السلام عليكم ورمضان كريم على جميع المسلمين
اللهم نورنا بنور العلم وابعدنا عن ظلام الجهل
شكرا ايها الاخ على هذا الموضوع الجميل والذي فعلا يستحق البحث لمعرفة اصل هذه الكلمة (ماجينا) لانه الكثير من المجتمعات والشعوب يحتفلون بمناسبات ولايعرفون اصلها ، انا قرات الموضوع كله واستفدت عن مايقال من القصص والاحاديث عن اصل الماجينا واضحكتني حكاية المراة اليهودية التي تتصدق على الاطفال واضحكني اكثر حكاية شقيقة المطربة العراقية الشهيرة سليمة مراد باشا زوجة الفنان ناظم الغزالي !!
ولم استطع ان اسكت عن الرد على هذا الموضوع لانه من المهم ان يعرف المسلمون حقيقة مناسباتهم الدينية .
اما القصة الحقيقة لكلمة ماجينا هي كالاتي :
وانا متاكد منها 99 % منذ ان كنت صغيرا ولحد الان ، عندما كنا صغار كنا نعمل الماجينا وهي ان نطرق بيوت الجيران ونردد كلمات الاغنية التي تقول :
ماجينا ياماجينا حلي الجيس (الكيس) وانطينا ، تنطونا لو ننطيكم ، بيت الله نوديكم ،هذه مكة المعمورة ، مبنية بجص ونوره ، وبعدين يقول احد الاطفال بصوت عالي جدا ،
يا اهل السطوح تنطونا لو نروح ؟؟
ويظل يطرق الباب بانتظار ان يخرح احد اصحاب البيت ويعطينا بعض النقود التي نضعها عند امين الماجينا (وهو شخص يتفق عليه كل الاطفال بانه شخص حباب وصدوق ولايكذب ويكون امين على الفلوس بحيث لاياخذ فلس واحد بجيبة بل يجمعها كلها حتى نهاية يوم الماجينا ) وبعض الناس يعطونا الحلويات او بعض الطعام ونجمعه كله في كيس ايضا يوضع عند احد الاطفال ، وبعد ان يستلم الاطفال النقود او الحلويات يرددون عبارة :
الله يخلي راعي البيت
والاطفال يقولون بصوت عالي :
أمين وبجاه الله واسماعيل امين ، بعدين يطلبون من صاحب البيت ان يعطيهم اسم شخص عزيز عليهم ( وهو عادة مايكون اصغر طفل بالبيت او اكبر طفل من بين الاطفال) حيث يسالونه من هو ابو المحبس فيقول لهم فلان ويعطيهم اسمه ويحضره معه فيقوم الاطفال بحمله ويطبلون بالطبل ويغنون له يرددون العبارات : من هو ابو المحبس ، هييي والله وهييي والله (فلان ابو المحبس ) هييي والله وهييي والله لابس قميص ... هييي والله وهييي والله ، فوك المحبس بنية !! وبعد مااتذكر بالضبط الباقي .. وبعدها يقولون :
عيني (فلان) ماحلاته اسمك ياروحي الك هذه عروس مني الك هذه قصور مني الك هذه فلوس مني الك ، ويصفقون ويغنون لهذه الطفل فتراه يفرح لان الاهتمام ينصب عليه ، وهكذا تنتهي الماجينا عند هذا البيت ، وبعض الاحيان يطرقون الباب كثيرا ولكن بعض الناس يتضايقون من هوسة الاطفال ويفتحون الباب ويطردون الاطفال ويقول لهم اذهبوا من هنا والعبوا في مكان اخر او يرمون على الاطفال ماء من السطح بدلا من ان يفتحوا الباب ويعطون الفلوس وحتى يتفرق الاولاد ويبتعدون عن هذا البيت ، في هذه الحالة يهرب الاطفال من هذا البيت ويشتمون صاحب البيت ويقول بصوت عالي :
جبوا (سكبوا) علينا الماي يابيت الفكر (الفقر) ويقولونها بصوت عالي حتى يسمع الجيران بان هؤلاء الناس بخلاء .
وبعدها يحسبون النقود التي جمعوها ويقول احدهم للاخر لاتاخذ منها فلس واحد وتضعه بجيبكم لانه حرام وسيحاسبك الله عليه يوم القيامة ويكون عليكم نار ، فيشترون بهذه الفلوس حلويات ويوزعونها على البيوت التي اعطتهم الفلوس ويقولون لهم هذا لوجه الله وبثواب اهل البيت ، اما الحلويات بالنسبة لي ولاصدقائي كانت عبارة عن بعض المعجنات مع دارسي الذي نعمل منه شراب الدارسين ونوزعه على البيوت ونحاول ان نحسب عدد البيوت التي اعطونا الفلوس ونقسمه بالتساوي عليهم ودائما يوصوننا اهلنا بعدم اخذ المال ووضعه بجيوبنا لانه حرام ويعاقبنا الله عليه ونحاول قدر الامكان ان نشتري به الحلويات ونوزعها اما على الفقراء و المحتاجين اذا كان في الحي ناس فقراء او نوزعها على الجيران اللي اعطونا الفلوس ، اما الحلويات التي نحصل عليها فهي حلال علينا ويمكننا ان ناكل منا مانشاء !! انتهت احداث الماجينا بالتفصيل وهذا بالنسبة لي عندما كنت صغيرا في محافظة النجف الاشرف .
ونرجع للموضع الاصلي الذي هو اصل كلمة ماجينا حيث كنا نسمعها من الاباء والاجداد وهم يجمعونا ويقولون لنا قبل ان تعملوا الماجينا يجب ان تفهموا معنى كلمة ماجينا ولماذا تعملوها وهذا السؤال يتردد علينا كل سنة وبعض الاطفال كان يجيب على هذه الاسئلة وبعضهم لايعرف ويبدا الكبار بسرد قصة الماجينا لكي تبقى راسخة في اذهاننا ، وهي القصة الاتية :
انه في رمضان كان بعض الفقراء يطرقون الباب على اهل بيت الرسول (صلى الله عليه واله ) ويطلبون الطعام من بيت الامام علي عليه السلام ، وكان الامام علي وعائلته (فاطمة والحسن والحسين) في حالة مادية ضعيفة لانه اهل البيت وخاصة بيت علي وفاطمة كانوا مشهورين بالزهد حيث لايردون سائل بالرغم من حالتهم المادية الضعيفة حتى انه في احد الايام في رمضان كانوا قد حضروا مائدة الافطار التي تحتوي على القليل من الطعام الذي بالكاد يكفي لافطارهم وفي هذه الاثناء طرق الفقراء بابهم طلبا للطعام وهم يقولون يا اهل بيت محمد اطعمونا مما اطعمهكم الله ، فلم يسعهم الا ان اعطوا كل طعامهم الى الفقراء واكتفوا بالقليل جدا الذي يكفي لان يفطروا عليه دون ان يشبعوا منه لانه الطعام كان قليل ، وفي احد الايام وبعد الافطار طرق الفقراء باب بيت الامام علي (عليه السلام ) وطلبوا الطعام ، فاستغرب الامام علي من مجيئهم بعد الافطار وقال لهم الم نعطيكم الطعام قبل الافطار والان هو ليس وقت فطور او سحور ، فقالوا له نعلم انه ليس وقت افطار لكنه
ما جئنا لولا الحسن ماجئنا
هذه هي اصل الكلمة
ماجينا لولا سمعنا بميلاد الحسن ماجينا
اي اننا سمعنا بميلاد الامام الحسن وجئنا نبارك لكم هذا الميلاد ونشارككم الفرحة ، وبعض الناس يقولون انهم طلبوا حلاوة الميلاد (طلبوا طعام او فلوس) وبعض الروايات تقول ان اهل البيت اعطوهم بعض الحلويات بمناسبة ميلاد الامام الحسن وقالوا لهم هذه حلاوة الميلاد ، وظلت هذه العادة تتكرر في كل سنة بمنتصف شهر رمضان بمناسبة ميلاد الامام الحسن (عليه السلام) ويقولون ماجينا نطرق الابواب لولا مناسبة ميلاد الامام الحسن في هذا اليوم ماجينا لولا الحسن ماجينا
يعني ما جئنا نطرق بابكم لولا سمعنا بميلاد الحسن وجئنا نبارك لكم ، وهذه اصح الروايات واضبطها ، وبعض الروايات تقول انه ظل يتوافد على بيت الامام علي (عليه السلام) الكثير من الاقرباء والاصدقاء والاصحاب وهم يقولون ماجئنا لولا سمعنا بميلاد الحسن وجئناكم نبارك لكم هذا الميلاد ونهنئكم به .
اللهم صل على محمد وال محمد ونور المسلمين بنور العلم وابعدهم عن ظلام الجهل .
وعندما كبرت حاولت ان ابحث عن صحة هذه الرواية ، فوجدت الكثير من الكتب المعتمدة والمنقولة عن المؤرخين الموثوق بهم تذكر ميلاد الامام الحسن في منتصف رمضان وكيف ان الفقراء والاغنياء كانوا يترددون على بيت الامام علي ويهنئونه بميلاد ابنه الكبير الامام الحسن(عليه السلام) ويقولون لولا الحسن ماجينا
وسنظل نردد ونقول في كل سنة بمنتصف رمضان
ماجينا ياماجينا حلي الجيس وانطينا
ونتمنى ان نرجع الى بلادنا ونرى اولادنا واحفادنا يعملون الماجينا (الماجينه باللهجة العراقية) وهم يمشون بامان وسلام ، امين يارب العالمين قولوا معي امين باعلى اصواتكم