سأسَميكِ الضُّحى
عَلَّني أصحو مِنَ النَّومِ على هسهَسَةِ الضوءِ تهادى
مِنْ سنا عَيْنَيكِ يُهديني صباحاً نَرجِسياً خارجاً للتَّوِ مِنْ حَمّامِهِ الوَردِيِّ
مَزْهُواً بِقَطْراتِ النَّدى
كانَ نَومي حُلُما لا يَنتهي أوْ رُبَّما وَهْماً على هَيئَةِ حُلْمٍ
إنَّ نِصفَ الحُلْمِ وَهمٌ أو سَرابٌ هارِبٌ مِنْ عُتْمَةِ الليلِ إلى سِفْرِ السُّدى
كُلُّ حُلْمٍ وَلَهُ تَفسيرُهُ فيما تَعَدّى لُعبَةَ التّضليلِ والتَّأويلِ في وهمِ المَرايا
رُبَّما في الظِّلِ ما دَلَّ وأوحى بِخَفايا شَهْقَةِ الضوءِ
على شَعْشَعَةِ القنديلِ في الرّيحِ التي تَمضي إلى رَجعِ الصَّدى
رُبَّما طالَ على جَفنَيْكِ ليْلُ السُّهْدِ يُخفي وَعْدَهُ بالشَّمسِ
إنَّ الشَّمسَ ميعادُ الضُّحى
مَنْ تُرى أودَعَ في عَينَيْكِ بَحراً للبِداياتِ التي لا تَنتَهي يَوماً؟
كاَنَّ اللهَ أهداكِ السَّماواتِ وما بَيْنَهُما
واختَزَلَ الدُّنيا على جَفْنَيْنِ سَوداوَيْنِ إنْ رفّأ قليلاً
سَقَطَ الليْلُ قَتيلاً أو تَنَحّى...
فَدَعيني أرشِفُ الصُّبحَ على شُرْفَةِ عَيْنَيكِ كما أهوى سَناءً ورُؤى
وَنَبيذاً لِلعَصافيرِ التي أيْقَظَها في غابَةِ الرّوحِ على جَفنَيْكِ
شَلّالُ الضُّحى
الفُ عُصفورٍ على نَبضَةِ قلبي قَدْ صحا في لَحظَةٍ
وَمَضى سِرباً مِن النّاياتِ يَشدو فَرَحا
ألف مرحى كَرنَفالات الضُّحى...
سأُسَمّيكِ بِها
وأُسَمّيها سَنا
فالشَّمسُ في عَينَيكِ أخْفَتْ سِرَّها واستَسلَمتْ،
تَغفو إذا شِئتِ وَتَصحو كُلَّما رَفَّ على جَفنَيْكِ هُدْبٌ وانحَنى
سأُسَمّيكِ بِها لا فَرقَ يا سَيِّدَتي بَيْنَكُما،
مَنَ قالَ إنَّ الشَّمسَ مِنْ بَعدِكِ ظَلَّتْ في السّما ؟!
سليمان دغش