النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

الحر الرياحي / بقلم رضا العاشور التميمي

الزوار من محركات البحث: 18 المشاهدات : 297 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق جديد
    تاريخ التسجيل: October-2014
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 19 المواضيع: 17
    التقييم: 13
    آخر نشاط: 17/February/2022

    الحر الرياحي / بقلم رضا العاشور التميمي

    الحر بن يزيد الرياحي :
    ابن ناجية بن قعنب بن عتاب الردف بن هرمي بن رياح بن يربوع .
    من سادات الكوفة ومن أشراف العرب ووجوهها، ومن شجعانها ، حيث قال عنه الشيخ محمد السماوي كان الحر شريفا في قومه جاهلية وإسلاما .
    أُرسل الحر على رأس ألف فارس من قِبل عبيدالله بن زياد ليصد الإمام الحسين (ع )عن دخول الكوفة. إن الحر لما انحاز إلى الحسين (ع) يوم عاشوراء قال له: لما وجهني عبيدالله بن زياد إليك، خرجتُ من القصر فنُودِيت من خلفي: أبشِرْ بخير! فالتفتُّ فلم أرَ أحدا فقلت: واللهِ ما هذه بشارةٌ وأنا أسير إلى الحسين، وما أُحدّث نفسي باتّباعك. فقال له الإمام الحسين (ع) أصبتَ أجراً وخيراً ،نعم نُوديَ الحرّ مُبشَّراً، وهذه هي العناية الإلهيّة.
    وجاء القوم وهم ألف فارس مع الحر بن يزيد الرياحي، حتى وقف هو وخَيلُه مقابل الحسين في حَرّ الظهيرة، والحسين وأصحابه معتمّون متقلّدو أسيافهم، فقال الحسين لفتيانه ـ اسقُوا القومَ وارووهم من الماء ورَشِّفوا الخيلَ تَرشيفاً.
    فقام الفتية وسَقَوا القوم من الماء حتى أروَوهم، وأقبلوا يملأون القِصاع والطِّساس من الماء ثمّ يُدنونها من الفَرَس، فإذا عَبَّ فيه ثلاثا أوأربعا أوخمسا عُزِلَتْ عنه وسَقَوْا آخَر حتّى سَقَوا الخيلَ كلَّها.
    ولم يَزَل الحرّ مُوافِقا الحسين (ع ) حتّى حضرت الصلاة ( صلاة الظهر )، فأمر الإمامُ الحسين (ع) الحجاج بن مسروق الجعفي أن يؤذّن فأذّن، فلما حضرت الإقامة خرج الحسين في إزارٍ ورداءٍ ونَعلَين، فحَمِدَ اللهَ وأثنى عليه ثمّ قال:
    (أيُّها الناس، إنّها مَعذِرةٌ إلى الله عزّوجلّ وإليكم، وإنّي لَم آتِكم حتّى أتَتْني كتبُكم، وقَدِمَت علَيّ رسُلُكم أن أقْدِمْ علينا؛ فإنّه ليس لنا إمام، فلعلّ الله يجمعنا بك على الهدى. فإن كنتم على ذلك فقد جئتُكم، فإن تُعطوني ما أطمئنّ إليه من عهودكم ومواثيقكم أقْدم مِصْرَكم، وإنْ لم تفعلوا وكنتم لِمَقْدَمي كارهين انصَرَفتُ عنكم إلى المكان الذي أقبلَتُ منه إليكم).
    فسكتوا عنه وقالوا للمؤذّن: أقِمِ الصلاة. فأقام الصلاة، فقال الحسين (ع) للحر: أتريد أن تُصلّي بأصحابك ؟ قال لا، بل تصلّي أنت ونصلّي بصلاتك.
    فصلّى بهم الحسين، ثم إنه دخل (ع) واجتمع إليه أصحابُه، وانصرف الحر إلى مكانه الذي كان فيه. فلما كان وقت العصر أمر الحسين أن يتهيّأ أصحابُه للرحيل، وأمر مُناديَه فنادى بالعصر، وأقام فاستقدم الحسين فصلّى بالقوم، ثم سلّم وانصرف إلى القوم بوجهه، فحَمِد الله وأثنى عليه ثمّ قال:
    أمّا بعدُ ( أيُّها الناس ـ فإنّكم إن تتّقوا وتَعرفوا الحقَّ لأهله يكنْ أرضى لله، ونحن ـ أهلَ البيت ـ أولى بولاية هذا الأمر عليكم مِن هؤلاء المُدّعين ما ليس لهم، والسائرين فيكم بالجَور والعُدوان، وإن أنتم كَرِهتمونا وجَهِلتُم حقَّنا، وكان رأيكم غيرَ ما أتَتْني كتبُكم وقَدِمتْ علَيّ رسلُكم، وانصرفتُ عنكم.
    فقال له الحرّ بن يزيد: إنّا ـ واللهِ ـ ما ندري ما هذه الكتب التي تذكر(
    فقال الحسين: يا عُقبة بن سمعان، أخْرِج الخَرجَينِ اللذَينِ فيها كتبُهم إليّ. فأخرج خرجين مملوءين صحفاً، فنشرها بين أيديهم.
    فقال الحر: فإنا لسنا مِن هؤلاء الذين كتبوا إليك، وقد أُمِرنا إذا نحن لَقِيناكَ أن لا نُفارقَك حتّى نُقْدِمَك على عبيدالله بن زياد.
    فقال الحسين: الموتُ أدنى إليك مِن ذلك.
    ثمّ قال عليه السّلام لأصحابه: قوموا فاركبوا.
    ولمّا كَثُر الكلام بين الإمام الحسين والحر، قال الحر:
    (إنّي لم أُؤمَر بقتالك،وإنّما أُمِرتُ أن لا أُفارقك حتّى أُقدِمَك الكوفة، فإذا أبَيتَ فَخُذْ طريقاً لا تُدخلك الكوفة ولا تَردُّك إلى المدينة، تكون بيني وبينك نَصَفاً، حتّى أكتب إلى ابن زياد).
    وبعد أن صفّ كلٌّ من الإمام الحسين (ع ) وابن سعد جيشَه للحرب، وبعد خُطَب سيّد الشهداء (ع) وخُطَب أصحابه، أقبَلَ الحر على ابن سعد قائلاً:
    أمُقاتِلٌ أنت هذا الرجل ؟!
    قال: إي واللهِ قتالاً أيسَرُه أن تَسقُط الرؤوس وتَطيح الأيدي!
    قال الحر: فما لَك في واحدةٍ من الخِصال التي عَرضَ عليكم رِضىً ؟
    قال ابن سعد: أما واللهِ لو كان الأمر لي لَفَعلتُ، ولكنّ أميرك قد أبى!
    فأقبل الحر حتى وقف من الناس موقفاً، ومعه قُرّةُ بن قيس الرياحي، فقال: يا قرّة، هل سَقَيتَ فَرَسك اليوم ؟ قال: لا. قال: أما تريد أن تَسقيَه ؟ قال قُرّة: فظننتُ والله أنّه يريد أن يتنحّى فلا يشهد القتال، وكَرِه أن أراه حين يصنع، فخاف أن أرفعه عليه فقلت له: أنا مُنطِلقٌ فساقِيه. قال قُرّة: فاعتَزَلتُ ذلك المكانَ الذي كان فيه، فوَاللهِ لو أطْلَعَني على الذي يريد لَخَرجتُ معه.
    فأخذ الحر يدنو من الحسين قليلا قليلا. فقال له المُهاجِر بن أوس الرياحي: ما تريد ؟ أتريد أن تَحمِل ؟! فسكت الحر، وأخَذَه مِثلُ العُرَواء ( أي الرِّعْدة ). فقال المهاجر: إنّ أمرَك لَمُريب! وما رأيت منك في موقفٍ قط مِثْلَ شيءٍ أراه الآن، ولو قيل لي: مَن أشجع أهل الكوفة رَجُلا ؟ لَما عَدَوتُك، فما هذا الذي أرى منك ؟!
    قال الحرّ: إنّي ـ والله ـ أُخيّر نفسي بين الجنّةِ والنار، وواللهِ لا أختار على الجنّة شيئاً ولو قُطِّعتُ وحُرِّقت.
    ثمّ ضرب الحرّ فرسَه ولَحِق بالحسين (ع) فلمّا دنا قلَبَ تِرسَه، فقالوا له: مُستأمَن . وقيل: ضَرَب فرسَه قاصداً إلى الحسين (ع) ويدُه على رأسه وهو يقول:
    اللهمّ إليك تبتُ فتُبْ علَيّ؛ فقد أرعَبتُ قلوب أوليائك وأولادِ بنت نبيّك .
    سلّم الحر على الإمام الحسين (ع)، وقال:
    جَعَلني اللهُ فِداك يا ابنَ رسول الله، أنا صاحِبُك الذي حَبَستُك عن الرجوع، وسايرَتُك في الطريق وجَعْجَعتُ بك في هذا المكان. واللهِ الذي لا إله إلاّ هو، ما ظَنَنتُ أنّ القوم يَرُدّون عليك ما عَرَضتَ عليهم أبداً، ولا يَبلُغون منك هذه المنزلة. فقلت في نفسي: لا أُبالي أن أُصانع القومَ في بعض أمرهم ولا يظنّون أنّي خَرَجتُ من طاعتهم، وأمّا هم فسيقبلون من حسينٍ هذه الخصالَ التي يَعرض عليهم. وواللهِ إنّي لو ظننتُهم لا يقبلونها منك ما ركبتها منك، وإنّي قد جئتك تائباً ممّا كان منّي إلى ربّي، ومُواسياً لك بنفسي حتّى أموتَ بين يديك، أفَتَرى لي توبة؟
    قال الحسين (ع): نعم، يتوب اللهُ عليك ويغفر لك، فانزِلْ.
    قال الحر: أنا لك فارساً خيرٌ منّي راجلاً، أُقاتلُهم على فرسي ساعة، وإلى النزول يصير آخِرُ أمري.
    قال الحسين (ع): فاصنَعْ ما بدا لك .
    وكان أوّل عملٍ قام به الحر ـ بعد أن انحاز إلى معسكر الإمام الحسين (ع) ـ هو خطبته في أهل الكوفة، قائلاً لهم:
    (يا أهل الكوفة لأمِّكمُ الهَبَل والعِبر! إذ دَعَوتُموه، حتّى إذا أتاكم أسلَمتمُوه، وزعمتم أنّكم قاتِلو أنفسِكُم دونه، ثمّ عَدَوتُم عليه لتقتلوه! أمسكتُم بنفسه، وأخَذتم بكَظْمه، واحَطتُم به من كلّ جانب، فمنعتموه التوجّه في بلاد الله العريضة حتّى يأمنَ ويأمَنَ أهلُ بيته، وأصبح في أيديكم كالأسير.. لا يملك لنفسه نفعاً ولا يدفع ضُرّاً، وحَلأتُموه ونساءه وصِبيتَه وأصحابَه عن ماء الفرات الجاري الذي يشربه اليهوديّ والمجوسيّ والنصرانيّ، وتمرغ فيه خنازير السَّواد وكلابُه، وها هم قد صَرَعهم العطش، بئسما خَلَفْتم محمّداً في ذريّته، لا سقاكمُ الله يوم الظمأ إنْ لم تتوبوا وتَنزِعوا عمّا أنتم عليه من يومكم هذا في ساعتكم هذه .!)
    فحمل عليه الرجّالة ترميه بالنَّبل، فأقبل حتّى وقف أمام الحسين (ع )
    بعد الحملة الأولى ـ وقد قُتل فيها أكثر أصحاب الإمام الحسين عليه السّلام ـ خرج الحرّ إلى ساحة المعركة وخلفَه زهير بن القَين يحمي ظهره، فقاتل هو وزهير قتالاً شديداً، فكان إذا شدّ أحدهما،فإن استلحم شدّ الآخر حتّى يخلّصَه، ففعلا ذلك ساعة وكان الحر يرتجز قائلاً:
    إنّـي أنـا الحـرُّ ومـأوى الضـيفِ أضـربُ فـي أعنـاقِكُم بـالسـيفِ
    عن خيرِ مَن حلَّ بأرضِ الخَيفِ
    حمل الحرّ حملات واخترق صفوف القوم في مقدّماتها، حتّى ضُرب فرسُه على أُذنَيه وحاجبيه، فسالت دماؤه، فخرج له الحُصَين بن نُمَير التميميّ فقال له: هل لك ـ يا حر ـ في المبارزة ؟
    قال: نعم، قد شئت ..
    وبقيَ الحر يُدير رَحى الحرب وحدَه. حتّى قتل في حملته الأخيرة ثمانين فارساً مِن أبطالهم، فضجّ العسكر، وصَعُب عليهم أمرُه، فنادى ابن سعد بالرُّماة والنبّالة فأحْدَقوا به مِن كلّ جانب حتّى صار درعُه كالقُنفُذ، فوقف وقفة المُستميت، ونزل عن فرسه وعقرها لأنّها لم تستطع الاقتحام من كثرة السهام، وأخذ يكرّ عليهم راجلا إلى أن سقط على الأرض وبه رَمَق، فكَرّ عليه أصحابُ الحسين (ع) واحتملوه حتّى ألقَوه بين يدي الحسين(ع)، فجعل يمسح الدمَ والتراب عن وجهه ويقول له: ما أخطَأتْ أمُّك إذْ سَمّتْك حرّاً، أنت الحرُّ في الدنيا والحرّ في الآخرة. ثم استعبر عليه السّلام .

  2. #2
    صديق جديد

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال