْمَوْتِ لِسَالِمٍ: يَا بُنَيَّ إِنْ أَنَا مِتُّ، فَادْفِنِّي خَارِجًا مِنَ الْحَرَمِ، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُدْفَنَ فِيهِ بَعْدَ أَنْ خَرَجْتُ مِنْهُ مُهَاجِرًا، فَقَالَ: يَا أَبَتِ إِنْ قَدِرْنَا عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَ: تَسْمَعُنِي أَقُولُ لَكَ وَتَقُولُ: إِنْ قَدِرْنَا عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: أَقُولُ الْحَجَّاجُ يَغْلِبُنَا فَيُصَلِّي عَلَيْكَ، قَالَ: فَسَكَتَ ابْنُ عُمَرَ"[44].
وعَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ مَنِيَّتِي بِمَكَّةَ"[45]. وقد توفي عبد الله رضي الله عنه بمكة سنة ثلاث وسبعين[46] وهو المشهور بين المؤرخين، وقيل: سنة أربع وسبعين[47]، وقد مات وهو ابْنُ أربع وثمانين سنة[48]، وقيل: ست وثمانين سنة[49]، وقيل: سبع وَثَمَانِينَ[50]،
ودفن بفخ[51]، وقيل بالمحصب[52]، وقيل بذي طوي[53]، وقيل: بسرف[54]، وهو آخر من مات بمكة من الصّحابة[55]، وَكَانَ قد عمي قبل وفاته[56].
أقوال الصحابة والتابعين في عبد الله بن عمر
كان لكثير من الصحابة والتابعين بعض الأقوال التي أثنوا بها على عبد الله بن عمر، ومن هذه الأقول ما قاله ابن مسعود: "إِنَّ مِنْ أَمْلَكِ شَبَابِ قُرَيْشٍ لِنَفْسِهِ عَنِ الدُّنْيَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ"[57].
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «مَا مِنَّا أَحَدٌ أَدْرَكَ الدُّنْيَا إِلَّا قَدْ مَالَتْ بِهِ وَمَالَ بِهَا إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا»[58].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما رأيت أحدًا ألزم للأمر الأول من ابن عمر"[59].
قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: "مَاتَ ابْنُ عُمَرَ وَهُوَ فِي الْفَضْلِ مِثْلُ أَبِيهِ"[60].
قال سعيد بن المسيب:"لَوْ شَهِدْتُ لِأَحَدٍ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَشَهِدْتُ لِابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ"[61].
قَالَ قَتَادَةُ: "سَمِعْتُ ابْنَ المُسَيِّبِ يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمَ مَاتَ خير من بقي"[62].
وقال مَيْمُون بْن مهران: "ما رأيت أورع من ابْن عُمَر"[63].
قال نافع: "كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَصُومُ فِي السَّفَرِ وَلَا يَكَادُ يُفْطِرُ فِي الْحَضَرِ إِلَّا أَنْ يَمْرَضَ"[64].
وقال سالم: "مَا لَعَنَ ابْنُ عُمَرَ خَادِمًا، لَهُ إِلا مَرَّةً، فَأَعْتَقَهُ"[65].
وعن عطاء مولى ابن سباع، قال: "أَقْرَضْتُ ابْنَ عُمَرَ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ ، فَبَعَثَ إِلَيَّ بِأَلْفَيْ وَافٍ، فَوَزَنْتُهَا، فَإِذَا هِيَ تَزِيدُ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، فَقُلْتُ: مَا أَرَى ابْنَ عُمَرَ إِلَّا يُجَرِّبُنِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهَا تَزِيدُ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، قَالَ: هِيَ لَكَ"[66].
وروى معمر، عن أبي عمرو الندبي قال: قَالَ: "خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ" فَمَا لَقِيَ صَغِيرًا وَلَا كَبِيرًا إِلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ"[67].
عن عمرو بن دينار قال:"كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُعَدُّ مِنْ فُقَهَاءِ الْأَحْدَاثِ"[68].
[1] ابن سعد: الطبقات الكبرى، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1410ه= 1990م، 4/ 105، 106، والبغوي: معجم الصحابة، تحقيق: محمد الأمين بن محمد الجكني، مكتبة دار البيان، الكويت، الطبعة الأولى، 1421ه = 2000م، 3/ 468.
[2] ابن كثير: البداية والنهاية، دار الفكر، 1407هـ= 1986م، 9/ 4.
[3] مالك بن أنس: الموطأ، تحقيق: محمد مصطفى الأعظمي، مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، أبو ظبي، الإمارات، الطبعة الأولى، 1425هـ= 2004م، 6/ 68.
[4] عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي: تاريخ ابن يونس المصرى، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1421ه= 1/ 276، وابن عساكر: تاريخ دمشق، تحقيق: عمرو بن غرامة العمروي، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1415 هـ= 1995م، 31/ 86.
[5] مالك بن أنس: الموطأ، 6/ 68.
[6] محمد آدم الإتيوبي: شرح أَلْفِيَّةِ السُّيوطي في الحديث المسمى «إسعاف ذوي الوَطَر بشرح نظم الدُّرَر في علم الأثر»، مكتبة الغرباء الأثرية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1414هـ= 1993م، 1/ 23.
[7] إسماعيل بن محمد الأصبهاني: سير السلف الصالحين، تحقيق: كرم بن حلمي بن فرحات بن أحمد، دار الراية للنشر والتوزيع، الرياض، ص490.
[8] الحاكم في المستدرك (6365).
[9] ابن عساكر: تاريخ دمشق، 31/ 121.
[10] الحاكم في المستدرك (6366).
[11] عبد السلام بن محسن آل عيسى: دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية، مادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 1423هـ= 2002م، 1/ 242.
[12] البيهقي في السنن الكبرى (11084).
[13] الذهبي: العبر في خبر من غبر، تحقيق: أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت، 1/ 61، واليافعي: مرآة الجنان وعبرة اليقظان، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1417هـ= 1997م، 1/ 124.
[14] ابن عساكر: تاريخ دمشق، 31/ 79.
[15] ابن الجوزي : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1412هـ= 1992م، 6/ 133.
[16] عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي: تاريخ ابن يونس المصرى، 1/ 276، وابن عساكر: تاريخ دمشق، 31/ 86.
[17] ابن كثير: البداية والنهاية، 9/ 4.
[18] خليفة بن خياط: تاريخ خليفة بن خياط، المحقق: أكرم ضياء العمري، دار القلم، مؤسسة الرسالة، دمشق، بيروت، الطبعة الثانية، 1397هـ، ص159.
[19] ابن كثير: البداية والنهاية، 9/ 4.
[20] البخاري: كتاب التهجد، باب فضل قيام الليل (1070)، ومسلم: كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم، باب من فضائل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما (2479) واللفظ له.
[21] البخاري: كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما (3531).
[22]النَّيْسَابُوْرِيُّ في المزكيات (145).
[23] ابن الجوزي: صفة الصفوة، تحقيق: أحمد بن علي، دار الحديث، القاهرة، مصر، الطبعة 1421ه= 2000م، 1/ 219.
[24] البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (116).
[25] الذهبي: تاريخ الإسلام، تحقيق: بشار عوّاد معروف، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى، 2003م، 2/ 849.
[26] ابن عساكر: تاريخ دمشق، 31/ 112.
[27] الحاكم في المستدرك (6374).
[28] الحاكم في المستدرك (6378)، والدارمي (194) واللفظ له.
[29] أبو نعيم الأصفهاني: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، دار السعادة، 1394هـ = 1974م، 1/296، 297.
[30] ابن كثير: البداية والنهاية، 9/ 4، 5.
[31] علاء الدين مغلطاي: إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال، تحقيق: أبو عبد الرحمن عادل بن محمد، أبو محمد أسامة بن إبراهيم، الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، 1422هـ= 2001م ، 8/ 82.
[32] البخاري: كتاب الاستئذان، باب ما جاء في البناء (5944)، والطبراني في المعجم الكبير (13658).
[33] الحاكم في المستدرك (6369) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. تعليق الذهبي في التلخيص: على شرط البخاري ومسلم.
[34] ابن ماجه: كتاب الزهد، بَابُ مَثَلِ الدُّنْيَا (4113).
[35] ابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة، 3/ 336.
[36] ابن سعد: الطبقات الكبرى، 4/124.
[37] أبوبكر بن الخلال: السنّة، تحقيق: عطية الزهراني، دار الراية، الرياض، الطبعة الأولى، 1410هـ= 1989م، 2/ 411.
[38] الطبراني في المعجم الكبير (13081).
[39] ابن سعد: الطبقات الكبرى، 4/127.
[40] ابن سعد: الطبقات الكبرى، 4/127، 128.
[41] ابن سعد: الطبقات الكبرى، 4/113.
[42] ابن سعد: الطبقات الكبرى، 4/ 106.
[43] ابن سعد: الطبقات الكبرى، 4/ 142.
[44] ابن سعد: الطبقات الكبرى، 4/ 142.
[45] ابن سعد: الطبقات الكبرى، 4/ 140.
[46] انظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى، 4/ 142، والبغوي: معجم الصحابة، 3/ 478، وابن حيان: الثقات،:دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند، الطبعة الأولى، 1393ه= 1973م، 3/ 210، وأبو الوليد الباجي: التعديل والتجريح ، لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح، تحقيق: أبو لبابة حسين، دار اللواء للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة الأولى، 1406ه= 1986م، 2/ 803، وابن عساكر: تاريخ دمشق، 31/ 198، وابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق: علي محمد معوض- عادل أحمد عبد الموجود، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1415هـ= 1994م، 3/ 336، وأبو الفداء: المختصر في أخبار البشر، المطبعة الحسينية المصرية، الطبعة الأولى، 1/ 197، والذهبي: تاريخ الإسلام،2/ 759، وابن الوردي الجد، زين الدين: تاريخ ابن الوردي، دار الكتب العلمية، لبنان، بيروت، الطبعة الأولى، 1417هـ= 1996م، 1/ 169.
[47] انظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى، 4/ 142، والبغوي: معجم الصحابة، 3/ 479، وأبو الوليد الباجي: التعديل والتجريح ، لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح، 2/ 803، وابن عساكر: تاريخ دمشق، 31/ 202، 203، وابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة، 3/ 336.
[48] انظر: البغوي: معجم الصحابة، 3/ 479، أبو نعيم الأصبهاني: معرفة الصحابة، عادل بن يوسف العزازي، دار الوطن للنشر، الرياض، الطبعة الأولى 1419هـ= 1998م،3/ 1712، أبو الوليد الباجي: التعديل والتجريح ، لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح، 2/ 803، وابن عساكر: تاريخ دمشق، 31/ 202، 203، وابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة، 3/ 336.
[49] انظر: ابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة، 3/ 336.
[50] انظر: ابن حيان: الثقات ، 3/ 210، وأبو الفداء: المختصر في أخبار البشر، 1/ 197، وابن الوردي الجد، زين الدين: تاريخ ابن الوردي، 1/ 169.
[51] ابن سعد: الطبقات الكبرى، 4/ 142، والبغوي: معجم الصحابة، 3/ 479، وأبونعيم الأصبهاني: معرفة الصحابة، ،3/ 1712، وأبو الوليد الباجي: التعديل والتجريح ، لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح، 2/ 803، وابن عساكر: تاريخ دمشق، 31/ 202، 203، وابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة، 3/ 336.
[52] انظر: البغوي: معجم الصحابة، 3/ 479، وأبونعيم الأصبهاني: معرفة الصحابة،3/ 1712، وابن عساكر: تاريخ دمشق، 31/ 198، وابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة، 3/ 336.
[53] انظر: ابن عساكر: تاريخ دمشق، 31/ 203، وابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة، 3/ 336.
[54] انظر: ابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة، 3/ 336.
[55] الدينوري: المعارف، تحقيق: ثروت عكاشة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، الطبعة الثانية، 1992 مص186.
[56] العجلي: معرفة الثقات من رجال أهل العلم والحديث ومن الضعفاء وذكر مذاهبهم وأخبارهم، تحقيق: عبد العليم عبد العظيم البستوي، مكتبة الدار، المدينة المنورة، السعودية، الطبعة الأولى، 1405هـ= 1985م، 2/ 48.
[57] مالك بن أنس: الموطأ، 6/ 68.
[58] الحاكم في المستدرك (6369) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. تعليق الذهبي في التلخيص: على شرط البخاري ومسلم.
[59] ابن الجوزي: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، 6/ 133.
[60] الذهبي: تاريخ الإسلام، 5/ 457.
[61] البخاري: قرة العينين برفع اليدين في الصلاة، تحقيق: أحمد الشريف، دار الأرقم للنشر والتوزيع، الكويت، الطبعة الأولى، 1404هـ= 1983م، ص 37.
[62] البغوي: معجم الصحابة، 3/ 481.
[63] ابن عبد البر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى، 1412هـ= 1992م، 3/ 951.
[64] ابن سعد: الطبقات الكبرى، 4/ 110.
[65] الذهبي: تاريخ الإسلام، 2/ 847.
[66] ابن سعد: الطبقات الكبرى، 4/ 125.
[67] البيهقي في شعب الإيمان (8416).
[68] ابن سعد: الطبقات الكبرى، 2/ 285.
قصة الإسلام